أمن
.
قتل المواطن الأميركي كريغ روبرتسون صباح الأربعاء في حدود السادسة والربع بتوقيت بلدة "بروفو" جنوب مدينة سولت ليك، بولاية يوتا الأميركية، على يد عناصر من المباحث الفيدرالية.
بالطبع تود أن تسأل الآن، من هو كريغ روبرتسون ولماذا عليك الاهتمام بوفاته؟
تخطي روبرتسون السبعين من العمر، يعمل نجارا في ورشة خاصة أسسها بنفسه في العام ٢٠١٦، عادة ما يستند على عكاز من الخشب صنعه، ويحظى بحضور ملحوظ بين أفراد بلدته، وعادة ما يتبادل التحية من جيرانه أثناء سيره من وإلى الكنيسة القريبة من المنزل يوميا.
في صباح الأربعاء وقف روبرتسون في مواجهة مجموعة من عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي، لا نعلم بالتحديد ترتيب الأحداث، لكن المواجهة أسفرت عن مقتل العجوز الذي يُعتقد أنه صوب بدوره سلاحا أمام عملاء مكتب التحقيقات الذين حلوا ضيوفا عليه مع مذكرة اعتقال بحقه.
مقتطفات من منشورات كريغ روبرتسون على وسائل التواصل الاجتماعي. أ ب
معلومات أخيرة عن روبرتسون؛ يمتلك الرجل مجموعة متنوعة من الأسلحة قد يصل عددها لـ٢٠ قطعة، يُعتقد أن من بينها بندقية قناص، وقبل ساعات من زيارة العملاء لباب منزله، كان قد نشر على مواقع التواصل الاجتماعي تهديد بقتل رئيس الولايات المتحدة جو بايدن أثناء زيارته للولاية محل إقامته.
فمن هو الرجل الذي هدد بمحاولة اغتيال بايدن؟ وكيف انتهت حياته على هذا النحو؟
لندرك تفاصيل قصة روبرتسون علينا العودة إلى مارس من العام الجاري، عندما تلقى مكتب التحقيقات الفدرالي معلومات حول حساب نشط على مواقع التواصل الاجتماعي ينشر تهديدات بشأن قتل بعض المسؤوليين الرسميين الأميركيين، من بينهم مدعي عام مانهاتن ألفين براغ، الذي يوجه للرئيس السابق ترامب اتهامات بشأن دفع رشوة لنجمة أفلام إباحية قبيل الانتخابات، بحسب وكالة فرانس برس.
أطلق الـFBI الرصاص على المتهم في منزله بولاية يوتا. (المصدر:وكالة أسوشيتد برس)
في نص أحد تهديداته، تخيل العجوز نفسه يقف إلى جوار جثمان المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند، بينما يتصاعد الدخان من فوهة بندقيته، ووصف الأمر قائلا "حلم رائع".
في اليوم ذاته، زار العجوز اثنين من عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي، إلا أن سلوك العجوز آنذاك لم يكن متعاونا، فبحسب تقرير صحيفة واشنطن بوست الأميركية، قال الرجل للعملاء إن حديثه كان "محض حُلم" في حين لم ينفى أنه شارك تلك المنشورات على حسابه الخاص، لكنه عاد ليأمرهم بالخروج من المنزل، علي أن يعودوا فقط بإذن رسمي من المحكمة.
يعتد أن روبرتسون امتلك العديد من الأسلحة. (المصدر: وكالة أسوشيتد برس)
تهديدات العجوز لم تتوقف لدى هذا الحد، بل تزايدت مع اقتراب زيارة الرئيس جو بايدن لولاية يوتا حيث يقطن روبرتسون، إذ قال في أحد منشوراته "سمعت أن بايدن قادم ليوتا، سوف أُخرج بدلتي المموّهة وأنظّف بندقية القنص M24 من الأتربة. مرحبا بك أيها الرئيس المهرج".
وجه روبرتسون تهديدات أخرى أيضا لشخصيات سياسية وحتى عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، إذ قال في أحد المنشورات "الوقت مناسب لاغتيال رئاسي أو اثنين.. جو (بايدن) أولا، ثم كامالا (هاريس)".
أما الإثنين الماضي، وقبل يومين من مقتله، وجّه العجوز حديثه لعناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي قائلا "أهلا إف بي آي، هل ما زلتم تراقبون حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي؟ فقط أتأكد. كي أبقي مسدسا بالقرب مني حال قررتم زيارتي مرة أخرى".
قبل ساعات من وصول الرئيس جو بايدن للولاية، تحركت السلطات بغرض إلقاء القبض على روبرتسون، كان ذلك في حدود السادسة والربع من صباح الأربعاء، إذ كانت ثلاث اتهامات فيدرالية قد وُجهت بالفعل للرجل بينها؛ تهديد الرئيس، وتهديد وعرقلة السلطات الفيدرالية عن طريق التهديد.
على عتبة منزل روبرتسون تواجدت فرقة تدخل سريع تابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي أو ما يعرف باسم SWAT، وبحسب مصادر أمنية صرحت لشبكة CNN الأميركية كان ضباط الفرقة يوجهون أوامر محددة للعجوز، حينها صوّب سلاحا تجاههم، في تلك اللحظة يعتقد أن إطلاق النار قد حدث، وفقدت روبرتسون على إثر ذلك حياته.
يخض الحادث الآن للمراجعة من قبل قسم التفتيش في مكتب التحقيقات الفيدرالي. (المصدر: وكالة أسوشيتد برس)
اعتقد المحققون أيضا أن معارِض الرئيس بايدن كان يمتلك بندقية قنص بالإضافة إلى أسلحة أخرى.
في أعقاب الحادث صرح متحدث باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه يأخذ كل حوادث إطلاق النار التي يتورط فيها العملاء أو أعضاء الفريق على محمل الجد، ومن ثم تخضع تلك الحادثة للمراجعة من قبل قسم التفتيش التابع للمكتب.
أما جهاز الخدمة السرية، المعني بحماية الرئيس الأميركي، نما إلى علمه ما يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي من تحقيق حول شخص في ولاية يوتا وجه تهديدات للمسؤول رقم ١، الذي يضطلع الجهاز بحمايته.
جهاز الخدمات السرية كان على علم بتهديدات روبرتسون. (المصدر: وكالة أسوشيتد برس)
منذ مقتله وحتى الآن، تحدث عدد من جيران روبرتسون ومعارفه لوسائل إعلام، ليصفوا الرجل الذي هدد أمن رئيس الولايات المتحدة الأميركية.
بالنسبة لهم لم يبدُ العجوز مصدر تهديد محتمل، بل اعتبروه محض رجل ضعيف، ذو آراء سياسية حادة. أحد جيرانه قال لوكالة أسوشيتد برس "لا يمكن أن يقود روبرتسون سيارة إلى مدينة سولت ليك ويضبط بندقية ويوجهها للرئيس، الأمر مستبعد ١٠٠٪".
أحد معارف روبرتسون الآخرين وصف حالته الصحية بـ"الضعيفة"، فيما كان الرجل يُظهر اهتماما كبيرا للشأن السياسي، بالإضافة إلى امتلاكه مجموعة من الأسلحة يصل عددها لحوالي ٢٠ قطعة وهو أمر مألوف في المنطقة، وأضاف الشاهد العيان ويدعي ترافيس لي كلارك، للوكالة "أحيانا يُلقي نكاتا غير موفقة، ولكن لا دلالة على تمثيله أي تهديد".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة