الصين تتجاوز حواجز واشنطن.. ما الذي فعلته هواوي في "الرقائق"؟

وحدة تابعة لشركة هواوي تكنولوجيز تشحن شرائح جديدة، صينية الصنع، لكاميرات المراقبة، وفق ما قال ٣ أشخاص مطلعين لرويترز، هذا الأمر يشير إلى أن عملاق التكنولوجيا الصيني يجد طرقا للتغلب على ضوابط التصدير الأميركية.

بدأت الشحنات إلى الشركات المصنعة لكاميرات المراقبة من وحدة تصميم الشرائح، هايسيليكون، وهي تابعة لهواوي هذا العام.

تشير التطورات إلى أن عملاق التكنولوجيا الصيني يتغلب على ضوابط التصدير التي تفرضها واشنطن، والتي منعت الشركة منذ عام 2019 من الحصول على الموادّ والتكنولوجيا من الشركات الأميركية من دون موافقة.

وكشفت شركة هواوي أيضا عن هواتف ذكية جديدة خلال الأسابيع الأخيرة تستخدم شرائح متقدمة، والتي يقول المحللون إنها مصنوعة محليا.

وقال المصدر المطلع على سلسلة التوريد في صناعة كاميرات المراقبة: "من السهل نسبيا تصنيع رقائق المراقبة هذه مقارنة بمعالجات الهواتف الذكية"، مضيفا أن عودة هايسيليكون ستحدث هزّة في السوق.

أمام هذا الواقع يبدو أن هواوي تغلّبت على القيود الأميركية المفروضة على برامج تصميم الرقائق، وفق رويترز.

توفّر هايسيليكون بشكل أساسي الرقائق لمنتجات هواوي، ولكن لديها عملاء خارجيين أيضا. قبل فرض ضوابط التصدير الأميركية، كانت الشركة هي المورّد المهيمن للرقائق لقطاع كاميرات المراقبة، وقدّرت شركة الوساطة المالية Southwest Securities حصتها العالمية في عام 2018 بنسبة 60٪.

لكن بحلول عام 2021، انخفضت حصة هايسيليكون في السوق العالمية إلى 3.9% فقط، وفقا لبيانات من شركة الاستشارات Frost & Sullivan.

أصبحت شركة هواوي تحت الأضواء في أواخر أغسطس عندما طرحت هاتف Mate 60 Pro، وهو هاتف ذكي جديد يستخدم شريحة متقدمة وقال المستخدمون إنه قادر على سرعات الجيل الخامس.

ورحّبت وسائل الإعلام الحكومية الصينية بهذا الحدث باعتباره عودة لأعمال الهواتف الذكية لشركة هواوي بعد أن أصيبت بالشلل بسبب العقوبات الأميركية.

شركة الأبحاث TechInsights، التي فحصت جهاز Mate 60 Pro، وجدت أنه مدعوم بمعالج Kirin 9000S الجديد، وهو شريحة متقدمة، قالت شركة الأبحاث إنها على الأرجح مصنوعة في الصين.

هذه الشريحة هي من سلسلة كانت تصنّع في السابق بواسطة هايسيليكون، وقبل العقوبات الأميركية، عملت شركة هواوي مع شركة TSMC التايوانية لتصنيعها.

إطلاق الهاتف الجديد أدّى إلى دعوات من المشرعين الأميركيين لممارسة ضغوط إضافية و"ضوابط تصدير أكثر فعالية" على هواوي.

وسبق أن أدّت العقوبات الأميركية إلى خنق وصول شركة هايسيليكون إلى برنامج أتمتة التصميم الإلكتروني.

خلال السنوات الماضية، وضعت واشنطن على لائحتها السوداء شركات صينية لقطع سلاسل الإمداد بالتكنولوجيا الأميركية وخصوصا الرقائق الأكثر تطورا.

وحسب تقرير سابق لفرانس برس، تعمل أشباه الموصلات على تغذية الاقتصاد العالمي الحديث وتتواجد في كل أنواع الأجهزة الإلكترونية، من مصابيح ليد (LED) إلى السيارات أو الهواتف الذكية.

وترى الصين التي تسعى إلى استقلالية في هذا المجال أن هذه الإجراءات تهدف إلى الحفاظ على الهيمنة الأميركية وعرقلة تنميتها.

أعلنت بكين خلال شهر يوليو عن قيود على صادرات معدنين نادرين يعدان ضروريين لأشباه الموصلات والتي تُعدّ المنتج الرئيسي لها.

رفضت شركة هواوي الصينية بشدة في يونيو وصف بروكسل لعملاق الاتصالات الصيني بأنه يشكل خطرا على التكتل ودعوتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى استبعاد معدات الشركة من شبكاتها للهواتف النقالة.

وكانت المفوضية الأوروبية اعتبرت أن شركتي هواوي و"زد تي أي" تمثلان خطرا أكبر على التكتل من سائر مورّدي المعدات الخاصة بشبكات الجيل الخامس.

وقالت المفوضية أيضا إنها ستوقف الخدمات التي تقدمها الشركتان الصينيتان مع اتخاذ الاتحاد الأوروبي خطوات لعدم الاعتماد على شركات التكنولوجيا الصينية بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

رفضت هواوي حينها بشدة التعليقات التي أدلى بها ممثلو المفوضية، منتقدة تحرك المفوضية لتقييد الشركات الصينية.

وأكثر ما أثار غضب الشركة الصينية بشكل خاص وصف المفوضية لها بأنها "مورد عالي المخاطر".