أمن
.
مشاهدة فيلم أكشن جيد لا يبدو مبالغا في أحداثه أصبح شيئا نادرا، ولكن الأخبار التي تأتي من المكسيك هذا الأسبوع تبدو وكأنها من وحي الخيال، حيث شهدت الشرطة المكسيكية أياما عصيبة تبدو كحلقة من حلقات مسلسل ناركوز المكسيكي. بدأت الحلقة بهجوم متفجرات أدى إلى ٦ قتلى و12 جريحاً يوم الثلاثاء ١١ يوليو في ولاية خاليسكو المكسيكية، وفقا لما ذكره حاكم الولاية، إنريكي ألفارو.
في فعل يشبه الدراما، تتصل امرأة بالشرطة تدّعي أنّها جزءا من مجموعة أمّهات يبحثن عن أقارب مفقودين لدى عصابات المخدرات، وبينما تصل الشرطة إلى الموقع الذي حددته المرأة حتى تنفجر ٧ عبوات ناسفة أدت إلى مقتل ٦ منهم.
الانفجار حصل بالقرب من سيارة يستقلها مسؤولون أمنيون وقع في الولاية الغربية التي تعتبر قاعدة عمليات عصابة "نيو جينيريشن"، إحدى أقوى مجموعات تهريب المخدرات في المكسيك، والمنتشرة في جزء كبير من البلاد والمتورطة في نزاعات مع عصابات مخدرات أخرى.
يقول إنريكي ألفارو، الذي يحكم ولاية تنشط فيها واحدة من أكثر "الكارتلات" عنفاً في المكسيك، أن هذه كانت طريقة لتجميع عناصر الشرطة للانتقام، ووصفها بـ"الهجوم الجبان"، معتبرا "هذا الحدث غير مسبوق ويُظهر قدرة جماعات الجريمة المنظمة، ويمثل تحديا للدولة المكسيكية ككل". ووضح ألفارو إن مجلس الوزراء الأمني لخاليسكو كان "في جلسة دائمة" للتحقيق في الهجوم الذي لم ينسب إلى منظمة إجرامية محددة.
وبينما تندر الهجمات بسيارات مفخخة في المكسيك، أدى انفجار سيارة مفخخة في يونيو إلى مقتل أحد أفراد الحرس الوطني وإصابة آخرين في غواناخواتو، وهي ولاية أخرى تضررت بشدة من أعمال العنف المرتبطة بالعصابات.
لا تنتهي هذه الحلقة من العنف بالانفجار، فحاصر آلاف المتظاهرين الغاضبين عاصمة ولاية في جنوب المكسيك، انتقاماً لسجن اثنين من أعضاء عصابات المخدرات، واشتبكوا مع قوات الشرطة والحرس الوطني. واحتجز المتظاهرون باحتجاز ١٣ عنصرا من الشرطة والمباحث الفيدرالية، واستولوا على سيارتهم المدرعة، كما استخدموا عربة مدرعة أخرى واقتحموا بها بوابات المجلس التشريعي لمدينة غيريرو.
وبعد أكثر من 24 ساعة من الفوضى، نجحت حكومة الولاية، في نزع فتيل العنف بعد ظهر الثلاثاء ١١ يوليو، ووافق المتظاهرون على إطلاق سراح 13 رهينة من الشرطة والعملاء الفيدراليين، وفكوا حصار الطريق السريع الواصل بين العاصمة مكسيكو سيتي ومنتجع أكابولكو السياحي.
أفراد الجيش والمدعين العامين في خاليسكو وخبراء الطب الشرعي يجمعون الأدلة بعد هجوم بالمتفجرات على ضباط الشرطة. AFP.
في حلقة أخرى من مسلسل العنف والجريمة المكسيكي لنفس الأسبوع، عثر الأهالي على ٢٠ جثة داخل مقابر سرية بالقرب من ولاية خاليسكو.
تقع المقبرة السرية في إحدى ضواحي غوادالاخارا، وهي تشكّل ثاني أكبر مدينة في البلاد وعاصمة ولاية خاليسكو. وتغطي المقبرة نحو ١٠٠٠ متر. وفي ظل غياب لنتائج التحقيقات الرسمية، تقوم عائلات المفقودين بأبحاثها الخاصة حيث تكتشف في أغلب الأحيان مقابر جماعية، ناتجة عن الصراع بين عصابات المخدرات المنتشرة في المنطقة.
تضم ولاية خاليسكو أكبر عدد من المفقودين في المكسيك، حيث تسجيل ما يقرب 15 ألف مواطن، من إجمالي يفوق الـ١١١ ألف مفقود منذ العام 1962 في جميع أنحاء البلاد، بحسب الارقام الرسمية.
هذه ليست أول مقبرة تُكتشف حيث وجدت مقابر مماثلة في إحدى ضواحي غوادالاخارا، وأبلغت مجموعة من أمهات المفقودين في 14 يونيو عن اكتشافهن 27 كيسا يحوي رفات بشرية.
استمرارا للعثور على جثث في مقابر جماعية، عُثر على جثث ٨ موظفين يعملون في مركز اتصالات بولاية خاليسكو، بعد أيام قليلة من اختفائهم نهاية مايو، من بين نحو ٥٠ كيسًا اكتشفته الشرطة العلمية وعمال الإنقاذ في وادٍ في زابوبان، وهي ضاحية أخرى من غوادالاخارا، وعند تدخل السلطات الفيدرالية، تم الإعلان عن صلة بين مركز الاتصالات وعمليات احتيال عقاري وابتزاز عبر الهاتف.
للمكسيك تاريخ حافل مع حالات الاختفاء، ارتفعت حدتها في ستينيات وثمانينيات القرن الماضي، ولكنها ارتفعت بشكل كبير بعدما اتخذت أميركا قرار "الحرب على المخدرات بالسلاح" في 2006، ومنذ ذلك التاريخ تم إحصاء أكثر من 350 ألف جريمة قتل نسبت السلطات معظمها إلى النزاعات بين تجار المخدّرات.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة