أمن‎

روسيا تحارب الغرب بـ"سلاحه"

نشر

.

Bouchra Kachoub

شينزين، مدينة ساحلية صينية بالقرب من هونج كونج، تعد موطناً لسوق ضخم، لكنه ليس كأي سوق. هنا يتم تداول أشباه الموصلات والمكونات الإلكترونية من جميع أنحاء العالم. هنا، تنشط العديد من شركات التكنولوجيا الوهمية التي تعتقد المخابرات الأميركية أنها توفر شريان حياة لروسيا الممنوعة من الوصول للتكنولوجيا الغربية.

تقرير مخابراتي أميركي، رُفعت السرية عنه يوم الخميس 27 يوليو، يفيد بأن هذه الشركات، ومعظمها صغيرة أو متوسطة الحجم، تمد روسيا بالمعدات التكنولوجية، وخاصة أشباه الموصلات، الضرورية لتشغيل اقتصادها ومواصلة حربها ضد أوكرانيا.

بالتوازي مع ذلك، تصدّر شركات مرتبطة بوزارة الدفاع الصينية إلى روسيا من معدات ملاحية وتكنولوجيا التشويش وحتى أجزاء الطائرات، بحسب التقرير الأميركي، الذي يشير إلى أن روسيا تستمر في الحصول على الشرائح الالكترونية من مصادر مختلفة، تأتي معظمها من شركات تجارية صغيرة من هونغ كونغ والصين، اللتان تعيدان بيعها لروسيا بعد استيرادها من دول غربية.

الشرائح الالكترونية تستوردها روسيا من الصين (المصدر أ. ب)

سوق بقيمة ٧٤٠ مليون دولار

أشباه الموصلات، الأميركية الصنع والتي تستخدم على نطاق واسع في تصنيع العديد من أجهزة الملاحة وأنظمة إلكترونيات الطيران والصواريخ، سجلت وارداتها عام 2022 ارتفاعا بـ 19٪ مقارنة مع نفس الفترة سنة 2021. أما بالنسبة لأشباه الموصلات التي تأتي من باقي دول العالم فقد وصلت قيمة معاملاتها إلى ما يقل عن 740 مليون دولار أميركي.

وعلى الرغم من العقوبات الغربية الخانقة ضد روسيا، خاصة في المجال التكنولوجي، تواصل شركة "زالا إيرو غروب" الروسية بتصنيع كميات كبيرة من المسيرات الانتحارية، والسبب وجود شريان متواصل مع الصين لاستيراد الأجزاء والتكنولوجيا الضرورية لتصنيعها، بحسب مواقع روسية.

"لانسيت" طائرة انتحارية تستخدمها روسيا بكثافة في حربها ضد أوكرانيا، أثبتت نجاعتها في تدمير مختلف المعدات العسكرية التي يقدمها الغرب إلى أوكرانيا، مثل دبابات "ليوبارد" الألمانية ومدافع "هاوتزر" الأميركية، وفقا لموقع راديو ليبرتي الأميركي.

يقول فلاديسلاف فلاسيوك، مستشار الرئيس الأوكراني، لموقع جابان تايمز إن الجيوش الأوكرانية لازالت تعثر على إلكترونيات غربية في الأسلحة الروسية التي يتم جمعها من ساحة المعركة.

ومن الجانب الاقتصادي، يضيف التقرير الاستخباراتي أن الصين باتت حليفا استراتيجيا لروسيا وأن علاقتهما زادت متانة مع بداية اعتماد عملتها ومؤسساتها المالية في المعاملات التجارية.

الصين حليف استراتيجي لروسيا (المصدر أ. ب)

في يوليو من العام الماضي، انضمت أكثر من 20 مؤسسة مالية روسية إلى نظام المدفوعات بين البنوك عبر الحدود. ومع مطلع هذه السنة تضاعف حجم المعاملات مع الصين ليصل إلى 21 ألف معاملة يوميا. في عام 2022، سجلت الصادرات والواردات بين روسيا والصين أرقاما قياسية، من بينها:

  • ارتفاع الواردات الروسية من الصين بـ 13% إلى 76 مليار دولار.
  • ارتفاع الصادرات الروسية إلى الصين بـ 43% إلى 114 مليار دولار.
  • وصول حجم التبادل التجاري بين الصين وروسيا 190 مليار دولار، بزيادة 30% عن 2021.
  • تضاعف صادرات روسيا إلى الصين من الغاز النفطي كما ارتفعت صادرات البترول المسال والغاز الطبيعي والنفط الخام.
  • وصول واردات الصين من النفط الخام الروسي 1.65 مليون برميل يوميا في مارس 2023، متجاوزة الهند كأكبر مشتر للنفط الروسي.

مع كل الاتهامات التي وجهتها الوسائل الاعلامية الغربية للصين بشأن إمدادها لروسيا بمعدات وأجهزة تستخدم في الحرب على أوكرانيا، ترفض بكين كل هذه الادعاءات، وفقا لموقع ساوث تشاينا مورنينغ بوست.

اعرف أكثر عن..

تزويد روسيا بتكنولوجيا أوروبية وأميركية

  • منذ بدء حرب روسيا على أوكرانيا، نشرت عدد من الوسائل الإعلامية الغربية تقارير تفيد بأن روسيا تستمر في الحصول على الذخائر والأجهزة التكنولوجية. في فيديو على تطبيق تلغرام، يظهر مراسل تابع لقناة "زفيزدا" مع قناص روسي مُقنَع في حوار حول نوع الأسلحة المستخدمة في الحرب الروسية الأوكرانية.

يصف القناص بندقية أورسيس تي-5000 الروسية الصنع التي في حوزته بالجيدة ويقول إنَ الذخيرة التي بداخلها مصدرها الغرب وهي من عيار 0.338 تخترق الهدف على بعد يصل إلى 1500 متر. لكن، كيف وصلت ذخائر غربية إلى روسيا التي فرضت عليها الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية عدة.

  • مجلة بوليتيكو نشرت تقريرا استقصائيا يفيد بأن شركتي "برومتخنولوجيا" و"تيتس" الروسيتين حصلتا على آلاف الذخائر من شركة "هورندي" الأميركية التي تسوق منتجاتها بأنها "دقيقة، قاتلة، جديرة بالثقة".
  • من السهل الوصول إلى معلومات شراء الذخيرة حيث يمكن لمن يستطيع تصفح مواقع الإنترنت الروسية العثور على تفاصيل المستوردين والموردين والمنتجين، كما يمكن للأفراد المتمكنين من قراءة وفهم شفرات التصنيف الدولية، الوصول لهذه المعلومات.
  • حساب آخر على تلغرام يعلن حيازته لأسلحة وذخائر من شركات أميركية وغربية مثل "هورنادي"، و"آر سي بي إس"، و"نايت فورس"، و"لابوا"، و"إن دي تي"، و"إيريا “419 و"نامو". كما توجد العديد من الحسابات الروسية على تلغرام تسوق للأسلحة الأميركية داخل الأراضي الروسية.
  • إلى جانب ذخائر الأميركية، تصل ذخائر أوروبية من ألمانيا وفنلندا وتركيا إلى روسيا بالرغم من العقوبات.

أرسلت شركة فاليريان السلوفينية لتزويد الذخائر شحنات تضمن أكثر من 460 ألف خرطوشة أورسيس للصيد من نوع لابوا ماغنوم عيار 0.338. وتم نقل الشحنة الأولى عن طريق خطوط يورال الجوية وهي شركة للنقل الجوي الروسي.

  • شركة فاليريان السلوفينية أُنشأت مع بدء الحرب الروسية في أوكرانيا برأسمال قدره 7500 يورو وكان يعمل مالكها غاسبر هيبال بالشركة الأميركية فودو تاكتيكال للألبسة العسكرية. في الصفحة الأولى لموقع شركة فاليريان، يظهر نص "هدفنا هو تجهيزك لمهمتك، مهما كانت، وأينما تذهب".
  • عند تواصل موقع بوليتيكو مع هيبال، نفى شحن فاليريان ذخائر لروسيا وقال " نحن لا نبيع أي ... أسلحة نارية أو ذخيرة، وهناك أيضًا حظر على روسيا".
  • قال دبلوماسي سلوفيني إن فاليريان لم يتقدم قط للحصول على إذن لتصدير أسلحة أو ذخيرة إلى روسيا، لكنه شحن "أجزاء فردية" إلى قيرغيزستان. وتعد قيرغيزستان من دول آسيا الوسطى التي يشك الاتحاد الأوروبي في مساعدتها لروسيا ويخطط لفرض عقوبات عليها.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة