أمن‎

حرب السودان تكمل شهرها الثالث.. أبرز المحطات في سطور

نشر

.

Camil Bou Rouphael

لا استراحة في السودان، فخلال الشهور الثلاثة الماضية، لم يمرّ يوم واحد على سكان الخرطوم من دون أن تهتز منازلهم بفعل القتال والقصف. ومع دخول الحرب شهرها الرابع أعلن الجيش السوداني "استئناف" المفاوضات في جدة، وعاد ممثلون للجيش السوداني إلى السعودية لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع. فكيف يبدو المشهد في السودان بعد ٣ أشهر من القتال؟ وما أبرز المحطات وأصعب المعارك؟

  • في 15 أبريل اندلع صراع على السلطة بين قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، ونائبه آنذاك، محمد حمدان دقلو، الذي يقود قوات الدعم السريع. وأوقعت المعارك ٣ آلاف قتيل على الأقل وأدّت إلى نزوح ولجوء أكثر من ٣ ملايين آخرين.
  • للهرب من الحرب في العاصمة وعمليات النهب المتصاعدة، فرّ 1,7 مليون شخص من الخرطوم. لكن ملايين لا يزالون داخل منازلهم من دون أي مؤشرات إلى إمكان توقف القتال.

  • أفادت تقارير عن وقوع فظاعات، بما فيها عنف جنسي، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إعلان فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة. ورغم أنّ القتال يتركز في الخرطوم ودارفور إلا أنّ جبهات جديدة تشتعل بين الحين والآخر وخصوصا في الجنوب، حيث قال شهود إنّ مجموعة متمردة سيطرت على قاعدة للجيش في جنوب كردفان الجمعة.

المعارك الأكثر عنفا وقعت في إقليم دارفور بغرب البلاد حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليونا. مصدر الصورة: أ ف ب

  • يقول خبراء إن البرهان ودقلو اختارا خوض حرب استنزاف ويأمل كلّ منهما في الحصول على تنازلات أكبر من الطرف الآخر على طاولة المفاوضات.

في 15 أبريل اندلع صراع على السلطة بين قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، ونائبه آنذاك، محمد حمدان دقلو. مصدر الصورة: أ ف ب

أزمات متعددة

  • نزح أكثر من 2,4 مليون سوداني من منازلهم إلى مناطق أخرى داخل السودان حيث يعانون بسبب الطرق المغلقة وانهيار النظام المصرفي وندرة الخدمات الصحية. وقال مفوّض الامم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، السبت، إنه بعد ٣ أشهر من بدء الأزمة، "ترسخت خطوط القتال ما يجعل الوصول إلى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة أكثر صعوبة".
  • أعلن عاملون في منظمات الإغاثة والمنظمات الصحية خلال اجتماع الخميس ظهور حالات حصبة في 11 من ولايات السودان الـ18 إضافة إلى "إصابة 300 شخص بالكوليرا أو الإسهال شديد ووفاة ٨ منهم"، وفق بيان أصدرته الجمعة منظمة الإغاثة الإسلامية.
  • منظمة الصحة العالمية قالت، الجمعة، أنّ "من الصعب تأكيد التقارير عن انتشار الكوليرا بالنظر إلى أنّ معامل الصحة العامة لا تعمل". وتخشى الدول المجاورة للسودان إلى حيث فرّ 740 ألفا وفق الأمم المتحدة، من اتساع نطاق النزاع.

نزح أكثر من 2,4 مليون سوداني من منازلهم إلى مناطق أخرى داخل السودان. مصدر الصورة: أ ف ب

ما الذي أدّى إلى العنف؟

  • تصاعد التوتر منذ أشهر بين الجيش السوداني وقوّات الدعم السريع شبه العسكرية، اللذين أطاحا معا بحكومة مدنية في انقلاب أكتوبر 2021. ووفق رويترز، بلغ الخلاف ذروته من خلال خطة مدعومة دوليا لإطلاق عملية انتقال جديدة مع القوى المدنية. وكان من المقرر توقيع اتفاق نهائي في أوائل أبريل، في الذكرى الرابعة للإطاحة بعمر البشير في انتفاضة شعبية.
  • ظهر الخلاف بين الطرفين بشأن مسألتين على وجه الخصوص، الأولى هي الجدول الزمني لدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة النظامية. والثانية هي التسلسل القيادي بين الجيش وقادة قوات الدعم السريع ومسألة الإشراف المدني.
  • عندما اندلع القتال، تبادل الطرفان اللوم في إثارة العنف. واتّهم الجيش قوات الدعم السريع بنشر مقاتلين بشكل غير قانوني قبل اندلاع الصراع بأيّام. فيما قالت قوات الدعم السريع، في أثناء تحركها صوب مواقع استراتيجية رئيسية في الخرطوم، إن الجيش حاول الاستيلاء على السلطة كاملة عبر مؤامرة مع موالين للبشير.

أمل قصير الأجل

أحيت الانتفاضة الشعبية الآمال في أن يتمكن السودان وسكانه البالغ عددهم 49 مليون نسمة من التخلص من عقود شهدت استبدادا وصراعا داخليا وعزلة اقتصادية في عهد البشير.

