بعد أن ذكرت وسائل إعلامية أن المطيري يعمل إداريا في مكتب شركة الخطوط الجوية السعودية ببيروت، اتصل موقع "بلينكس" بإدارتها للوقوف عند صحة المطيري وكيف تمت عملية التحرير وغيرها من التفاصيل، إلا أن الإدارة فضلت الاكتفاء بالمعلومات المتداولة في وسائل الإعلام، وأن يتوقف الأمر عند هذا الحد خصوصا أن المطيري حرر.

وقالت إنها "لا تريد أن تساهم بالمزيد من البلبلة حول الموضوع فيكفي الذي حصل".

التحقيقات تشير إلى تورط "علي زعيتر" الملقب بـ"أبو سلة"، وهو أحد أكبر تجار المخدرات في لبنان باختطاف مشاري المطيري، وفق ما أفادت قناة الإخبارية السعودية.

ولا تزال التحقيقات سارية لكشف ملابسات هذه الحادثة وتوقيف كل المتورطين بمن فيهم علي زعيتر، حسب "الإخبارية".

ويعود اسم "أبو سلة" إلى حقيقة أنه كان يعطي المخدرات لزبائنه بسلة يدليها من منزله باتجاه الشارع.

ولم تتمكن القوى الأمن من خلال ١٠ مداهمات في السابق من توقيفه.

يذكر أن اسمي نوح علي داود زعيتر، و"أبو سلة" علي زعيتر، وغيرهما، على علاقة بحزب الله، وتوجه لهما تهما بتمويله.

ربطت صحف عدة حادث الخطف بحزب الله، مثل "سبق" الكويتية، التي قالت إن الجيش اللبناني كشف بعض تفاصيل تحرير المواطن السعودي بمنطقة الهرمل التي تعد أحد معاقل "حزب الله".

مكتب الخطوط الجوية السعوية ببيروت قال لموقع "بلينكس" إنه يكتفي بالمعلومات المتداولة على وسائل الإعلام ولن يفصح عن تفاصيل حول المطيري وصحته، ورد في وسائل الإعلام المحلية والسعودية أن:

• المواطن السعودي الذي كان مخطوفا (مشاري المطيري) هو موظف إداري بالخطوط الجوية السعودية، ويقيم في العاصمة اللبنانية بيروت، ويعمل في المطار، وفي المكاتب التابعة للخطوط الجوية السعودية.

• كان في أحد مطاعم بيروت ليل الجمعة - السبت، ثم بعد ذلك خرج من المطعم، واتخذ الطريق البحرية متجها نحو منطقة جونية، ولكن بعد ذلك فُقد الاتصال به.

• بعد ذلك أصبح هاتفه في في ٤ أماكن متفرقة بالقرب من العاصمة اللبنانية بيروت.

• هذه الأماكن التي فتح منها الاتصال، ورد على أحدها مديره في شركة الخطوط الجوية، طلب المطيري منه حينها أن يساعده في تجهيز مبلغ ٤٠٠ ألف دولار أميركي كفدية يدفعها للخاطفين.

ثلاثة من الخاطفين السبعة كانوا يرتدون بزّات عسكرية وهم غير عسكريّين، حسب ما قال موقع قناة "أم تي في" اللبنانية.

وجاء أن عملية الخطف تمت عبر سيارتين مسروقتين تقلّان 7 أشخاص، وتعرّف الجيش على أربعة منهم وداهم منازلهم.

وحسب موقع جريدة "النهار" فقد عُلِم أنّ "الخاطفين احتجزوا المواطن السعودي عند الحدود اللبنانية السورية".

وتوجّه السفير السعودي وليد بخاري بالشكر إلى قيادة الجيش و قوى الأمن وشعبة المعلومات، مثمنا تعاون جميع القوى وعلى رأسها وزير الداخلية وقائد الجيش.

والإثنين، قال وزير الداخلية بسام مولوي إن "المواطن السعودي المختطف بخير، ولن نترك القضية تمر دون حساب رادع".

وكشف أن هاتف المواطن المختطف رصد في أكثر من منطقة ببيروت"، لافتا إلى أن الهدف من العملية لم يكتشف بعد.

حسب الصحف فإن المنطقة التي حصل منها الاتصال في الضاحية الجنوبية لبيروت ومكان الاحتجاز والتحرير في الهرمل وعند الحدود اللبنانية السورية تعود السيطرة الأمنية عليها لحزب الله.

لكن الكاتب الصحافي والمحلل اللبناني، جورج العاقوري، يقول في حديث لموقع "بلينكس" أنه بعيدا من التحليل وبانتظار نتائج تحقيقات الجيش اللبناني، يترتب أن نضع هذه الحادثة ضمن إطارها الصحيح وهو تحلل الدولة وتفككها القائم منذ سنوات.

فوجود جيوب خارج سيطرة الشرعية، تنعم بغض النظر من قوى الأمر الواقع (حزب الله) لا يمكن إنكاره، يقول العاقوري.

واستذكر خطف المواطن اللبناني جوزيف صادر، الذي خطف في 12 شباط 2009 على طريق المطار، وفقد أثره منذ ذلك الحين، وتبين من كاميرات التي نجحت من محاولة تحريفها، أنه دخل إلى الضاحية من دون أن يعرف عنه شيئا، وهو كان يعمل في شركة طيران الشرق الأوسط.

لذا فإن جوهر المشكلة يكمن في عدم السماح بقيام دولة قوية تقضي كليا على بؤر الإرهاب والمخدرات وسرقة السيارات، خصوصا أنها معروفة بالمكان وبالأشخاص، حسب العاقوري.

وهذا الحادث قد نشهد له مثيل في بعض الدول، ولكن المقلق أن ثمة أرض خصبة له في لبنان، بسبب سيطرة المافيا على الدولة المافيا وتحللها.

انخفضت نسبة الجرائم الهامة خلال عام 2022، في لبنان، حسب موقع قوى الأمن الداخلي.

وانخفضت عمّا كانت عليه خلال عام 2021، وذلك رغم الأزمة الاقتصادية الحادة في لبنان، والتي ترخي بثقلِها على الأوضاع المعيشية لعناصر قوى الأمن الداخلي ضباطا ورتباءَ وأفراد، فضلاً عن تدني قيمة رواتبهم، والنّقص في العديد، والحاجات اللوجستية، "إلّا أنّ جهود عناصر هذه المؤسّسة الوطنية الجامعة لم تتراجع، وهي لن تتوانى عن ملاحقة المجرمين وتوقيفهم، ومستمرّة في القيام بواجباتها، مهما اشتدّت الأزمات وبلغت التضحيات"، تقول المؤسسة.

وفي هذا السياق، عممت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إحصائيات حول بعض الجنايات والجنح الهامة (قتل، سلب، سرقة سيارات، سلب سيارات، سرقة موصوفة، نشل...) خلال العامين المذكورين، ولكن ارتفعت عمليات النشل بمعدل 2,86%.

تعرض، صباح يوم الخميس في 12 شباط 2009، رئيس جمعية "زهر الليمون" في مغدوشة، والموظف في شركة طيران الشرق الاوسط، المهندس جوزيف صادر لعملية خطف على يد مسلحين خلال توجهه بسيارة أجرة من صيدا إلى مكان عمله في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وقبل وصوله بدقائق إلى حرم المطار وإلى يومنا هذا لا يزال مصيره مجهولا، حسب تقرير جاء في جريدة النهار اللبنانية.

عائلته المؤلفة من زوجته سلمى وأولادهما صوفيا، رالف، وتينا لم تعد تملك سوى العتب والغضب والنقمة، على كل المسؤولين والمرجعيات والجهات المعنية بسبب عدم اهتمامه في باجراء التحقيقات اللازمة ومتابعتها بشكل جدي.