"حفيد أنوبيس".. كلب الأهرامات حديث العالم

لم يكتشف أي شخص في منطقة أهرامات الجيزة وجود الكلب في أعلى قمة هرم الملك خفرع، نظرا لاستحالة رؤية تفاصيل القمة بالعين المُجردة، لكن رحلة الطيران الشراعي السياحية كشفت موقعه لتبدأ قصته في الانتشار.

ومع انتشار مقطع فيديو الكلب فوق قمة الهرم، بدأت دعوات محبي الحيوانات الأليفة على مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذه نظرا لاستحالة هبوطه إلى الأرض عمليا دون أن يسقط ويموت من هذا الارتفاع الشاهق.

مكتشف كلب هرم خفرع، كتب بعد يوم واحد من نشر الفيديو على إنستغرام، أنه طار من جديد على متن طائرته الشراعية لرؤية الكلب، لكنه لم يجده.

وذهب الكثير من الجمهور المصري والسياح الأجانب إلى الهرم لمحاولة تصوير الكلب، لتحدث مفاجأة جديدة وهي عملية النزول السهلة عبر الأحجار الضخمة للهرم.

الكلب اختار طريقة مثالية في الهبوط إلى الأرض، فلم يتخذ خطا مستقيما، وبدا وكأنه يطوف حول الهرم مع نزول درجة في كل مرة ويهبط بشكل دائري تدريجي، ليقدم درسا لكيفية النزول المثالي.

وتمنع وزارة السياحة المصرية الجمهور من تسلق الأهرامات، وتنتشر قوات الشرطة والأمن في المنطقة لمنع أي محاولات للصعود على حجارة الأهرامات.

مقطع الكلب على حساب مارشال موشير على إنستغرام حصد أكثر من 26 مليون مشاهدة في أقل من أسبوع، وعشرات الآلاف من التعليقات التي كان أغلبها يتحدث عن مصير الكلب.

وحول مارشال محتوى صفحته إلى الأهرامات والكلاب المنتشرة هناك، ومصير الكلب الذي التقطه بالصدفة بكاميرته خلال الطيران الشراعي.

ونظم مارشال رحلات يومية فوق هرم خفرع، حتى نجح في معرفة مصير أشهر كلب في العالم حاليا، وصوره خلال عملية نزول جديدة، ليبدو أنه اعتاد التسلق والهبوط بشكل دوري.

زاد مارشال الغموض حول الكلب، وتساءل عما إذا كان مجرد حيوان يحب الاستمتاع بالمشهد البديع من فوق قمة الهرم، أم إنه المعبود "أنوبيس" المعروف في الميثولوجيا المصرية القديمة بإله الموتى، ومُرشد البشر إلى العالم الآخر، والذي تم تصويره في العديد من الأفلام السينمائية العالمية، وتباع تماثيل له في منطقة الأهرامات.

واهتمت وسائل الإعلام العالمية بمصير "حفيد أنوبيس" ونشرت قناة "إيه بي سي نيوز" الأميركية تقريرا عن الكلب، وزفت خبرا لمتابعيها بعودته من جديد إلى الأرض، مؤكدة أن نهاية القصة كانت سعيدة.

ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية خبر نزول الكلب من أعلى قمة الهرم، بعد أن كانت قد تابعت قصته منذ البداية، وسط دهشة من طريقة صعوده التي لم يوثقها أحد لتظل سرا مثل سر بناء الأهرامات.

وقالت صحيفة "نيويورك بوست" إن مشهد الكلب فوق أعلى قمة الهرم كان "سيرياليا يتماهى مع إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة"، مسلطة الضوء في تقريرها على المُزح التي تشير إلى أن هذا الكلب هو حفيد أنوبيس إله العالم السفلي عند الفراعنة.

واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الكلب الذي عُرف موقعه بالصدفة فوق قمة الأهرامات، أصبح من معالم منطقة أهرامات الجيزة، واكتسب شهرة طاغية.

بداخل مصر حظي الكلب باحتفاء وشهرة لا تقل عن اهتمام الإعلام العالمي به، إذ نشرت صفحات مصرية عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي قصة الكلب، ومدى تأثيره على الترويج للسياحة المصرية بشكل إيجابي.

وصُنعت صور بالذكاء الاصطناعي للكلب مع حشود من الجماهير والسياح في محيط الهرم، وكأنه يكرم ضيافتهم ويحييهم على القدوم لزيارته مع الآثار الباقية منذ أكثر من 4500 عام.

لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن بعد خروج شائعة عن قيام أحد السياح الأميركيين بتقديم عرض لعمال منطقة الأهرامات لشراء الكلب مقابل 100 ألف جنيه (ما يزيد على 2000 دولار أميركي).

وبعد انتشار شائعة عرض شراء الكلب، خرجت حملات إعلامية مصرية رافضة، وطالب الإعلامي المصري عمرو أديب بترك الكلب يعيش حياته الطبيعية في منطقة الأهرامات دون مطاردته.

وقال أديب: "الكلب صعد وهبط بمفرده، أرجوكم اتركوا أنوبيس في حاله، ابعدوا عنه"، ممازحا الجمهور: "على فكرة أنوبيس إله الموت والتحنيط"، محذرا الجمهور من مضايقته بشكل طريف.

وذهب الكثير من الجمهور إلى منطقة الأهرامات لمحاولة الاطمئنان على الكلب وأنه ما زال باقيا في مكانه، ولم يتعرض للسرقة من أجل بيعه للسياح، ليتم تصوير عشرات الكلاب الشبيهة به، ويبقى مصيره غير معروف حتى الآن، خاصة مع تصوير أكثر من كلب آخر في مهمة صعود الأهرامات، لكن لم يصل أي منها إلى القمة مثل كلب خفرع الشهير.