وفقا لوزارة الاقتصاد الإماراتية، أنفقت دولة الإمارات 1.4% من الناتج المحلي الإجمالي على قطاع الفضاء في عام 2018، بينما ارتفع حجم الإنفاق التجاري على اقتصاد الفضاء في الإمارات إلى نحو ٣ مليار دولار خلال 7 سنوات بنهاية عام 2020.

ونمت الاتفاقيات التعاقدية للخدمات والتطبيقات الفضائية بنسبة 40% خلال العام ذاته.

في تصريح لـ"بلينكس"، يوضح سالم المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، عن العوائد الاقتصادية المحتملة من الاستثمار في هذا القطاع، قائلاً: "ما نستثمره في الفضاء يعود بالفائدة على الأرض".

يقول المري "ما نستخدمه اليوم في حياتنا العادية هو في حقيقة الأمر تقنيات فضائية، من مكالمات فيديو، إلى تقنية تحديد المواقع، إلى تطبيقات الـ GPS التي تساعد كل فرد في الوصول إلى وجهته، وما كان يمكن أن يحدث هذا لولا برامج استكشاف الفضاء".

يضيف المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، أن هناك بُعد آخر لأهمية برامج استكشاف الفضاء، وهو استكشاف محيطنا، قائلا: "الطموح البشري للاستكشاف لا يتوقف، ولذلك فإن الفضاء هو مجال الاستكشاف الطبيعي التالي للبشر، للتعرف على محيطنا الفضائي وعالمنا الكوني، لكننا قبل الذهاب بعيداً إلى أعماق الفضاء، يجب أن نضع خطواتنا بثبات على القمر ثم المريخ وهكذا".

بحسب مؤسسة الفضاء الأميركية، فقد نما اقتصاد الفضاء العالمي خلال الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 8% ليصل إلى 546 مليار دولار، وارتفع النمو التجاري بنسبة 8٪ تقريباً ليصل إلى 427.6 مليار دولار، وارتفع الإنفاق الدفاعي الدولي إلى 45% من ميزانيات الفضاء الحكومية.

ويشمل اقتصاد الفضاء الإماراتي 10 قطاعات توفر إمكانات الاستثمار الأكبر في الدولة، تشمل: تعدين الفضاء والمحطات الفضائية وشركات الفضاء والاستدامة وإعادة التدوير في الفضاء والمستوطنات والسياحة الفضائية وتصنيع وأكاديميات الفضاء.

يقول الدكتور فاروق الباز، مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن، "في الحقيقة أهمية استكشاف الفضاء ليست فيما نعرفه في الوقت الحالي، رغم أهمية ذلك، لكن التكنولوجيا والتطورات العلمية التي تصدر عن مشروعات وبرامج الفضاء تؤثر بشكل كبير على رفاهيتنا وحياتنا اليومية".

وتابع لـ "بلينكس"، لن أكون مبالغاً إذا قلت إنه لولا مشروع أبولو ما كان هناك إمكانية للتحدث عبر تطبيق زووم مثلًا كما نتحدث الآن، ولولا برامج الاتصالات بين الأرض ورواد الفضاء الأوائل ما كان يمكن أن نتحدث بهذه الكيفية التي نتحدث بها الآن وبهذه الجودة وبشكل مجاني".

وأضاف الباز أن برامج الاتصالات في برنامج أبولو لاستكشاف القمر كانت "اللبنة الأساسية في ثورة الاتصالات التي نعيشها الآن"، فهذه الثورة الهائلة في عالم الاتصالات اليوم، هي في الحقيقة وليدة برامج استكشاف الفضاء وأهمية وجود اتصال بين الأرض ورحلات الفضاء سواء كانت مأهولة أم لا.

بالإضافة إلى ما سبق فإن تطبيقات GPS التي تساعد كل فرد في الوصول إلى وجهته ما كان يمكن أن يحدث هذا لولا برامج استكشاف الفضاء.