"أنتم جميعًا ستموتون"، بهذه الكلمات اقتحم شخص المدرسة الثانوية المركزية للفنون المرئية والمسرحية في سانت لويس حاملا سلاح AR-15 بيده اشتراه من "كريغزليست". فهل أصبح من السهل شراء الأسلحة والبنادق من خلال قائمة المشتريات في الولايات المتحدة الأميركية؟

إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أصدرت تشريعات الأسلحة الفيدرالية العام الماضي، وتركتها من دون إجراءات فعالة. أمام هذا الواقع، هل نجحت إدارة بايدن في زيادة عمليات التحقق من خلفية مبيعات الأسلحة النارية "الخاصة"؟ وهل تنوي الإدارة استخدام هذه الأداة بعد 130 حالة إطلاق نار في المدرسة هذا العام؟

١٩ عاما مع سلاح

في صباح "مشؤوم" من شهر أكتوبر، واجهت مدرسة الفنون المرئية والمسرحية في سانت لويس حادثا مروعا، عندما فتح الخريج الجديد البالغ من العمر 19 عاما، النار بشكل "همجي". أدى ذلك إلى مقتل طالبة ومعلمة. وأُصيب أكثر من ٦ أشخاص آخرين بجروح خطيرة قبل أن تقوم الشرطة بإطلاق النار وقتل المسلح في غرفة بالطابق الثالث حيث كان يحاصر نفسه، وكان يأمل في النجاة من القبض عليه، حسب صحيفة نيويورك تايمز.

إطلاق النار في المدارس يشكل مشكلة خطيرة في الولايات المتحدة. وفقا لمحفوظات عنف الأسلحة النارية، هناك أكثر من 386 حادث إطلاق نار في المدارس بالولايات المتحدة منذ عام 1999، مما يعني وجود متوسط حادث إطلاق نار واحد كل أسبوع، إذ حدث ذلك 46 مرة خلال العام الماضي.

الحكومة الفيدرالية لا تحتفظ بسجلات لحوادث إطلاق النار في المدارس. وبالتالي، قامت صحيفة واشنطن بوست بمهمة تتبع عدد الأطفال في الولايات المتحدة الذين تعرضوا للعنف بالأسلحة النارية أثناء ساعات الدراسة منذ المأساة الكارثية في "ثانوية كولومبين"، والتي كانت أول حادثة لإطلاق النار في المدراس الأميركية، في عام 1999. واستمرت هذه الجهود على مدى سنوات عدة، بهدف إلقاء الضوء على خطورة هذه المسألة.

تصفح الأسلحة أونلاين

تبين أن الشخص أشترى السلاح عبر أرمزليست أو Armslist، وهي منصة تسهل عمليات شراء وبيع وتداول الأسلحة النارية والمستلزمات المرتبطة بها في الولايات المتحدة الأميركية. ويُتيح للأفراد نشر إعلانات حول الأسلحة النارية والذخيرة ومنتجات أخرى متعلقة بالأسلحة، مما يتيح ربط المشترين والبائعين مباشرة. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن عمليات البيع عبر "أرمزليست" قد لا تتطلب فحص الخلفية، مما أثار مخاوف حول وجود ثغرات محتملة في لوائح بيع الأسلحة.

ومن جانبه، يحق للبائعين غير المرخصين بيع أسلحتهم قانونيا في المعارض الأسلحة، أو من منازلهم، وبشكل متزايد عبر المنصات الإلكترونية، وتحت القانون الفيدرالي، اشترطت فحوصات خلفية عند شراء الأسلحة من ما يقارب ٨٠ ألف شركة مرخصة لبيع التبغ، والأسلحة، والمفرقعات، وغيرها من الأسلحة البيضاء.

اعرف أكثر

نسبة الموت بالسلاح مرتفعة

الأطفال والمراهقون أكثر عرضة للموت بواسطة الأسلحة النارية من أي شيء آخر، حسب سي إن إن للصحة، ووفقا لقاعدة بيانات وندر لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية:

- تُمثل الأسلحة النارية ما يُقارب 19% من وفيات الأطفال بين الـ1-18 عاما في عام 2021.

- تُوفي ما يُقارب 3 آلاف و600 طفل في حوادث متعلقة بالأسلحة النارية خلال تلك السنة.

- 5 أطفال يتوفوا لكل 100 ألف طفل في الولايات المتحدة.

قصة الأميركيين مع الأسلحة

الأميركيون يقتنون بشكل عام الأسلحة النارية، حسب دراسة Pew Research Center، تبين أن هناك على الأقل ثلثي المشاركين في الاستطلاع قد عاشوا في منزل يحتوي على سلاح ناري في بعض مراحل حياتهم. وتقول الدراسة إن 55% من أولئك الذين لم يمتلكوا سلاحا ناريا من قبل، إنهم أطلقوا النار من سلاح ناري في بعض الأوقات، و36٪ يفكرون بامتلاك سلاح في المستقبل. و44% من بالغين أميركا يقولون إنهم يعرفون شخصا شخصيا تعرض لإصابة بطلق نار.

لكن من جهة أخرى، أظهرت العديد من الدراسات أن سهولة الوصول إلى الأسلحة النارية لا يجعل المنزل أكثر أمانًا. ويقول النقاد إن المسؤولين في الصحة العامة فشلوا في توضيح مخاطر امتلاك الأسلحة النارية للأمريكيين.