كوفيد طويل الأمد.. دراسات جديدة تحل اللغز

قال كريستوفر برايتلينغ، المؤلف المشارك لدراسة نشرت الجمعة في مجلة لانسيت لطب الجهاز التنفسي، إن هناك "أدلة ملموسة على حدوث تغييرات في مختلف أعضاء الجسم" بعد دخول المستشفى بسبب الإصابة بكوفيد.

اعتمدت الدراسة على التصوير بالرنين المغناطيسي الذي تم إجراؤه على ٢٥٩ مريضًا تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب كوفيد.

أظهرت الفحوصات لدى ما يقرب من ثلث مرضى كوفيد "تشوهات" في العديد من الأعضاء بعد عدة أشهر من مغادرة المستشفى. وتشمل هذه الأعضاء الدماغ والرئتين والكليتين، وبدرجة أقل القلب والكبد.

لاحظ الباحثون تلفًا في المادة البيضاء في الدماغ، وهي ظاهرة يمكن أن تربطها الأدبيات العلمية بحدوث تدهور إدراكي طفيف.

وقال مؤلفا الدراسة ومراقبون مستقلون إن هذه النتائج توفر تفسيرا محتملا لمرض كوفيد الطويل أو استمرار الآثار اللاحقة بعد عدة أشهر من الإصابة.

الدراسة الأخرى نُشرت في مجلة إي-بيوميديسن وركزت على تأثير المرض في الدماغ. فحصت هذه الدراسة التي أجراها فريق من المعهد الوطني الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية "إنسيرم" نحو خمسين مريضًا عانى بعضهم من انخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون لديهم على صلة بتغيير أحدثه الفيروس في بعض الخلايا العصبية التي تنظم الوظائف الإنجابية.

وبحسب معاهد طبية، فإنّ موت هذه الخلايا العصبية قد يكون سببًا لأعراض معينة تستمر مع مرور الوقت.

بدءًا من الشعور بالتعب والسعال وضيق التنفس والحمى المتقطعة وفقدان حاسة التذوق أو الشم والصعوبة في التركيز والاكتئاب... يظهر كوفيد الطويل على شكل واحد أو أكثر من الأعراض من قائمة طويلة، بشكل عام في غضون ثلاثة أشهر بعد الإصابة ويستمر مدة شهرين على الأقل. في فرنسا، شُخِّص كوفيد الطويل لدى ٤% من البالغين أو ٢،٠٦ مليون شخص فوق ١٨ عاما. وقالت نسبة صغيرة منهم إنهم يواجهون عوائق جدية أمام أداء أنشطتهم اليومية.

ولكن الأعراض تتحسن ببطء بعد عامين لدى الغالبية العظمى من المرضى الذين يعانون من كوفيد الطويل.