تقول ليان أبوعيشي، 20 عاماً، وهي خريجة قسم "الإخراج" من الجامعة الأميركية بدبي، إن مشروع سلطان النيادي ألهمها للبحث عن طرق جديدة لكسر الحدود التقليدية في السينما. فقد رأت في مشروع النيادي مثالاً على كيف يمكن للعلم والتكنولوجيا أن تفتح آفاقاً جديدة للإبداع، وأن تدفع الفنانين إلى التخيل بما وراء ما هو ممكن.

وانطلق رائد الفضاء الإماراتي إلى الفضاء في ٢ من مارس 2023، ضمن طاقم مهمة Crew-6 التابعة لشركة SpaceX الأميركية.

أضافت أبوعيشي أن مشروع النيادي جعلها تدرك أهمية الشغف والالتزام لتحقيق الأهداف الكبيرة. فقد بذل النيادي سنوات من الجهد والتدريب لتحقيق حلمه بالسفر إلى الفضاء، وهو ما ألهمها على أن تسعى لتحقيق أحلامها الخاصة.

وقالت أبوعيشي: "أريد أن أخرج أفلاماً تترك بصمة على العالم وتدفع الناس إلى التفكير بشكل مختلف. أريد أن أستخدم السينما لإلهام الناس وإثارة فضولهم حول العالم من حولهم."

إلى جانب مهامه العلمية على متن محطة الفضاء الدولية، شملت مهمة سلطان جانبا مجتمعيا أيضًا، تبلور في سلسلة "لقاء من الفضاء"، والتي جذبت أكثر من 10 آلاف شخص ما بين طلاب ومحبي للفضاء من جميع أنحاء الإمارات، وتنوعت هذه السلسلة ما بين اتصالات مرئية واتصالات لاسلكية.

ومهمة هذه السلسلة من الاتصالات لإتاحة الفرصة لطلاب المدارس من جميع أنحاء الإمارات للتفاعل مع الرائد اللاسلكي سلطان الفضاء النيادي، والتعرف على الرحلة الفضائية، وتأثيرهم باستكشاف.

رسالته تركت أثرا عميقًا في نفوس الشباب من جميع أنحاء العالم، إذ عبَّرت مريم ابراهيم، وهي طالبة تدرس الأحياء البحرية، عن اهتمامها بالبدء في تخصص الفيزياء وفهم ما فعله سلطان النيادي بشكل كامل.

وقالت إنها تستمتع بدراسة الفيزياء، لكنها أدركت بعد مشاهدة اتصال النيادي أنها تريد أن تتعلم المزيد عن الفيزياء وتطبيقاتها العملية. وأضافت ماهر أنها كانت مفتونة بتجارب النيادي العلمية، خاصةً تلك المتعلقة بالنباتات والأدوية والأجسام الفيزيائية.

وقالت إنها تعتقد أن هذه التجارب مهمة للغاية، لأنها يمكن أن تساعد في تطوير تقنيات جديدة تفيد البشرية.

وتضمنت أبحاث النيادي دراسة آثار انعدام الجاذبية على جسم الإنسان، وتطوير تقنيات جديدة للزراعة في الفضاء، وتحسين فهمنا للكون.

وقالت ماهر: "أريد أن أكون جزءًا من هذا المستقبل، وأريد أن أستخدم معرفتي بالفيزياء لمساعدة الآخرين. أعتقد أن سلطان النيادي هو مصدر إلهام لكل من يسعى لتحقيق أحلامه."

يذكر أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي تتم إدارته من قِبل مركز محمد بن راشد للفضاء، يُعدّ أحد المشاريع التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، الذي يهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.