كيف أصيب مغاربة بالعمى بعد "حقنة طبية"؟

تعرف الحقنة التي تسببت في عمى 16 مغربي بـ "بيفاسيزوماب" وهو جسم مضاد يتم بيعه تحت الاسم التجاري "أفاستين".

يوصف هذا النوع من الأجسام المضادة التي تتكون من جزيئات بروتينية لعدد من أمراض العين مثل التنكس البقعي واعتلال الشبكية السكري وتعمل هذه الأجسام على منع إفراز هرمون يمنع نمو الأوعية الدموية داخل العين التي تحدث ضبابية في الرؤية.

يحقن هذا الدواء الذي هو عبارة عن سائل شفاف عن طريق إبرة رفيعة مباشرة خلف عدسة العين، وفقا لمركز طب العيون في برشلونة.

تناول مادة بيفاسيزوماب على شكل حبوب أو حتى عن طريق الحقن الوريدي لا يجعله يصل إلى داخل العين المصابة بالكمية المطلوبة، وبالتالي يبقى الحقن في السائل الزجاجي وراء عدسة العين عملية ضرورية، وهي غالبا ما تكون سريعة ومن غير ألم.

في تصريحات أقارب المرضى الذين أصيبوا بمضاعفات بعد تلقي الحقنة، قال أحدهم إن القارورة التي تحمل الدواء يتم تقسيمها بين المرضى بسبب تكلفتها المرتفعة التي تصل إلى 300 دولار.

وتفيد دراسة أجراها مجموعة باحثين بمركز لطب العيون بالكويت أن تقسيم قارورة أفاستين إلى عدة جرعات صغيرة للحقن في العين يعرض المرضى لخطر التلوث البكتيري. ومن المحتمل أن يكون مرضى مستشفى "20 غشت" قد تعرضوا لهذه التجربة.

في الأصل، تمت الموافقة على دواء أفاستين، الذي تبيعه شركة جنينتيك، لعلاج السرطان، وليس أمراض العيون، حسب إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

لكن العديد من المتخصصين في شبكية العين يستخدمونه لأنه لا يكلف سوى حوالي 50 دولارا للحقنة، مقارنة بـ 2000 دولار لعقار لوسينتيس، وهو دواء آخر له نفس طريقة العمل وتمت الموافقة عليه كعلاج مخصص للعيون.

سبق وأن تسبب نفس الدواء في العمى لمرضى بالولايات المتحدة حيث أصيب ما لا يقل عن 16 شخصا في ولايتي فلوريدا وتينيسي بالتهابات حادة في العين، كما أصيب بعضهم بالعمى، وفقا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن سلطات القطاع الصحي والمحامين الذين يمثلون المرضى.

وتربط دراسة نشرتها مجلة علمية لطب العيون حقن بيفاسيزوماب داخل الجسم الزجاجي بعدد من الآثار الضارة، بما في ذلك الالتهاب أو العدوى داخل العين وتمزق الظهارة الصبغية للشبكية، وانفصال الشبكية ونزيف الجسم الزجاجي.