أمن‎

SBU "ضرب" جسر القرم.. الجهاز الأوكراني الذي خرج من العباءة الروسية

نشر

.

Mohamed Salah Eldin

في ١٥ مايو عام 2018 أدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محرك سيارة نقل مرتديا زيا غير رسمي ليقود أسطولا من السيارات البرتقالية المخصصة للنقل الثقيل لتعبر جسر كيرتش الواصل بين كراسنودار الواقعة في روسيا وشبه جزيرة القرم ويضم طريقا وخطا للسكك الحديدية.

الثالثة بعد منتصف الليل في ليلة من ليالي يوليو الجاري بعد أن ساد الظلام يسمع صوت انفجار يستهدف الجسر البالغ طوله 19 كيلو مترا ويعتبر الأطول في أوروبا للمرة الثانية بعد هجوم في أكتوبر الماضي بشاحنة مفخخة أسفرت عن مقتل 3 أشخاص.

ضمت روسيا شبه جزيرة القرم -التي كانت تتبع أوكرانيا- إليها في عام 2014 بعد استفتاء أثار جدلا واسعا في أعقاب احتجاجات شعبية أطاحت بالرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش وسط حالة فوضى واجهتها البلاد منذ ذلك الوقت.

الهجوم الأخير أشارت مصادر أجهزة الأمن الأوكرانية في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية أنه عملية خاصة لجهاز SBU والقوات البحرية استخدمت فيه المسيرات، حيث تضرر الجانب الأسفلتي منه.

السلطات الروسية من جانبها أوضحت أن الهجوم أدى الى مقتل مدنيين هما رجل وامرأة كانا "في سيارة سياحية على الجسر"، موضحة أيضا أن ابنتهما أصيبت بجروح.

نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خزنولين أشار إلى أن دعامات الجسر لم تتضرر من جراء الانفجار، وأن حركة المرور على الجسر ستستأنف فقط في غضون شهرين تقريبا، وحتى يحين ذلك الأمر فإن هناك عبّارات متاحة للنقل المدني والتجاري إضافة إلى استمرار جسر السكك الحديدية في العمل بحسب CNN.

المستشار في الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك حذر عبر حسابه على تويتر من وقوع كل منشأة "غير قانونية" يتم استخدامها لإيصال أدوات روسية للقتل الشامل ستكون بالضرورة سريعة الزوال.

تأسس الجهاز في سبتمبر 1990 كخدمة وريثة لفرع المخابرات السوفييتية KGB

SBU وريث KGB

بحسب موقع Global Security المعني بالشؤون العسكرية فإن جهاز خدمة الأمن في الأوكراني هو وكالة لإنفاذ القانون مسؤولة عن حماية أمن الدولة بشقيه الداخلي والخارجي بما في ذلك مهام الشرطة السرية والأمن الخارجي والاستخبارات غير العسكرية ومكافحة التجسس.

وقد تأسس الجهاز في سبتمبر 1990 كخدمة وريثة لفرع المخابرات السوفييتية KGB في جمهورية أوكرانيا السوفياتية، وقد أصبح جميع موظفي KGB الأوكرانيين تقريبا في الوكالة الجديدة، وقد تم إنشاء الجهاز رسميا في مارس من عام 1992 بعد 6 شهور فقط من استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي.

ويبلغ عدد موظفي الجهاز 30 ألف شخص تقريبا ما يجعله سبعة أضعاف حجم جهاز الأمن الداخلي في المملكة المتحدة MI5 وأكثر من أربعة أضعاف حجم الموساد الإسرائيلي.

يعتبر الجسر هو الأطول في أوروبا

نفوذ KGB في تأسيس المخابرات الأوكرانية

بحسب تحقيق لوكالة رويترز فإن جهاز الاستخبارات السوفييتي تدخل في أعقاب كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل النووي وأمر رئيس KGB آنذاك فيكتور تشيبريكوف ضباطه بتجنيد عملاء بين موظفي المفاعل وأمر بضرورة أن يشغل ضابط من الجهاز منصب نائب رئيس المفاعل لشؤون الأمن، حتى بعد استقلال أوكرانيا في عام 1991، ظل قادة المخابرات الروسية يتمتعون بقوتهم هناك.

وقد أبقى نيكولاي جولوشكو أول رئيس لجهاز المخابرات الداخلية الأوكراني، والذي كان يقود الذراع الأوكرانية للـ KGB في الحقبة السوفييتية، قبل أن يعود بعد 4 شهور إلى موسكو لينضم إلى KGB في روسيا ليصبح في عام 1993 رئيسا لجهاز مكافحة التجسس الفيدرالي الروسي المعروف حاليا بـ FSB.

وقد كتب جولوشكو في مذكراته أن نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأوكراني أوليج بوجاتش زاره في موسكو وطلب مساعدة موسكو في العثور على نسيج لصنع الزي الرسمي لضباط المخابرات الأوكرانية، وأن كييف وقعت صفقات وافقت بموجبها إدارة أمن الدولة على مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع موسكو التي قدمت في المقابل الإمدادات والتكنولوجيا ومساعدة الخبراء في التحقيقات.

SBU معروفة أنها مخترقة بصورة كبيرة من قبل قوى متحالفة مع روسيا

اعرف أكثر

عمليات القبض على عملاء روسيا

وسط مشهد ترتفع فيه أصوات الحرب بين روسيا وأوكرانيا منذ فبراير 2022 أعلن الرئيس فولديمير زيلينسكي إيقاف رئيس SBU إيفان باكانوف في يوليو الماضي، مشيرا إلى وجود أكثر من 651 قضية خيانة وتعاون مزعومة ضد أفراد متورطين في سلطات إنفاذ القانون وفي مكتب المدعي العام مشيرا أن أكثر من 60 مسؤولا من إدارة أمن الدولة (SBU) ومكتب المدعي العام يعملون ضد أوكرانيا في مناطق تسيطر عليها روسيا.

وفي أبريل الماضي أعلن رئيس الجهاز الجديد فاسيل ماليوك أن هناك 300 شخص متهمون بالتجسس لصالح روسيا، من بينهم تسعة ضباط في إدارة الجهاز و 102 من المسؤولين العسكريين.

وبحسب معهد وارسو البولندي فإن ماليوك يسعى لتصحيح سمعة الجهاز السيئة حيث لم يشهد إصلاحات كافية قبل الحرب الروسية الأوكرانية، مما أدى إلى تجسس عدد كبير من الضباط لصالح روسيا.

تعاون FBI وSBU

في يوليو الجاري أصدرت اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب الأميركي تقريرا بعنوان "تعاون مكتب التحقيقات الفدرالي مع وكالة استخبارات أوكرانية مخترقة لفرض رقابة على الخطاب الأميركي"، ويفصل التقرير كيف تواطأ كل من FBI مع SBU من خلال إرسال منصات وسائل التواصل الاجتماعي بشكل روتيني جداول البيانات والمستندات الأخرى التي تحتوي على آلاف الحسابات لإزالتها، ويشير بيان اللجنة إلى أن SBU معروفة أنها مخترقة بصورة كبيرة من قبل قوى متحالفة مع روسيا.

ويضيف بيان اللجنة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي وجهاز SBU الأوكراني عملوا على إزالة حسابات أميركية، بما في ذلك حساب حقيقي لوزارة الخارجية الأميركية وأخرى تخص صحفيين أميركيين.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة