في الأصل تأسست القوات الديمقراطية المتحالفة في العام ١٩٩٥ عند دمج حركتي تمرد من أوغندا كانتا في مواجهة النظام العسكري هناك، ثم فرتا إلى زئير، التي باتت تعرف اليوم بجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومنذ ذلك الحين جعلت القوات الجديدة من شرق الكونغو منطقة نشاطها الرئيسي حسب الكونغرس الأميركي.

وفيما ينتمي أغلب مقاتلي المجموعة إما لأوغندا ذاتها أو الكونغو أو دول أخرى من شرق أفريقيا، إلا أن المجموعة أعلنت مبايعة تنظيم داعش عام ٢٠١٩، وتبع ذلك إعلانها من قبل الولايات المتحدة "منظمة إرهابية أجنبية".

على مدار سنوات نشاطها، وبالتحديد بدءا من العام ٢٠١٤ تسببت المجموعة في مئات عمليات القتل ضد العسكريين والمدنيين على حد سواء، كما تسبب نشاطها في موجات نزوح داخلية كبرى، كما يعتقد مسؤولي الأمم المتحدة أن المجموعة قد تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، كقتل المدنيين وعمليات الخطف وتجنيد الأطفال.

مدرسة لوبيريرا الثانوية ليست أول مؤسسة تعليمية تستهدفها الجماعة المتمردة، إذ يتضمن سجلها هجمات أخرى على طلاب المدارس بالتحديد، بينها هجوم قاتل على معهد كيتشوامبا التقني الوطني غرب البلاد في يونيو عام ١٩٩٨.

كان ذلك الساعة الخامسة من صباح إحدى الليالي الصيفية، حيث هاجم مئات من مقاتلي المجموعة مقار الإقامة الخاصة بالطلاب، بغرض اختطافهم وضمهم إجباريا لصفوف المتمردين، بحسب موقع منظمة هيومن رايتس واتش، قاوم الطلاب الهجوم، وأغلقوا أبواب عنابر الإقامة.

مقاتلو القوات الديموقراطية، ردوا على تلك المقاومة بإحراق ٣ من أصل ٧ مقرات، ما أدى إلى مقتل ما بين ٥٠ إلى ٨٠ طالبا وتفحم جثثهم، ما أضاف صعوبة إلى محاولة التعرف على هويات الطلاب أو تقدير أعداد الضحايا.

تمكنت المجموعة في الوقت ذاته من اقتحام مقرات إقامة أخرى، واختطاف من فيها واقتيادهم إلى منطقة جبال رونزوري.

بالنسبة للأهالي يبدو الحادث صادما، من وجهة نظر بعض الشخصيات الفعالة ميدانيا، ربما كان الجناة يتجولون بالفعل بين أهالي البلدة منذ أيام ويخططون للهجوم ويطالعون مواقع التنفيذ دون أن يدري بهم أحدا، وذلك وفقا لرؤية ديك أولوم، قائد عملية قوات الدفاع الشعبية الأوغندية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

يعتقد قائد العمليات كذلك أن بعضا من السكان المحليين في المنطقة ساعد هؤلاء في التنظيم للهجوم.

بوكو حرام والكسب السريع

• في القارة السمراء، جماعات جهادية أخرى تضمر العداء للمدارس وطلابها، تلاحقهم وتعرض حياتهم للخطر، في مقدمتها بوكو حرام، التي ظهرت عام ٢٠١٤ عندما اختطفت ٢٧٦ فتاة من إحدى مدارس بلدة Chibok في نيجيريا.

• منذ تأسيسها نُسب إلى بوكو حرام تنفيذ هجمات متعددة على المدارس في شمال نيجيريا، خاصة تلك التي تقدم لطلابها مناهج دراسية عادية، كما عُرف عن زعيم الجماعة آنذاك أبو بكر شكوي، معارضته التعليم النظامي، باعتباره بديلا عما وصفه بـ"التعاليم الإسلامية" وفقًا لتقرير أعدته صحيفة فورين بوليسي.

• تشير الصحيفة أيضا إلى أن الجماعة الجهادية استخدمت خطف فتيات المدارس كحيلة لدر الأموال على الجماعة ثم استخدامها في عملياتها الأخرى في المنطقة، وذلك عبر وضع الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات تحت الضغط، ودفعهم لمحاولة استرداد الفتيات بأي ثمن.

ملالا وحرب الحصول على كراسة وقلم

• اليوم تُعرف ملالا للجميع كأصغر حائزة على جائزة نوبل للسلام، فضلا عن كونها ناشطة تعليمية شهيرة، تأبى إلا أن تحصل كل فتاة على قلم وكتاب ومقعد في المدرسة.

• في العام ٢٠١٢ لم تكن سوى طفلة عائدة من مدرستها إلى منزل الأسرة، عندما استهدفتها حركة "طالبان الباكستانية" في محاولة اغتيال، أصابتها برصاصة في الرأس.

• مشوار ملالا غير المألوف، ما بين الطالبة والناشطة المطاردة وأخيرًا الحائزة على جائزة نوبل، بدأ في الأصل في العام ٢٠٠٧، عندما اجتاحت طالبان الباكستانية منطقة وادي سوات مخلفة موجات العنف والأحكام الدينية المتشددة، وفي مقدمتها إغلاق مدارس الفتيات، بحسب الموسوعة البريطانية.

• بمساعدة أبيها، وفي الـ١١ من العمر فقط بدأت ملالا الصغيرة معارضة قرارات طالبان والحديث عن حق الفتيات في التعليم وحقها الشخصي كطفلة في الذهاب إلى المدرسة، الأمر الذي تطور أولا للتدوين باسم مستعار لمناصرة قضية تعليم الفتيات ثم النشاط العلني ضد طالبان وجذب الاهتمام العالمي لقضية منع تعليم الفتيات في بلادها.

• كان رد الجماعة على صمود الفتاة محاولة اغتيال في أكتوبر من العام ٢٠١٢، نجت منها المراهقة آنذاك، لتؤسس في العام التالي برفقة والدها "صندوق ملالا" الذي يستهدف نشر الوعي بالأثر الاجتماعي والاقتصادي لتعليم الفتيات، قبل أن تُكلل جهودها بجائزة نوبل للسلام في ديسمبر من العام ٢٠١٤.