مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، تستورد 85% من حاجتها من روسيا وأوكرانيا مجتمعتين، هذا يعني أنك كمواطن مصري أو حتى مقيم شاركت في الحرب لكن معركتك كانت غذائية. بعد زيادة سعر القمح بنسبة 44% في عشية وضحاها، قل استهلاك حوالي 90% من الأسر البروتينات، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي.

إذا كنت تستهلك حوالي 10 بيضات في الأسبوع، بعد الحرب أصبحت تأكل بيضة واحدة، لكن حتى هذه البيضة لم تسلم من الحرب، وأصبحت رفاهية، بحسب تقرير لصحيفة النيويورك تايمز الأميركية نشرته في يناير 2023 قالت فيه إن ارتفاع معدل التضخم، أدى إلى أن يصبح شراء سلعة بسيطة مثل البيض، نوعا من الرفاهية.

ارتفع معدل التضخم السنوي في المدن المصرية خلال يناير 2023، إلى 26% وهو أعلى مستوى وصله في أكثر من خمس سنوات. إذا كانت فاتورة طعامك الشهرية 1000 جنيه مصري، فأنت تحتاج 260 جنيها إضافية لتشتري نفس المكونات، أو عليك باللجوء للحل الأصعب وهو إلغاء بنود في الفاتورة لتشتري بالـ 1000 جنيه ما كانت تشتريه الـ 740 جنيه.

يستورد لبنان 600 ألف طن من القمح عبر روسيا وأوكرانيا تمثل 80% من احتياجات البلاد.

لكنك كلبناني فقدت المرفأ في تفجير نترات الأمونيا الشهير في أغسطس 2020، فأنت فقدت كذلك القدرة على تخزين الحبوب. هنا تأتي حرب من نوع آخر، إذ انتقلت ساحات المعارك من كيڤ إلى المخابز والعدو، لترتفع ساعات الانتظار إلى 5 ساعات للحصول على ربطة خبز.

صراع أهم قوتين زراعيتين في العالم ألقى بظلاله على تونس، التي تعتبر أحد أكثر الأطراف تأثرا بالأزمة كونها وجهة لـ 4.2% من صادرات القمح الأوكرانية ما يشكل قرابة 48% من واردات تونس من القمح.

يأكل المواطن التونسي العادي 17 كيلوجراما من المعكرونة سنويا، ويحتل المرتبة الثانية بعد المواطن الإيطالي، كما تتناول الأسر التونسية "الكسكس" مرة أو مرتين في الأسبوع.

تونس مدينة لكييڤ بمبلغ 300 مليون دولار، وبغض النظر عن القضايا اللوجستية التي سببتها الحرب لا تنوي أوكرانيا قبول طلبات استيراد أخرى من تونس دون أن تدفع 50% مقدما، بينما لا تزال تخطط لاستيراد القمح اللين، تضغط الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب المستخدم في المعكرونة والكسكس بحلول عام 2023.

الصومال يعاني بالفعل من انعدام الأمن الغذائي الحاد، يواجه أكثر من 7 ملايين صومالي تهديد المجاعة منذ اندلاع الحرب، كونه يعتبر أكثر دولة عربية اعتمادا على صادرات روسيا وأوكرانيا من القمح بما يناهز 90% من إجمال وارداته، بواقع 42% لروسيا و48% لأوكرانيا وفق إحصائيات منظمة "الفاو" لسنة 2021.

• المغرب؟

يستورد المغرب ما يوازي 2% من صادرات القمح العالمية لتغطية الاستهلاك الداخلي الذي يناهز 10.8 مليون طن.

• العراق؟

يحتل العراق المرتبة السادسة من بين ا ما يقارب 65% من حاجياته من القمح في حين يغطي الإنتاج المحلي ما يقارب من 35% من إجمالي الاستهلاك الداخلي، وهو ما دفعه للجوء إلى الولايات المتحدة لاحتواء أزمة القمح وارتفاع الأسعار جراء الأمة في أوكرانيا، كما يسعى العراق لتنويع مصادر إمدادات القمح لتحقيق أمنه الغذائي.

• سوريا؟

في 2021 كانت أوكرانيا ثاني أكبر مورد للقمح لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ، حيث ذهبت الكثير من المساعدات إلى سوريا ، ويعيش 9 من كل 10 من سكان البلاد قبل الحرب الآن أو تحت خط الفقر، وفقا للأمم المتحدة.