أمن
.
الرجل الكاميروني، مبينج نيمبيلو كريبين، الذي نجا من المعبر الصحراوي بين تونس وليبيا، روى قصة موت زوجته وابنته، قائلا إن السلطات التونسية تخلت عنه وعن زوجته ماتيلا دوسو وطفلته ماري البالغة من العمر 6 سنوات وآخرين على الحدود في الحرارة المرتفعة من دون ماء، فانهار نيمبيلو وطلب من عائلته الاستمرار. لدى وصوله إلى ليبيا شاهد صورة تظهر موت سيدة وطفلة، ولاحقا علم أنها تظهر زوجته وابنته.
رغم وجود أدلة على الانتهاكات، حسب أسوشيتد برس، عرض الاتحاد الأوروبي ملايين اليوروات لتحقيق الاستقرار في تونس ومنع المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، ولكن ذلك لم يمنع نيمبيلو من محاولة الوصول إلى القارة العجوز.
الرجل الكاميروني، مبينج نيمبيلو كريبين، الذي نجا من المعبر الصحراوي بين تونس وليبيا
في تفاصيل قصة مبينج يقول إن السلطات التونسية أجبرته بعنف وزوجته وابنتهما البالغة من العمر 6 سنوات على عبور الحدود إلى ليبيا سيرا على الأقدام من دون ماء في الحر الشديد، لوكنه انهار منهكا، لكنه حث زوجته على الاستمرار مع ماري الصغيرة واللحاق بالعشرات من المهاجرين الآخرين.
قال لهم "إن شاء الله سنلتقي مرة أخرى في ليبيا". نجح نيمبيلو في الوصول إلى هناك في النهاية، ليكتشف بعد أيام موت زوجته وابنته. فقد أظهرت صورة منتشرة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي جسدا هامدا لامرأة سوداء بشعر مضفر بجانب فتاة صغيرة. الطفلة ملتوية بجانب المرأة، حافية القدمين حمراء ومنتفخة، على الأرجح من المشي على الرمال الساخنة.
قال نيمبيلو إنه تعرف على الفور على فستان زوجته الأصفر وحذاء ابنته الأسود.
يعتقد نيمبيلو أن ماتيلا وماري من بين أكثر من ١٠ مهاجرين من السود يقول حرس الحدود الليبيون إنهم عثروا على جثثهم في المنطقة الحدودية الصحراوية لدول شمال أفريقيا منذ أن بدأت السلطات التونسية في تنفيذ عمليات طرد جماعي في أوائل يوليو. نيمبيلو من الكاميرون، وزوجته من ساحل العاج عاشا لسنوات في ليبيا لكنهم كانوا يأملون في الوصول أخيرا إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط من تونس.
عثرت وحدات حدودية مختلفة على 10 جثث على الأقل على الجانب الليبي منذ الأسبوع الماضي
وقال المتحدث باسم الشرطة الليبية الرائد شوقي المصري، إن حرس الحدود التابع للشرطة الليبية في العسة قرب الحدود التونسية، عثر على المرأة والطفل في 19 يوليو ميتتين. ورفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل أو الكشف عن مكان الجثث الآن.
عثرت وحدات حدودية مختلفة على 10 جثث على الأقل على الجانب الليبي منذ الأسبوع الماضي، بينها جثة طفل صغير آخر.
واجه الأفارقة السود في تونس تمييزا وعنفا متزايدا منذ تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد في فبراير بأن المهاجرين من جنوب الصحراء جزء من مؤامرة لتغيير هوية البلاد والتركيبة السكانية، وفق أسوشيتد برس.
وقال إن "جحافل المهاجرين غير الشرعيين" تجلب "العنف والجريمة والممارسات غير المقبولة". وأدى الخطاب إلى تأجيج توترات طويلة الأمد في جميع أنحاء المنطقة والبلاد، ولكن بشكل خاص بين التونسيين والمهاجرين في مدينة صفاقس الساحلية وغيرها من المدن الساحلية الشرقية.
حتى 20 يوليو اعترضت السلطات التونسية أكثر من 15 ألف مهاجر أجنبي
حلت تونس محل ليبيا كنقطة انطلاق رئيسية للأشخاص الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا. وحتى 20 يوليو، اعترضت السلطات التونسية أكثر من 15 ألف مهاجر أجنبي، أي أكثر من ضعف العدد خلال الفترة عينها من العام الماضي، حسب ما قال وزير الداخلية كمال الفقيه للبرلمان هذا الأسبوع، منتقدا تدفق المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى، وقال إن تونس لا تقبل أن تصبح "دولة عبور".
واتهمت منظمات حقوق الإنسان والسلطات الليبية والمهاجرون أنفسهم تونس بانتهاك القانون الدولي بعمليات الطرد الجماعي عبر حدودها. تجنبت السلطات التونسية منذ فترة طويلة الرد المباشر على تلك الاتهامات، لكن وزارة الداخلية رفضت الخميس أي مسؤولية عن "الأفارقة خارج حدودها"، في إشارة واضحة إلى الموجودين في الصحراء. وشددت الوزارة على حق تونس في حماية الحدود وأصرت على أنها تؤدي "واجبها الإنساني".
حاول نيمبيلو وزوجته بالفعل الوصول إلى أوروبا. وفشلت محاولاتهما الخمس السابقة لعبور البحر الأبيض المتوسط، من ليبيا إلى إيطاليا. في كل مرة، تم اعتراضهم من قبل القوات الليبية المجهزة من الاتحاد الأوروبي وسجنهما. أخبر نيمبيلو وكالة أسوشييتد برس أن زوجته تعرضت للاغتصاب مرتين أمام الطفلة في الحجز.
درجات حرارة تجاوزت 50 درجة مئوية
لذلك، في 13 يوليو، غادروا جميعا مدينة زوارة الساحلية وشقوا طريقهم عبر الصحراء مع مهاجرين آخرين، ووصلوا إلى الحدود خلال الساعات الأولى من يوم 15 يوليو في تونس.
انقسمت المجموعة لتجنب جذب الانتباه. لكنهم أصبحوا بحاجة ماسة إلى الماء. سار نيمبيلو وعائلته إلى طريق رئيسي بحثا عن المساعدة. عندها أوقفتهم سيارة شرطة واحتجزتهم، على حد قوله، ووجد الضباط أوراق تسجيلهم.
قال نيمبيلو: "عندما رأوا الأمر وأدركوا أننا غادرنا ليبيا، ضربونا". قال إنه في اليوم التالي، تم تحميلهم في شاحنة مع مهاجرين آخرين وتم وضعهم على الحدود من دون ماء.
قال إنه يكافح اليوم للتغلب على خسارته ولإدراك أنه لن يرى زوجته أو ابنته مرة أخرى. لقد نجوا كثيرا، من رحلات فاشلة إلى أوروبا، ومن اعتداءات، وحتى تفجير 2019 لمركز احتجاز تاجوراء. بالكاد يستطيع قبول موت ماتيلا وماري في الصحراء. وقال: "زجاجة ماء كان يمكن أن تنقذ عائلتي".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة