أمن
.
الحجة: مخاوف تتعلق بالأمن الوطني وبيانات العراقيين الخاصة، النتيجة: موجة غضب لدى فصائل المعارضة العراقية الذين اعتبروا قرار حكومتهم، بحظر تطبيق تلغرام، ليس إلا انصياعا للسفارة الأميركية، ومحاولة لإسكات صوت المعارضة وخصوصا الصدرية.
فلماذا أقدمت السلطات العراقية على خطوة حجب تطبيق تلغرام، المعرف بأنه وسيلة تواصل وأخبار مهمة للمعارضة في البلاد؟ وهل بيانات العراقيين مهددة فعلا من هذا التطبيق؟
بعد يوم كامل من تعطل التطبيق، أصدرت وزارة الاتصالات العراقية بيانا أكدت فيه حظره جراء مخاوف تتعلق بالأمن الوطني. وأفادت أن حجب التطبيق جاء بناء على توجيهات الجهات العليا لمحددات تتعلق بالأمن الوطني وحفاظا على البيانات الشخصية للمواطنين "والتي خرق التطبيق سلامة التعامل بها خلافا للقانون".
قرار الوزارة، أشار إلى قناة تدعى "داتا بيس بغداد" التي تتيح للمشترك فيها إمكانية الوصول إلى معلومات شخصية عن أيّ عراقي وفي أيّ محافظة، ويمكن للباحث فيها الوصول إلى معلومات رسمية مهمة عن الشخص وعائلته، وهي معلومات تخصّ البطاقة التموينية التي تملكها جميع العائلات العراقية وتستخدم لاستلام حصص الموادّ الغذائية المجانية شهريا من الحكومة، وكذلك تستخدمها الدولة منذ سنوات كوثيقة لإحصاء أعداد العراقيين ومعلوماتهم كونها تضمّ جميع أفراد العائلة ومعلوماتهم.
القنوات التابعة للفصائل المسلحة والمعروفة بقنوات المقاومة، دخلت على خط الأزمة واعترضت بشدة على قرار الحجب، إذ تستخدم التطبيق في نشر أخبار تهاجم الولايات المتحدة والفصائل المنافسِة.
على رأس المعترضين على قرار الحجب كان التيار الصدري، الذي يعتمد على قنوات ينشر عليها أخبارا حصرية بهدف جذب مزيد من الجمهور.
ما ينشره التيار على قنواته يتنوع بين القرارات الحكومية التي تتقاطع مع حياة العراقيين ووثائق حكومية تحمل شعار السرية.
قنوات أخرى مؤيدة للحكومة، تحولت إلى الهجوم واصفة الحكومة بالانصياع للسفيرة الأميركية إلينا رومانسكي. من بين هذه القنوات التابعة للفصائل المسلحة مثل "قناة صابرين نيوز"، وهي أشهر قناة تابعة لما يعرف بالمقاومة، وتركز على نشر العلميات التي تنفذها الفصائل على القوات الأميركية، وتدعم الأنشطة الإيرانية.
يتابع هذه القناة أكثر من 332 ألف مشترك.
القناة أشارت إلى أنّ الحجب هو "محاولة حكومية للتركيع"، معلنة أنها بدأت المعارضة السياسية والإعلامية لأنشطة الحكومة والوزارات كافة، واصفين الحكومة وهيئة الاتصالات ووزارة الاتصالات بـ"أمة رومانسكي"، في إشارة الى السفيرة الأميركية في العراق، والتي يتهمون الحكومة بالانصياع لضغوطها من أجل إنهاء ما وصفوه بـ"صداع المقاومة على التطبيق الروسي"، والإبقاء على "فيسبوك الأميركي"، بحسبهم.
للمرة الأولى في تاريخها، اجتمعت قنوات الفصائل المسلحة في تلغرام على رأي واحد مع القنوات التابعة للتيار الصدري على نفس التطبيق، والتي هاجمت بدورها القرار الحكومي، واعتبرته قرارا لـ"إسكات الصوت الصدري المعارض، الذي تسبب بالكثير من الصداع لهم خلال العام الأول من عمر الحكومة".
ومن أبرز تلك القنوات، قناة "الجدار نيوز" التي تضمّ أكثر من 43 ألف مشترك، بينما تمّ حجب قنوات صدرية مهمة أخرى مثل "واحد بغداد"، و"واحد نجف"، و"الأضواء نيوز".
وسخر أنصار التيار الصدري من بيان وزارة الاتصالات واصفين أنه جاء بناء على توجيهات السفيرة الأميركية، كما أنهم أشاروا إلى أن الحكومة غدرت بقنواتها الموالية على تلغرام.
عضو التيار الصدري، وأحد أبرز المتحدثين والمدافعين عن التيار في الإعلام، عصام حسين، نشر على صفحته الشخصية في موقع إكس، تويتر سابقا، أن ما حصل هدفه تعطيل القنوات المعارضة للإطار التنسيقي الحاكم، متهما قيادات في الإطار بإظهار أنفسهم غير راضين عن القرار علنا، عكس الباطن الذي يراد من خلاله الإطاحة بالقنوات الصدرية التي تمّ إغلاق معظمها على عكس قنوات الموالاة المستمرة بالعمل حسب قوله.
لم يقنع القرار على ما يبدو، لجنة الاتصالات النيابية في مجلس النواب العراقي، الذي اعتبر أن حجب تلغرام لا تبرير له، وعشوائي. ومن جهتها بينت رئيسة اللجنة، زهرة البجاري، أن ما قامت به وزيرة الاتصالات ساهم بتعطيل مصالح الكثير من الجهات الإعلامية والخيرة المهمة.
البجاري نوهت في تصريحات خاصة أن لجنتها طالبت رسميا بالحصول على الأسباب الموجبة لمثل هذه القرارات المتخبطة، خصوصا في ظل وجود آلاف برامج الحماية التي يمكن أن تستفيد منها الوزارة لحماية المستخدمين.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة