أمن‎

البوفا.. "كوكايين الفقراء" يهدد حياة جيل كامل في المغرب

نشر

.

Bouchra Kachoub

"ماجدة" شابة مغربية من مدينة الدار البيضاء أدمنت مخدر "البوفا" أو ما يُعرف بـ "مخدر الفقراء،" رفضت تقاسم ما تبقى لها منه مع شريكها في الإدمان، فكسر يدها، وانتهى بها بالأمر في المستشفى حيث تروي قصتها مع آفة باتت تقض مضجع الآباء والسلطات.

في مقابلات مع عدد من المواقع المغربية، تقول ماجدة، التي تبلغ من العمر 22 عاما، إنها أدمنت مخدر "البوفا" بسبب الضغوط النفسية التي تلت طلاقها واضطرارها لإعالة ابنتها، وهجرة والدتها إلى تركيا.

توضح ماجدة، أنها كانت تتعاطى "البوفا" في البداية بشكل عرضي، لكن سرعان ما اختلط المخدر بدمها وباتت تشعر بـ "القَطعة،" ما يعني الإدمان باللهجة المغربية. حينئذٍ، بدأت تتعاطى المخدر بانتظام ومستعدة "لفعل أي شيء" من أجل الحصول عليه.

تقول ماجدة، إنّ عددا كبيرا من الفتيات والفتيان، يتعاطون المخدر، خاصة في الأحياء الفقيرة في الدار البيضاء، مثل الحي المعروف محلياً باسم "الشيشان" حيث تقطن هي وابنتها.

انتشار "البوفا" في أوساط الشباب، خاصة أبناء الطبقة الفقيرة، يثير مخاوف المختصين في علاج الإدمان، نظرا لعواقبه على الصحة العقلية والنفسية، والتي قد تصل حد إيذاء النفس والغير.

في تصريح لموقع بلينكس، قال الحسن البغدادي، رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة التدخين والمخدرات، إنّ مخدر "البوفا" يتم تهريبه من جنوب الصحراء من قبل مهاجرين أفارقة ويتم توزيعه على "بارونات" تقوم ببيعها لمروجي المخدرات ثم إلى المستهلكين بـ 50 دولار للغرام الواحد.

ويتم التسويق للمخدر بطريقة واسعة تهدف الوصول إلى عدد كبير من المستهلكين كما يتم الاستعانة بفتيات من أجل استقطاب زبائن جدد.

أشار البغدادي إلى أن مخدر "البوفا" ينتشر بطريقة "مقلقة" في جميع ربوع المملكة وأن إدمانه لا يقتصر على جنس أو فئة محددة، بل يشمل الفقراء وأبناء العائلات الميسورة.

يقول البغدادي إنّ جمعيته تتلقى عشرات المكالمات يوميا لأشخاص يعانون من الإدمان ولأمهات وآباء يبحثون عن مخرج لأبنائهم المدمنين.

عمل الجمعيات في المغرب غير كاف بدون تظافر جهود السلطات

وتقوم الجمعية بتوجيه الراغبين في العلاج إلى المراكز المختصة والمستشفيات التي تتوفر فيها أقسام لمعالجة الإدمان، كما تقوم بشراكة مع وزارة التربية الوطنية ووزارة الشباب والرياضة بتوعية الشباب في المدارس من مخاطر تعاطي المخدر.

ويؤكد البغدادي أن عمل الجمعيات غير كاف بدون تظافر جهود السلطات التي ينبغي عليها تكثيف ومضاعفة مجهوداتها للحد من انتشار هذه الظاهرة.

وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، كشف في جلسة برلمانية يوم 24 يوليو، أن السلطات الأمنية سجّلت 200 قضية تتعلق بمخدر "البوفا" أو بقايا الكوكايين القاتلة.

تسجيل وزارة الداخلية لـ 200 حالة تتعلق بمخدر "البوفا".

رئيس جمعية الأزهار الاجتماعية والثقافية عبد المجيد القاديري صرَح لموقع مرايانا المغربي أن الشباب المتعاطين لمخدر "البوفا" يفقدون قدراتهم على التّمييز والتّفكير.

ومن ناحيته، أوضح عبد السلام كرومبي، رئيس الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات بمدينة فاس، أنّ الجمعية تعاملت مع حالات إدمان أظهرت فقدان المتعاطين للقدرة على إدراك محيطهم، لافتاً إلى أنّ "أعراض مخدر البوفا تختلف "تماما عن أعراض المخدرات الأخرى".

ما هو مخدر "البوفا"؟

يصنع هذا المخدر، الذي يوصف بالخطير، من بقايا الكوكايين غير الصالحة للاستهلاك، والتي يتم تحميصها على نار هادئة وخلطها بمكونات أخرى مثل الأمونياك والصوديوم إلى أن تتحول إلى بلورات الكريستال.

الأعراض

يتسبب المخدر في إفراز هرمون الدوبامين الذي يجعل المستهلك يشعر بالسعادة وبنشاط زائد ينقلب إلى شعور بالانتقام. نقلت صحيفة الإندبندنت عن الأخصائية النفسية عائشة السديري أنه باستهلاك المخدر، تقوم الذاكرة بإعادة سيناريوهات لمواقف سلبية مر منها المتعاطون وبالتالي يتوجهون صوب أشخاص بعينهم للانتقام حتى وإن تم صلح قبل ذلك بفترة.

يشير البغدادي إلى أن بعض المدمنين قد لا يكونوا على وعي بإدمانهم، حيث أنّ البعض يلجأ لاستخدامه مرة واحدة فقط من أجل التخلص من آلام الرأس أو بعض الأعراض الأخرى لكن ينتهي بهم الأمر بالادمان.

ويعد إدمان "البوفا" من أخطر أنواع الإدمان حيث يضعف الجسم ويقتل الرغبة الجنسية للفرد، والأخطر من ذلك هو أن مستخدميه غالبا ما ينتهي بهم الأمر بالانتحار بعد بضع سنوات فقط من استهلاكه.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة