جيناتك تؤثر على ذوقك الموسيقي

ساهمت الدراسة التي شارك فيها حوالي 3400 توأم متطابق و5600 توأم غير متطابق، في حلّ قطعة جديدة من لغز "تأثير الموسيقى على الأشخاص بطرق مختلفة".

ويعود سبب اختيار التوائم المتطابقة في الدراسة إلى حملهم نفس الجينوم، وتعرضهم لنفس العوامل البيئية أثناء النمو، وهو ما اعتبر شرطان أساسيان في استخراج المساهمات الجينية خلال الدراسة.

ومن خلال تحليل عوامل وراثية وبيئية تعرض لها المشاركون، خلصت الدراسة إلى أن الجينات قد تلعب دورا في التأثير على درجة الاستمتاع للموسيقى حيث أظهرت التوائم المتطابقة تشابها كبيرا مقارنة بنظرائهم غير المتطابقين.

وتوصل الباحثون إلى هذه الخلاصة من خلال اكتشاف اختلاف في التفاعل الذي تحدثه الجينات التي تؤثر على استمتاعنا بالموسيقى، والجينات المسؤولة عن المعالجة الإدراكية والعاطفية، ما يشير إلى أن تركيبة الدماغ تحتوي على ركن موسيقي يتفاعل مع ما تسمعه الأذن.

الباحث بيتر هاريسون من جامعة كامبريدج علق على الدراسة قائلا إن النتائج جديرة بالاهتمام لأن كل ما أظهرت لنا البحوث في السنوات الـ50 الماضية هو دور العوامل الوراثية والبيئية في التأثير على قدرة الفرد في تعلم العزف على أدوات موسيقية مختلفة.

وفي المقابل، يرى خبراء أن الدراسة لا توفر شرحا شاملا للمسألة وتقلل من دور التأثيرات الثقافية في الاستمتاع بالموسيقى.

نيك كولينز من جامعة دورهام في المملكة المتحدة قال "قد يكون هناك مكون وراثي أساسي لبعض القدرات والتفضيلات السمعية، ولكن هناك مكونًا ثقافيًا ثقيلًا في تطور الموسيقى لا يعالجه علم الوراثة وحده"، وفقا لما نقلته عنه مجلة نيو ساينتيست.

بالطريقة التي تؤثر بها جيناتنا على أذواقنا الموسيقية، تفيد دراسات أن العكس صحيح أيضا، حيث يمكن للموسيقى أن تؤثر على تركيبة جيناتنا الوراثية.

تشير دراسة أجراها باحثون بجامعة كيوتو اليابانية أن الاستماع للموسيقى من شأنه التأثير على التعبير الجيني للخلايا، وهي العملية التي تترجم فيها المعلومات المخزنة في الجينات إلى وظائف تنفذها خلايا الجسم.

وتمكّنت الدراسة اليابانية من قمع التعبير الجيني للخلايا المستهدفة بنسبة تصل إلى 40٪ بعد ساعتين فقط من التعرض لإيقاعات موسيقية، والتي استمرت فعاليتها لمدة أربع ساعات على الأقل.

وللموسيقى تأثير على الدماغ كذلك، إذ تشير دراسات إسبانية وأميركية إلى أن الاستماع للموسيقى يمكن استعماله في علاج المرضى الذين يعانون من أمراض التنكس العصبي، مثل الزهايمر والباركنسون.