علوم

هدية أميركية مسرطنة لاختراق الدروع الروسية.. ما هو "اليورانيوم المنضب"؟

نشر

.

Mohamed Salah Eldin

الولايات المتحدة تتبع الخطوات البريطانية في إمداد أوكرانيا بذخائر تحوي يورانيوم منضب، بهدف اختراق الدروع والدبابات الروسية خلال الحرب الدائرة منذ أكثر من ١٨ شهرا، حسبما كشفت مصادر لوكالة رويترز صباح اليوم.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتبر "الخطوة البريطانية" بمثابة استخدام أسلحة تحوي "مكونات نووية" في ساحة المعركة، فيما لم يصدر بعد أي تعليق روسي على "الخطوة الأميركية"، لتزداد الأوضاع اشتعالا بين الجانبين.. لكن ما هو الاختلاف بين هذا اليورانيوم المنضّب، وذلك المستخدم في القنابل النووية، وما هي أخطاره على البشر والبيئة، وما قدرته على الفتك بالدروع أثناء المعارك، وكم بلغ عدد ضحاياه من العرب؟

"بواقي التخصيب"

من أجل الوصول للوقود النووي المستخدم في المفاعلات والأسلحة النووية لا بد من الحصول على "نظير اليورانيوم 235" والذي لا يوجد سوى بكميات قليلة للغاية في خام اليورانيوم، لذلك تأتي عملية التخصيب لزيادة نسبة تركيز هذا النظير.

يتبقى من هذا التخصيب ما يعرف باليورانيوم المنضب المشع ولكن بنسبة أقل بكثير من النظائر المشعة (U-235) و(ْU-234) وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

خارق الدروع

لا يتوقف استخدام اليورانيوم المنضب على الذخائر التي تستخدم لاختراق الدبابات، لكن أيضا في مقدمة الصواريخ، وفي الوقت نفسه تستخدم هذه المادة في صناعة دروع الدبابات نفسها، ويعود استخدامها في هذا المجال نظرا لكثافتها العالية واشتعالها ذاتيا في درجات الحرارة والضغط العالية.

التخلص من ذخائر اليورانيوم المنضب تتطلب إجراءات فائقة للتخلص منها. أ ب

الولايات المتحدة، كانت الأولى التي بدأت في استخدام هذه المادة المشعة، في سبعينيات القرن العشرين، بهدف إنتاج الذخائر وقذائف المورتر نظرا لتوافره بكثرة وانخفاض تكلفته البالغة، إذ يعتبر بمثابة "نفايات من المرافق النووية" وفقا لوكالة حماية البيئة الأميركية.

المنتجون والمالكون

تنتج كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وباكستان أسلحة اليورانيوم المنضب، فيما تخزن ١٤ دولة أخرى هذا النوع من الأسلحة، وتظل لندن واشنطن هما مَن استخدم هذا النوع من السلاح بحسب التحالف الدولي لمنع أسلحة اليورانيوم.

الكلى والرئة.. أبرز ضحاياه

بحسب رويترز فإن الجمعية الطبية الملكية البريطانية أشارت في تقرير لها عام ٢٠٠٢ إلى أن مخاطر تعرض الكلى وأعضاء الجسم الداخلية جراء اليورانيوم المنضب، تظل منخفضة للغاية بالنسبة للجنود والمدنيين في ساحات الصراع. لكن في حال التعرض لكميات كبيرة منه فإن له آثار مدمرة على الكلى والرئة.

وبحسب التحالف السابق ذكره فإن الغبار الناتج عن هذه الأسلحة يمكن استنشاقه، في حين أن الذخائر التي لا تصل إلى هدفها يمكن أن تسمم المياه الجوفية والتربة، وبالتالي ترتفع رقعة التلوث إلى المدنيين، الذين ربطت تقارير بين إصابتهم بأورام سرطانية وبين تعرضهم لآثار هذه المادة المشعة في الطعام والشراب، وكذلك تشوه الأجنة.

جنود أوكرانيون يصعدون على مركبة قتالية خارج كييف، أوكرانيا، السبت 2 أبريل 2022- AP

اعرف أكثر عن..

العرب ضحايا اليورانيوم المنضب

استخدمت الولايات المتحدة حوالي ٣٤٠ طنا من اليورانيوم المنضب في الذخائر خلال حرب الخليج الأولى عام ١٩٩١، وما يقدر بنحو ١١ طنا في حرب البلقان في أواخر التسعينيات بحسب رويترز.

كما استخدم هذا النوع من الذخائر، ليس فقط في حرب الخليج الأولى في تسعينيات القرن العشرين لكن أيضا ما بين ١٠٠٠ و٢٠٠٠ طن خلال ٣ أسابيع كانت هي مدة هجوم التحالف الدولي الذي قادته واشنطن على العراق.

وبحسب الغارديان فإن التقديرات تشير إلى إطلاق أكثر من 300 ألف قذيفة من اليورانيوم المنضب خلال حرب العراق عام 2003، معظمها أطلقته القوات الأميركية، وساهمت فيه بدرجة أقل القوات البريطانية.

جنود أميركيون في العراق - AP

أما في حرب الخليج الأولى فيعتقد بإطلاق أكثر من ٧٨٠ ألف قذيفة من اليورانيوم المنضب، كان للقوات الأميركية نصيب الأسد فيها.

ووفقا لدورية هارفارد ساينس ريفيو فإن إحدى الدراسات تشير إلى ارتفاع حالات سرطان الدم لدى الأطفال العراقيين بنسبة 60٪ بين عامي 1990 و1997، وكذلك العيوب الخلقية والتشوهات التي تضاعفت ثلاث مرات بين عامي 1990 و1998 في البصرة بالعراق.

ونشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا في العام 1991 يشير إلى أن استخدام اليورانيوم المنضب في حرب الخليج ربما يكون السبب في وفاة 500 ألف شخص بالسرطان.

وبحسب الدورية ذاتها فإنه على الرغم من صعوبة عملية البحث، إلا أن العلماء ما زالوا يعملون لمعرفة ما إذا كانت هناك صلة بين اليورانيوم المنضب وصحة البشر بالقرب من مناطق الصراع التي استخدم فيها هذا النوع من الذخائر المشعة.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة