مخلفات فضائية.. هل يمكن أن تسقط علينا؟

تتكون مخلفات الفضاء من أجسام كبيرة مثل الأقمار الصناعية التي تعطلت أو تُركت في المدار بعد تقاعدها. ويمكن أن تتكون المخلفات أيضا من أجزاء صغيرة، مثل قطع الحطام أو قشور الطلاء التي تسقط من الصواريخ، وفقا لمتحف التاريخ الطبيعي في لندن.

تتعقب الشبكة الأميركية لمراقبة الفضاء حركة أكثر من 23 ألف قطعة نفايات يكبر حجمها كرة تنس. ويشمل ذلك حوالي 3 آلاف قمر اصطناعي متقاعد.

لكن مجلة ساينس العلمية تفيد أن الخبراء يرجحون وجود أكثر من 100 ترليون قطعة بالفضاء، وتقول الوكالة الأوروبية للفضاء إن أحجام معظمها تقل عن 1 سنتمتر.

منذ بداية إرسال الأقمار الاصطناعية للفضاء الخارجي عام 1957، تمكنت الدول من تثبيت أكثر من 15 ألف قمر اصطناعي. ويوجد حاليا أكثر من 10 آلاف، لكن 8600 منها فقط لا زالت في الخدمة. ويصل وزن كل الأجسام التي تدور حول الأرض إلى أكثر من 11 ألف طن، حسب وكالة الفضاء الأوروبية.

تعد روسيا والولايات المتحدة والصين من الدول الأكثر تلويثا للفضاء الخارجي للأرض، وفقا لموقع الإحصائيات ستاتيستا.

يسقط ما بين 200 إلى 400 قطعة من الحطام الفضائي على الأرض كل عام، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

معظم هذه النفايات المتساقطة صغيرة الحجم لدرجة أنها تحترق بالكامل في الغلاف الجوي ولا تصل أبدًا إلى الأرض. لكن يمكن للأجسام الأكبر حجمًا أيضا أن تسقط حيث يقاوم حجمها التفكك الكامل خلال الاحتراق.

في أغسطس 2022، سقطت قطعة سبايس إكس كرو دراغون متفحمة وعلى جنباتها ما يشبه المسامير في مزرعة أغنام بأستراليا، لكنها لم تحدث أي خسائر.

كما سقطت قطعة قبل ذلك، عام 1997، على كتف سيدة أميركية بولاية أوكلاهوما وكانت القطعة بحجم يدها تقريبًا ويعتقد أنها جاءت من صاروخ دلتا 2.

في يناير 2001، سقطت فوق الأراضي السعودية مركبة روسية كانت قد زودت المحطة الدولية للفضاء بالمؤن ثم هوت إلى الغلاف الجوي محترقة.

كلما زاد ارتفاع الحطام المداري، كلما زادت مدة بقائه في مدار الأرض، وهذا هو ما كانت تطلبه هيئة الاتصالات الفدرالية الأميركية من شركة ديش لضمان عدم سقوطه على سطح الأرض.

يمكن للمخلفات التي تتواجد في المدارات التي تبعد بأقل من 600 كيلومتر على الأرض أن تسقط في غضون عدة سنوات. أما بالنسبة للمخلفات التي تتواجد على ارتفاع 800 كيلومتر، غالبًا ما يتم قياس وقت سقوطها بالقرون. وترتفع هذه المدة إلى ألف عام أو أكثر عندما يفوق الارتفاع 1000 كيلومتر على سطح الأرض.

تخطط وكالة ناسا الاستمرار في تشغيل محطة الفضاء الدولية حتى نهاية عام 2030، وبعدها سيتم إسقاطها بمنطقة نائية في المحيط الهادئ تُعرف باسم بوينت نيمو، والتي استخدمت كمقبرة مائية للعديد من المركبات الفضائية الأخرى.

تعتزم هيئة تنظيم الطيران الأمريكية إجبار الشركات على التخلص من مخلفاتها الفضائية، من خلال إعادتها إلى الغلاف الجوي للأرض أو نقلها إلى مدار جبانة.

وبترك المخلفات حول مدار الأرض، ستتصادم القطع مع بعضها مخلفة قطع جديدة أخرى ما سيؤدي إلى تزايد في عدد الاصطدامات، وتعرف هذه الظاهرة بمتلازمة كيسلر.

يتطلب تنظيف المدار الأرضي من مخلفات الأقمار الصناعية والصواريخ الملايين من الدولارات حيث يتوقع اتحاد العلماء الأمريكيين أن يكلف جمع كل كيلوغرام واحد من المخلفات 90 ألف دولار، كما أن إعادة تدوير هذه المخلفات سيضيف إلى الفاتورة حوالي 1.4 مليار دولار لكل 15 ألف كيلوغرام.