حماس "تتأنى" في الرد.. الاقتصاد أولا

الخسائر البشرية والعسكرية المتوقعة هي ما يدفع حماس للتردد في قرار التصعيد، بحسب الخبير العسكري الإسرائيلي ومنسق أعمال الحكومة في المناطق سابقًا، موشي إلعاد، الذي يرى أن حماس قد تتكبد الكثير من الخسائر جراء إقحام نفسها في هذه الجولة القتالية، بحسب حديث إذاعي نقلته صحيفة جيروزاليم بوست.

يرى منسق أعمال الحكومة السابق أنه من بين الاعتبارات التي تحكم آلية اتخاذ هذا القرار هم آلاف العمال الفلسطينيين الذين ينتقلون خارج القطاع يوميًا، ويصل عددهم نحو ٢٠ ألف عامل، الأمر الذي يعرقله التصعيد والدخول في تعاون عسكري مع الجهاد.

عامل آخر، بحسب الخبير العسكري، هو "حزب الله وتحكمه في أنشطة حركة حماس التي تنشط جنوبي لبنان، ويتحكم الحزب في قرار دخول حماس على خط الاشتباك من عدمه =، إذ أن وحدات حماس المتمركزة جنوب لبنان قد تفتح النيران على شمال إسرائيل، فقط ذا سمح لها الحزب بذلك، والذي قد ينتظر هو نفسه المباركة الإيرانية".

إيران كانت السبب الثالث الذي قدّمه عاموس هاريل المحرر العسكري والمختص في الشؤون الدفاعية، الذي قال إن "دخول إيران على الخط في هجوم متعدد الجبهات على إسرائيل قد يجبر الجيش على العمل من خلال ثلاث جبهات بشكل متزامن"، معتقدا في تحليله بصحيفة هآرتس، أن الجيش قادر على إدارة الجبهات الثلاث حال فتحها سوياً.

فجر الثلاثاء، قتلت إسرائيل ثلاثة من كبار القادة في حركة الجهاد الإسلامي في غزة وهم، أمين سر المجلس العسكري، جهاد غنام وعضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، خالد البهتيني، وأحد قادة العمل العسكري في الضفة الغربية، طارق عز الدين.

التأخر في الرد ليوم ونصف من جانب حركة حماس، رصده تحليل عاموس هاريل، قبل إنطلاق الصواريخ إلى جنوب إسرائيل وبعض المناطق من تل أبيب بعد أكثر من ثلاثين ساعة من الهجوم، لكنها لم تكبد إسرائيل خسائر كبيرة.

بالرغم من تأكيد حماس أن اغتيال قيادات حركة الجهاد يشكل اعتداءً على الشعب الفلسطيني بأكمله ومن ثم يستدعي رداً من جميع الفصائل، يرى هاريل أن تدخل حماس الحقيقي في القتال محدود للغاية، على الرغم من تنسيق عمليات إطلاق النار مع حركة الجهاد بشكل مُسبق، لكنها تترك أغلب عمليات إطلاق الصواريخ للجهاد، في الوقت الذي تستحوذ فيه حماس على القوة الضاربة الأكبر والأكثر قدرة على إحداث ضرر حقيقي.

يتوقع المراسل العسكري أن استمرار تكبد الخسائر من الجانب الفلسطيني قد يدفع حماس مستقبلًا للمشاركة في القتال.

في مقاله، يشير عاموس هاريل، إلى تلقي حماس رسالة من الجانب الإسرائيلي عن طريق "مصر" طالبتها بالبقاء على هامش القتال، الأمر الذي يعلله بتفضيل إسرائيل الانخراط في معركة منفردة مع حركة الجهاد، بدلًا من حماس التي نفذت بعضًا من عملياتها سابقاً باستخدام الدرونز.

ذلك التوجه يدفع إسرائيل للقيام ببعض المواءمات، مثل غضّ الطرف عن مشاركة حماس في هجمات محدودة مع حركة الجهاد بشكل محدود، أو السماح بمرور الأموال القطرية إلى قطاع غزة، إضافة إلى السماح للعاملين الفلسطينيين بالعبور من وإلى القطاع في رحلات يومية تؤمّن لهم بعض الأموال.