للأجيال الشابة أدمغة أكبر.. كيف تنفعهم؟

تخبرنا الدراسة أن حجم أدمغة جيل X، مواليد الفترة بين 1965 إلى 1980، أكبر من الجيل المولود بين 1928-1946 بنسبة:

• ٨٪ من المادة البيضاء (الألياف العصبية).
• ١٥٪ من مساحة سطح المادة الرمادية (خلايا عصبية).

ويكبر جزء معين من الدماغ، يسمى الحصين، أو Hippocampus، والذي يلعب دورا رئيسيا في الذاكرة والتعلم، بنسبة 5.7% على مدى الأجيال التي تمت دراستها.

ويوضح عالم الأعصاب الذي قاد البحث، تشارلز ديكاري: "يبدو أن العِقد الذي يولد فيه شخص ما يؤثر على حجم الدماغ، وربما على صحة الدماغ على المدى الطويل".

وبينما الوراثة أساسية في تحديد حجم الدماغ، لكن النتائج التي نشرتها الدراسة تشير إلى أن التأثيرات الخارجية، مثل العوامل الصحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، تلعب دورا أيضا.

يعاني حاليا أكثر من 55 مليون شخص في العالم من الخرف، يعيش أكثر من 60٪ منهم في البلدان المنخفضة وتلك المتوسطة الدخل. وكل عام، يُسجَّل ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة.

ومع تضخم عدد السكان المسنين في العالم، فإن تشخيص المرض في طريقه إلى التضاعف 3 مرات في العقود الـ3 المقبلة.

ولكن هناك أمل، ففي العقود الـ3 الماضية، انخفض معدل الإصابة بالخرف في الولايات المتحدة وأوروبا بنحو 13٪ كل 10 سنوات. ويبدو أن الخطر المطلق للإصابة بالخرف يتناقص بالنسبة للأجيال الشابة، ربما بسبب أنماط الحياة والتنشئة الصحية.

ويؤدي الخَرَف إلى ترقق المادة الرمادية في الدماغ، والتي تسمى القشرة، والتي تلعب دورا في الذاكرة والتعلم والتفكير، من بين العديد من العمليات المعرفية الأخرى.

نظرا لأن الدماغ المصاب يتقلص تدريجيا بمرور الوقت، فمن المنطقي أن يؤدي الحجم الأكبر للدماغ إلى المساعدة في الحماية من "التقلص" المرتبط بالعمر.

أظهرت الدراسات أن وظائف الذاكرة واللغة والإدراك وغيرها، يكون أفضل لدى مرضى ألزهايمر ذوي الرؤوس الأكبر، وهو ما يدعم ما يسمى بـ "فرضية احتياطي الدماغ".

وتتبع ديكارلي وزملاؤه صحة الأميركيين الذين ولدوا بين عامي 1930 و1980، لمعرفة ما إذا كان حجم الدماغ يمكن أن يفسر انخفاض معدل الإصابة بالخرف لدى الأجيال الشابة.

وبالاستناد إلى النتائج، فإن الأجيال الشابة تمتلك أحجاما أكبر من الدماغ، بشكل عام وعلى المستوى الإقليمي. وبعد إعادة التحليل، كشفت النتائج التي توصلوا إليها عن زيادة سريعة ومنتظمة في حجم الدماغ بمرور الوقت.

وتخفف بنية الدماغ الأكبر من التأثيرات المتأخرة لأمراض الدماغ المرتبطة بالعمر مثل مرض ألزهايمر والخرف المرتبط به.

ومع ذلك، لا يتفق جميع علماء الأعصاب على ما إذا كان حجم الدماغ هو المؤشر المناسب لـ"الدماغ الاحتياطي".