القتال الحالي، الذي يتركز في واحدة من أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا، لن يدمر تلك الآمال فحسب، بل زعزع استقرار منطقة مضطربة تقع على الحدود مع منطقة الساحل والبحر الأحمر والقرن الأفريقي.

ويحذّر مسؤولو الأمم المتحدة من مخاطر حرب أهلية على نطاق أوسع وأزمة جوع متنامية وإراقة للدماء بدوافع عرقية في منطقة غرب دارفور حيث شنت ميليشيات عربية متحالفة مع قوات الدعم السريع موجات من الهجمات هناك.

تضرب الأزمة الإنسانية المتنامية دولة عالقة بالفعل في أزمة اقتصادية مستمرة. مصدر الصورة: أ ف ب

دبلوماسية وقلق

لا توجد حتى الآن مؤشرات تُذكر على حلّ تفاوضي للأزمة. وصنّف الجيش قوات الدعم السريع على أنّها قوّة متمردة وطالب بحلها، بينما وصف حميدتي البرهان بالمجرم وألقى عليه باللوم في الدمار الذي لحق بالبلاد.

ودعت السعودية والولايات المتحدة وفودا من الفصيلين إلى جدّة لإجراء محادثات، لكن اتفاقات وقف إطلاق النار انتُهكت مرارا، مما أدى إلى إرجاء العملية. وتمّ إطلاق مبادرات أخرى من قبل الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيجاد) ومصر، مما أثار القلق من تداخل الجهود الدبلوماسية والتنافس.

وأسفرت المعارك في الخرطوم وفي اقليم دارفور بغرب السودان، حيث وقعت فظاعات جديدة، عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص، وفق منظمة أكليد المتخصصة في جمع المعلومات في مناطق النزاع. كما أدّت إلى نزوح ولجوء نحو ثلاثة ملايين شخص، بحسب الأمم المتحدة.

ظهور حالات حصبة في 11 من ولايات السودان. مصدر الصورة: أ ف ب

اعرف أكثر

"بدأت ميليشيا".. تعرف على قوات الدعم السريع

  • يقدر محللون عدد قوات الدعم السريع بنحو 100 ألف فرد لهم قواعد وينتشرون في أنحاء البلاد.
  • تخوض قوات الدعم السريع حربا مع الجيش منذ 15 أبريل تسببت في أزمة إنسانية كبيرة في المنطقة. ويواصل مقاتلو الدعم السريع القتال رغم الضربات الجوية التي ينفذها الجيش.
  • خرجت قوات الدعم السريع من رحم ميليشيا الجنجويد العربية التي قاتلت في الصراع بدارفور في العقد الأول من الألفية واستخدمها نظام عمر البشير الحاكم آنذاك لمساعدة الجيش في إخماد تمرد.
  • شرد الصراع ما يقدر بنحو 2.5 مليون شخص على الأقل وأسفر عن مقتل 300 ألف شخص، واتهم مدعو المحكمة الجنائية الدولية مسؤولين حكوميين وقادة في ميليشيا الجنجويد بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية في دارفور. ولم تُوجه أي اتهامات إلى حميدتي.
  • نمت القوات بمرور الوقت واستُخدمت كحرس حدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية. وإضافة لذلك، نمت أعمال حميدتي التجارية، ووسع وأسرته ممتلكاتهم في تعدين الذهب والماشية والبنية التحتية.
  • في 2017، أقرّ السودان قانونا يمنح قوات الدعم السريع صفة قوة أمنية مستقلة. وقالت مصادر عسكرية إنّ قيادة الجيش عبّرت على مدى فترة طويلة عن قلقها إزاء نمو قوات حميدتي.
  • في أبريل نيسان 2019، شاركت قوات الدعم السريع في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالبشير. وفي وقت لاحق من ذلك العام، وقع حميدتي اتفاقا لتقاسم السلطة منحه منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم الذي يرأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
  • قبل التوقيع في 2019، اتهم نشطاء قوات الدعم السريع بالمشاركة في قتل عشرات المحتجين المطالبين بالديمقراطية. واتهمت جماعات حقوقية أيضا جنود قوات الدعم السريع بممارسة العنف القبلي. ورفع حميدتي الحصانة عن بعضهم للسماح بمحاكمتهم. واعتذر في وقت لاحق عن الجرائم التي ارتكبتها الدولة بحق الشعب السوداني دون الخوض في تفاصيل.
  • شاركت قوات الدعم السريع في انقلاب أكتوبر 2021 الذي عطل العملية الانتقالية نحو إجراء انتخابات. وقال حميدتي في وقت لاحق إنه يأسف لحدوث الانقلاب وعبر عن موافقته على إبرام اتفاق جديد لاستعادة الحكومة المدنية الكاملة قبل الانتخابات.
  • طالب الجيش السوداني والقوى المؤيدة للديمقراطية بدمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش النظامي. وكان هذا الموضوع، إلى جانب تسلسل القيادة في إطار خطة انتقالية جديدة، نقطتي خلاف أسهمتا في اندلاع الصراع.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة