"عصر ذهبي".. Green Bank يبحث عن عوالم أخرى

يقول العالم ستيف كروفت، من مبادرة Breakthrough Listen: "لطالما تساءل البشر: هل نحن وحدنا في الكون؟".

ولطالما اعتُبر البحث عن "كائنات ذكية خارج كوكب الأرض" مجالا غريبا، لكنه يشهد حالياً نهضة كبيرة بسبب الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، فضلا عن الاكتشافات الحديثة التي تظهر أن كل النجوم تقريبا تؤوي كواكب، وكثيرا منها يشبه الأرض.

كروفت يقول: "أشعر بأننا نعيش ما يشبه العصر الذهبي" في هذا المجال.. فمنذ 10 سنوات يتعاون هذا المشروع العلمي مع المرصد الذي تموله حكومة الولايات المتحدة منذ تشييده في خمسينيات القرن العشرين، بحثا عن بصمات تقنية) آتية من خارج نظامنا الشمسي".

في عام 1958، صنّفت الحكومة الأميركية المنطقة المحيطة بالمرصد "منطقة صمت راديوي وطنية"، لحماية المعدات الحساسة لعلماء الفلك من التداخل.

وعليه يتمّ منع شبكات الهاتف وفرض قيود على شبكات الاتصال اللاسلكي Wi-Fi.. كما تعمل سيارات نقل الموظفين من المرصد وإليه بالديزل.

ويستخدم علماء الفلك علم الفلك الراديوي لرؤية ما وراء الكواكب والنجوم.. وبحسب نظرية متداولة، فإن وجود حضارات أخرى يعني أنها قادرة على بث موجات راديو.

هذا الأمر يذكرنا برواية كارل ساغان "Contact"، التي أشارت إلى أن تنبيه البشرية إلى وجود حياة خارج كوكب الأرض يحدث من خلال بث خطاب ألقاه أدولف هتلر عام 1936.

الإشارات تبعث الأمل

في كل عام، ولمدة أسبوع في نهاية الربيع، يتوجّه فريق مبادرة "بريكثرو ليسن" من جامعة كاليفورنيا في بيركلي إلى المرصد، بالتزامن مع صيانة القضبان التي تدعم الهيكل البالغ وزنه 7700 طن.

ويقول مدير تكنولوجيا المعلومات بالمشروع مات ليبوفسكي: "أشعر بالراحة النفسية في كل مرة أكون فيها هنا، لأنه لا توجد هواتف محمولة، ولا تلفزيون.. إنها بيئة تسمح بالتركيز".

ويوضح كروفت أنه يتمّ البحث عن أدلة تشير إلى أن أشكالا من الحياة تحاول الاتصال بالأرض.

يُذكر أنه في عام 2020، حُددت إشارة أُطلق عليها اسم "Breakthrough Listen Candidate 1" على أنها تداخل لا سلكي من صنع الإنسان.

ويشدد ليبوفسكي على أن "هذا الأمر غير محبط على الإطلاق.. وفرصنا تتزايد بشكل كبير كل عام"، وهو يبدي تفاؤلا أكثر من أي وقت مضى، نظرا للكميات الهائلة من البيانات التي يتم جمعها ومعالجتها اليوم.