علوم

الإمارات وناسا يكتبان فصلا جديدا في تاريخ استكشاف الفضاء

نشر

.

blinx

تتوجه الانظار إلى ساحل الأقمار الصناعية في كاب كانافيرال، قبالة سواحل فلوريدا على المحيط الاطلنطي، جنوب شرق الولايات المتحدة، حيث يصل رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي بعد رحلته الطويلة في محطة الفضاء الدولية والتي مكث خلالها ٦ أشهر كاملة.

فقبل هذه المدة، وفي خطوة جديدة تعكس الطموح الإماراتي في مجال الفضاء، تم اختيار النيادي لأداء مهمة في محطة الفضاء الدولية امتدت لنحو ٦ أشهر، ليصبح أول رائد فضاء عربي يمكث في الفضاء كل هذه المدة، حيث عزز هذا الأمر مكانة الإمارات ضمن الدول التي شاركت في المهمات الطويلة الأمد في الفضاء.

لكن خلف الكواليس كانت هناك قصة تعاون وراء رحلة النيادي التاريخية، فهذا التعاون بين الإمارات ووكالة الفضاء الامريكية (ناسا) نجح في حجز مقعد لرائد الفضاء الإماراتي على صاروخ SpaceX Crew-6، خلال الربع الأول من العام الجاري.

ما قصة هذا التعاون؟

بدأ التعاون بين دولة الإمارات و"ناسا" بشكل رسمي في السنوات الأخيرة، لكن الأسس والإطارات العامة لهذا التعاون كانت تتشكل منذ فترة طويلة، فطموح أبوظبي الفضائي كان جزءا من رؤيتها الطموحة للمستقبل، وكانت ناسا الخيار الطبيعي للتعاون بفضل خبراتها وتقنياتها العالية في هذا المجال.

مع مرور الوقت، شهد التعاون بين الطرفين تطوراً ملحوظاً، وكانت ملامح هذا التعاون الاختيار الأخير لرائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي لقضاء ٦ أشهر في محطة الفضاء الدولية كجزء من مهمة SpaceX Crew-6، مما يمثل إنجازاً تاريخياً للإمارات ويعزز من مكانتها في مجتمع الفضاء الدولي.

لكن قبل رحلة النيادي، تعاونت الإمارات وناسا في مشروع "المستكشف راشد"، الذي كان يهدف لإرسال مسبار فضائي إماراتي لاستكشاف القمر.

نموذج رائد

وقال الدكتور فاروق الباز، عضو الهيئة الاستشارية لوكالة الفضاء الإماراتية، لـ "بلينكس" إن "التعاون الدولي مهم جدا لاستكشاف الفضاء لأنه لا توجد دولة واحدة قادرة على تحقيق قفزات حقيقية في استكشاف الفضاء بمفردها".

وأضاف الباز، "التعاون بين الإمارات وناسا يعد أحد النماذج الرائدة للتعاون الدولي في مجال استكشاف الفضاء".

وشدد عالم الفضاء المصري، الذي عمل في "ناسا" للمساعدة في التخطيط للاستكشاف الجيولوجي للقمر، ويشغل في الوقت الحالي منصب مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأميركية، على أن التعاون الدولي في مجال الفضاء لا يوفر فقط فرصاً لتبادل المعرفة والخبرات، بل يسهم أيضاً في تعزيز التفاهم والسلام الدوليين.

ونتيجة لهذا التعاون، أصبحت الإمارات دولة رائدة في مجال الفضاء في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، مع تحقيق تقدم ملحوظ في عدة مجالات، منها البحث العلمي والتكنولوجيا الفضائية. ومع استمرار هذا التعاون، يتوقع أن يفتح ذلك الباب لمزيد من المشروعات والفرص التي ستفيد ليس فقط الطرفين، ولكن المجتمع العلمي والإنساني على نطاق واسع.

مشروع Hope لاستكشاف المريخ

فضلا عن رحلة النيادي والمستكشف راشد، كان مشروع "هوب" (الأمل) نموذج آخر لقصة نجاح التعاون بين الإمارات وناسا، فالمشروع يعد أول مهمة فضائية عربية لاستكشاف كوكب المريخ، وتم إطلاقه بنجاح في يوليو 2020.

هذا المشروع تم تطويره بواسطة مركز محمد بن راشد للفضاء، ويهدف إلى تقديم فهم أعمق للغلاف الجوي للكوكب الأحمر، والظروف الجوية عليه.

وأسهمت وكالة ناسا في المشروع من خلال تقديم الدعم الفني والعلمي، بالإضافة إلى المشاركة في تحليل البيانات العلمية التي تجمعها المركبة. هذا التعاون يبرز الدور الذي يمكن للشراكات الدولية أن تلعبه في تقدم العلم والتكنولوجيا، ويؤكد على القدرة التي تمتلكها دولة الإمارات في المشاركة الفعّالة بالبحوث الفضائية على مستوى عالمي.

ومشروع "هوب" ليس إنجازًا علميًا للإمارات بل يُعتبر أيضًا نموذجًا للتعاون الدولي في البحث العلمي والتكنولوجي.

وكان سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، قال لبلينكس، إن التعاون الدولي جزء مهم من ركائز برنامج الفضاء الإماراتي، مشيرا إلى أن الإمارات توفر البيانات العلمية لبرنامجها الفضائي وتتبادلها مع الجامعات ووكالات الفضاء الدولية.

ولفت إلى مشروع المستكشف راشد على سبيل المثال الذي يعد نموذجا للتعاون الدولي، قائلا: "رغم أن مشروع إرسال المركبة راشد إلى القمر هو في الأصل مشروع إماراتى، لكنه ذو طابع دولى لانه يعزز الشراكة العالمية لاستكشاف الفضاء، حيث تولت شركة Space X الأميركية عملية الإطلاق، وتولت الشركة اليابانية آى سبيس ISpace عملية هبوط المركبة راشد، كما تمت الاستعانة بمعدات علمية من فرنسا، ومن جامعات من هولندا وبلجيكا، وكلها أمور تصب فى النهاية فى صالح برنامج آرتميس وعودة البشر إلى القمر".

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة