ما هي المناطق العربية الأكثر عرضة لوقوع زلازل؟

بعد كل كارثة مدوية، تظهر أزمة التنبوء بالزلازل لتؤرق المواطنين الذين يأملون ألا تصل الهزات الأرضية إلى قراهم ومدنهم، إلا أن تعريف التنبوء ذاته يثقل كاهل العلماء، بحسب د. ناصر جبور، مدير المعهد القومي للجيوفيزياء المغربي الذي تحدث مع بلينكس.

فتعريف التنبوء مُتطلب، بحسب الخبير، ويعني معرفة موقع وتوقيت وشدة الزلزال قبل وقوعه، فيقول: "بهذا التعريف وضعنا سقف للعلماء منذ عشرات السنين".

وفي حين تعتبر عملية التنبوء بالزلزال غير ممكنة، يستطيع العلماء توقع احتمالية حدوث الزلزال في بعض النطاقات الجغرافية على مدار فترات ممتدة، تصل لعشرات الأعوام بحسب جبور.

أحزمة الزلازل هي المواقع المتوقع حدوث الهزات الأرضية فيها، إذ ترتبط حسب جبور، بحواف الصفائح التكتونية وعادة ما تكون لأحزمة الزلازل تشعبات مختلفة، لكن العلم ما يزال يخطو خطوات ضيقة في استكشاف هذا العالم.

ويشرح جبور ذلك قائلا: "نحن ندرس الزلازل منذ مئة عام، لكنه ظاهرة قائمة بالفعل منذ ملايين الأعوام".

بسبب التفاوت في الموقع بالنسبة للصفائح التكتونية، تتفاوت فرص حدوث الزلازل من دولة لأخرى، بحسب المستشار البيئي د. علي عشقي، الذي يحاول تصنيف بعض المواقع العربية الأكثر عرضة لحدوث الزلال فيقول لبلينكس: "سوريا على سبيل المثال تقع عند الحاجز الذي يفصل الصفيحة التكتونية العربية والأناضولية، بينما تقع العراق عند الحاجز بين الصفيحة الإيرانية والعراقية".

بعض الدول الأخرى بحسب عشقي، فرص حدوث الزلازل فيها أقل، كالسودان على سبيل المثال، ومصر التي عادة ما تتأثر بالزلازل التي تقع في البحر المتوسط والسواحل الشمالية، بينما تعتبر منطقة خليج العقبة أكثر عرضة لوقوع الزلازل إلا أنه بعيدة عن تمركزات المدن.

منطقة شمال أفريقيا أيضا من المناطق المعرضة لحدوث الزلازل، لا بسبب وجودها على حافة الصفائح التكتونية وإنما بسبب موقعها من سلاسل جبال أطلس الممتدة من المحيط وحتى تونس، والتي تتضمن عدد من الصدوع الزلزالية، حسب عشقي.