أمن‎

الهدوء يعود إلى الكحالة بعد أحداث "شاحنة حزب الله"

نشر

.

blinx

عاد الهدوء صباح الخميس، إلى الطريق الدولي اللبناني، وذلك بعد مقتل اثنين إثر تبادل لإطلاق النار بين عناصر حزب الله وأهالي قرية بالمنطقة، التي تبعد ١٢ كيلومتر شمالي العاصمة بيروت.

بدأت الأحداث ليل أمس بعد انقلاب شاحنة تابعة لميليشيا حزب الله المدعومة من إيران، زُعم أنها محملة بالسلاح، على منعطف قرية الكحالة المسيحية، ليل الأربعاء.

كانت الشاحنة التابعة لمليشيا حزب الله متجهة نحو بيروت مرورا من الكحالة

تعد هذه أخطر مواجهة بين حزب الله وخصومه منذ اشتباكات دامية وقعت في بيروت قبل نحو عامين، ما يهدد بتفاقم التوتر الطائفي في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات سياسية واقتصادية عميقة، وفق وكالة رويترز.

وانقلبت شاحنة تابعة للحزب في طريقها نحو بيروت مرورا من الكحالة، حيث تكثر المنعطفات على الطريق المنحدرة، قبل انقلابها مقابل كنيسة مار أنطونيوس في المنطقة.

إثر ذلك وصلت سيارات رباعية الدفع يقودها مسلحون من حزب الله، مرتدين لباسا مدنيا، وضربوا طوقا أمنيا حول الشاحنة مانعين سكان المنطقة من الاقتراب منها.

خرج الأهالي عقب وصول المسلحين إلى قريتهم، ما أدّى إلى صدام بين عناصر الحزب وسكان المنطقة، واتهم المكتب المحلي بالكحالة لحزب القوات اللبنانية "مسلحين كانوا يرافقون الشاحنة بإطلاق النار على المدنيين، مما أدى إلى مقتل رجل"، قالت المصادر لرويترز، إنه مسيحي من سكان الكحالة يدعى فادي البجاني، وعمره 64 عاما.

مختار الكحّالة عبّود أبي خليل، صرّح لوكالة فرانس برس أنّ "أشخاصا يرتدون ملابس مدنية ضربوا على الفور طوقا أمنيا حول الشاحنة" التي اشتبه عدد من سكّان البلدة في أنّها محمّلة بأسلحة للحزب الشيعي. مضيفا أنّ عددا من سكّان البلدة تجمّعوا حول الشاحنة فعمد المسلّحون الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية ويحاولون منعهم من الاقتراب من الشاحنة إلى إطلاق النار على هؤلاء.

وأوضح المختار أنّ إطلاق النار أسفر عن إصابة أحد سكّان البلدة بجروح. وما لبث المصاب ويدعى فادي بجاني أن توفّي متأثراً بجروحه، وفقاً لأبي خليل.

مليشيا حزب الله من جهتها أكدت مقتل أحد عناصرها في الاشتباك.

قال الحزب في بيان إنّه إثر انقلاب الشاحنة "تجمّع عدد من المسلّحين من المليشيات الموجودة في المنطقة، واعتدوا على أفراد الشاحنة أثناء محاولة السيطرة عليها"، حسب زعمه. وأضاف أنّ هؤلاء "بدؤوا برمي الحجارة أولا ثم بإطلاق النار مما أسفر عن إصابة أحد الإخوة (المكلفين) بحماية الشاحنة"، مشيرا إلى أنّ المصاب نقل إلى المستشفى حيث فارق الحياة متأثرا بإصابته.

وقرعت أجراس كنيسة مار أنطونيوس في الكحالة حزناً بعد انتشار خبر مقتل فادي بجاني. وقطع محتجّون الطريق ومنعوا مرور السيارات، مطالبين بالكشف عن حمولة الشاحنة وتسليم مطلقي النار.

الجيش اللبناني أفرغ حمولة الشاحنة المنقلبة من دون أن يسمح لأحد بالاقتراب

وقال شهود، لرويترز، إنّ الجيش اللبناني أفرغ حمولة الشاحنة المنقلبة من دون أن يسمح لأحد بالاقتراب، ثمّ حاول نقلها من المكان لكنّه عدل عن ذلك بعدما ثار غضب الأهالي الذين أصرّوا على إغلاق الطريق وأطلقوا هتافات مناهضة لحزب الله.

واتهم نواب محليون من القوات اللبنانية، وهو حزب مسيحي معارض لحزب الله، الجماعة بنقل أسلحة في الشاحنة. وقال حزب الله إن الشاحنة تابعة له، ولم يأت على ذكر حمولة الشاحنة.

ابن البجاني، يوسف، تعرف على والده، وقال لرويترز إن الاثنين حاولا الاقتراب من الشاحنة بعد انقلابها. وتابع "كنا على بعد شي متر بس ما قدرنا نشوف شو فيه بالشاحنة. كان في ثلاثة على القليلة (الأقل) كانوا عم يقوصوا (يطلقوا النار) عليها، اثنان مع رشاشات واحد معه فرد (مسدس). بيي (أبي) وقع على الأرض وما قدرت أوصله، ولما وصلت بعد ٣ دقايق كان مات وما كان عم يتنفس".

كانت الشاحنة انقلبت على منحدر بالقرب من الكحالة على الطريق الرئيسي بين العاصمة السورية دمشق وبيروت. وسرعان ما أغلق السكان الطريق حولها.

واتهم نزيه متى، النائب عن المنطقة من القوات اللبنانية، حزب الله بنقل أسلحة إلى بيروت على متن الشاحنة. وقال متى في تصريحات تلفزيونية "انقتل شخص من الكحالة (..) هذا غير مقبول بشكل قاطع". وقال عبدو أبو خليل، المسؤول في الكحالة، إن السكان يعتزمون إغلاق الطريق حول الشاحنة المقلوبة.

وبثت قناتا الجديد وإم.تي.في اللبنانيتان لقطات لرجال يرتدون ملابس مدنية ويطلقون النار في الشارع. وعرضت القناتان في وقت لاحق لقطات لقوات الجيش اللبناني وهي منتشرة حول الشاحنة عند حلول الظلام بينما كانت رافعة تعمل على إزالة صناديق خشبية منها. ولم تكن محتويات الشاحنة ظاهرة، لكن مجموعات كبيرة من السكان ما زالت تتجمع حولها.

وتحدث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزيف عون ودعا إلى "الهدوء والحكمة" ريثما تجرى السلطات تحقيقا رسميا.

وحزب الله أقوى جماعة ميلشيا في لبنان، وفق رويترز، أسسها الحرس الثوري الإيراني عام 1982. وخاضت صراعات عدة مع إسرائيل ونشرت مقاتلين لها لدعم الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية.

ولطالما كانت ترسانتها من الأسلحة مثار نزاع في لبنان، حيث يوجه معارضو الجماعة اتهامات لها بتقويض الدولة.

وقبل عامين، قُتل ما لا يقل عن ٧ أشخاص في اشتباكات في أعقاب مسيرة نظمها حزب الله وحليفته الشيعية حركة أمل ضدّ قاض يحقق في انفجار ميناء بيروت عام 2020. ونفى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع حينها مزاعم الطرفين بأن مسلحين موالين لحزبه استهدفوهم بنيران قناصة.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة