في تدوينتها الرسمية، حددت مايكروسوفت أن أنها تعرضت خلال بدايات يونيو الجاري لزيادة في نسبة استخدام الشبكة في بعض الخدمات ما أثر بصفة مؤقتة على توافر البيانات، غير أنها لم تُفصح إلى الآن عما إذا كانت قد حددت "هوية" الجهة المسؤولة عن الهجوم.

على أرض الواقع، تُرجمت الهجمة لدى المستخدمين الاعتياديين بتوقف دام لأكثر من ساعتين في بعض خدمات الشركة، كبرامج مايكروسوفت 365 وخدمات تيمز وأوتلوك، ليعد ذلك رابع انقطاع في الخدمة تعانيه الشركة خلال العام الجاري بحسب وكالة رويترز.

تعرف مايكروسوفت على موقعها الإلكتروني، هجمات الحرمان من الخدمة كهجوم تنفذه مجموعة من الروبوتات على موقع للويب أو خدمة بطلبات HTTP وحركة المرور، أي أن مجموعة كبيرة من أجهزة الكمبيوتر تهاجم جهازا واحدا، مما يؤدي إلى طرد المستخدمين الشرعيين الذين يتأثرون بتعطل الخدمة، ويمكن أن تستمر تلك الهجمات لساعات أو لأيام.

يمكن أيضا أن تتعرض المواقع لتسرب البيانات أثناء ذلك النمط من الهجمات الإلكترونية، إذا ما وصل المهاجمين لقواعد البيانات مستغلين أي ثغرات أمنية.

تعطل الخدمات وتوقف سير الحياة الاعتيادية كابوس مؤرق لمستخدمي مايكروسوفت وشركات التكنولوجيا الكُبرى التي دائما ما تستهدف بأنماط مختلفة من الهجمات، بعضها لا يطمح في إحداث حالة تشبع وعرقلة الخدمات المنشودة من قبل ملايين المستخدمين فقط، بل ربما سرقة بيانات الأفراد والشركات والهيئات الإلكترونية، والحصول على الكم الأكبر من البيانات.

على مدار السنوات الماضية، تعرضت مايكروسوفت ذاتها لأكثر هجمة استهدفت البيانات، ففي يناير من العام ٢٠٢١، تعرض عشرات الآلاف من مستخدمي البريد الإلكتروني الخاص بمايكروسوفت في الولايات المتحدة لحملة اختراق، وأعلنت الشركة في ذلك الوقت ظنها أن الحملة جاءت تحت رعاية الحكومة الصينية.

تأثرت الشركات والمصالح حكومية بالاختراق آنذاك على حد سواء، ما دفع وكالة الأمن السيبراني الأميركية لإصدار تحذير حث خلاله الوكالات الحكومية الأخرى على إعادة ضبط وتصحيح أنظمتها بشكل فوري، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

في مارس من العام التالي، تعرضت مايكروسوفت لهجمة أخرى، هذه المرة، تسببت في الهجمة جماعة القرصنة لبسوس$ (Lapsus$)، وأعلنت الشركة في مدونتها أن الهجمة أدت لوصول محدود لأنظمة الشركة فيما بقيت بيانات العملاء آمنة، وبعد اختراق أحد حسابات الشركة تدخلت فرق الاستجابة للأمن السيبراني لمعالجة الحساب المخترق ومنع المزيدة من النشاط، وفقًا لموقع CNN Business.

توقف خدمات مايكروسوفت لدى آلاف المستخدمين أوائل يوليو الجاري يعيد للأذهان العطل الأشهر في تاريخ شركة ميتا المالكة لموقع فيسبوك وانستغرام وتطبيق واتسآب في الرابع من أكتوبر للعام ٢٠٢١، إذ توقفت شبكة التواصل الاجتماعي عن الاستجابة للعملاء وحتى أبسط أنماط التواصل على مدار أكثر من ٥ ساعات متواصلة.

قدمت فيسبوك اعتذارا للملايين من مستخدميها، وفي ذلك الوقت، قدرت صحيفة نيويورك تايمز أعداد مستخدمي تطبيقات وخدمات الشركة المتأثرين بالأزمة بحوالي ٣.٥ مليار شخص يستخدمون المنصة في التواصل والترفيه وإدارة العلمات التجارية وحتى الأنشطة السياسية فضلا عن التحكم عن طريق فيسبوك في جوانب أخرى من حياتهم كمواقع التسوق والتليفزيونات الذكية.

في بيان لاحق، أعلنت ميتا، أو شركة فيسبوك آنذاك أن أمرا أصدره أحد مهندسيها أثناء صيانة روتينية أدى للأزمة، إذ تسبب عن غير قصد في قطع جميع الاتصالات في الشبكة الأساسية ومن ثم فصل مراكز البيانات عن الإنترنت على مستوى العالم.

وبحسب صحيفة الغارديان، تسبب العطل آنذاك مع مشكلات أخرى وجهاتها الشركة في انخفاض اسهم فيسبوك بنسبة ٤.٩٪ مقتطعة حوالي ٦ مليارات من ثروة مارك زوكربيرغ.

شبح توقف الحياة الافتراضية مع اختفاء فيسبوك من ساحة الإنترنت دفع الكثيرين لمحاولة تخيل ملامح الحياة اليومية ما إذا اختفت مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتحديد تطبيقات ميتا.

وفقًا لأحد مقالات موقع Mashable آنذاك، ضم فيسبوك حوالي ٤٠٠ مليون شخص لديهم حسابات على الموقع لكنها لا تستخدم بشكل يومي، إلا أنها لا تُحذف نهائيًا في الوقت ذاته، إذ بات امتلاك حساب على موقع فيسبوك أمر أساسي في الأنشطة اليومية.

وفيما أشار مقال إلى أن أحدى دراسات مركز بيو وجدت أن حوالي ٢٨٪ من الآباء الأميركيين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر للتواصل مع الأبناء البالغين، إلا أنه أكد أن سقوط فيسبوك أسوة بموقع Myspace ليس مستحيلا، بل قد يكون السبيل إلى صعود أسهم منصات أخرى.