أمن
هل دخلت العشائر العراقية في الاشتباكات الليلية بالعاصمة الليبية طرابلس؟ إذ يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو يزعم ناشروه أنّه يعود لاشتباكات ليليّة في العاصمة الليبيّة طرابلس. إلا أنّ الفيديو الأصلي منشور في أوقات سابقة، وفي دولة بعيدة تماما عن ليبيا.
حظي الفيديو بآلاف المشاهدات من صفحات ليبيّة عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء انتشاره خلال الساعات الماضية تزامنا مع اشتباكات مسلّحة شهدتها بعض مناطق طرابلس وضواحيها، اندلعت يوم الاثنين ١٤ أغسطس واستمرت حتى ساعة متأخرة من مساء أمس.
الفيديو لا علاقة له بكلّ ذلك. إذ انتشر في سياقات مضلّلة عدّة، والنسخة الأصليّة من الفيديو عام 2020 على موقع يوتيوب مرفقة بتعليق يوضح أنّه يظهر اشتباكات بين عشيرتين في العراق، وفق خدمة فرانس برس لتقصي الحقائق.
ووقعت اشتباكات بين اللواء 444 وقوة الردع الخاصة، وهما القوتان العسكريتان الأكثر نفوذا في طرابلس، بسبب توقيف آمر اللواء ٤٤٤، العقيد محمود حمزة ويتبع رئاسة الأركان العامة للجيش في غرب ليبيا، فيما تعد قوة الردع، جهاز مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، ويتبع المجلس الرئاسي الليبي.
وانتهى اتفاق بين القوتين المسلحتين بإطلاق سراح حمزة، مساء الثلاثاء ١٥ أغسطس، الأمر الذي تسبب في وضع نهاية للاشتباكات.
زادت حصيلة الاشتباكات التي اندلعت ليل الإثنين- الثلاثاء في طرابلس إلى 27 قتيلا وأكثر من ١٠٠ جريح. مصدر الصورة: أ ف ب
زادت حصيلة الاشتباكات التي اندلعت ليل الإثنين- الثلاثاء في طرابلس إلى 27 قتيلا وأكثر من ١٠٠ جريح، وفق ما أفاد مصدر طبي لفرانس برس. وأكّد مركز طب الطوارئ والدعم سقوط 27 قتيلا وإصابة 106 آخرين على الأقلّ في حصيلة "مبدئية" للاشتباكات.
وأشار المصدر الى إجلاء 234 عائلة وعشرات من الأطباء والممرضين الأجانب الذي احتجزوا في مناطق القتال. وأكّد المركز الذي يشرف على عمليات الاسعاف في غرب ليبيا، إقامة ٣ مستشفيات ميدانية وتخصيص أكثر من 60 سيارة إسعاف للتعامل مع الإصابات.
إجلاء 234 عائلة وعشرات من الأطباء والممرضين الأجانب الذي احتجزوا في مناطق القتال. مصدر الصورة: أ ف ب
انتشرت بسرعة شرارة انتفاضة ضدّ حكم العقيد معمر القذافي الذي استمرّ لأربعة عقود، لتشعل حرب أهلية دعمها حلف شمال الأطلسي بضربات جوية. وأُطيح بالقذافي في أغسطس وقُتل في أكتوبر، وفق رويترز.
مجلس من المعارضين يجري اقتراعا لانتخاب مؤتمر وطني عام بصفة مؤقتة ليشكل حكومة انتقالية، لكن السلطة الحقيقية تبقى في يد مجموعة من الجماعات المسلحة المحلية. ومسلحون إسلاميون يهاجمون القنصلية الأميركية في بنغازي، ويقتلون السفير، حسب رويترز.
الجماعات المسلحة يشتدّ ساعدها وتتزايد قوتها وتحاصر المباني الحكومية وتجبر المؤتمر على الرضوخ لمطالبها. المؤتمر الوطني العام منقسم على نفسه، وثقة الجماهير تتآكل مع سعي المؤتمر تمديد ولايته البالغة 18 شهرا وتأجيل الانتخابات، ووفق رويترز، تشعر مصر، بقلق متزايد إزاء الجماعات المتشددة في ليبيا وتساورها الشكوك في المؤتمر الوطني الذي يهيمن عليه الإسلاميون.
لواء الجيش، آنذاك، خليفة حفتر يؤسس قوات الجيش الوطني الليبي، الذي يقاتل الفصائل الإسلامية المسلحة. فيما يرفض المؤتمر الوطني العام نتائج انتخاب البرلمان الجديد، ويشكل حكومة مدعومة من الجماعات المسلحة في الغرب.
بدعم من حفتر، ينتقل البرلمان المنتخب حديثا في ذلك الحين من طرابلس إلى الشرق لدعم حكومة تصريف الأعمال السابقة. أصبحت ليبيا الآن منقسمة بين إدارتين متنافستين في الشرق والغرب، وفق رويترز.
تستغل الجماعات الإسلامية الفوضى وتنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على مدينة سرت بوسط البلاد في فبراير. ويسيطر المتشددون أيضا على أجزاء كبيرة من بنغازي ودرنة.
في ديسمبر، وقعت الهيئتان البرلمانيتان المتنافستان "الاتفاق السياسي الليبي" لتأسيس عملية انتقالية جديدة في ظل حكومة وفاق وطني. يؤكد الاتفاق أن مجلس النواب هو البرلمان الليبي، لكنه يمنح أعضاء المؤتمر الوطني دورا جديدا باعتباره هيئة استشارية ثانية باسم المجلس الأعلى للدولة.
ووفق رويترز، يضع هذا الاتفاق الأساس للتحركات الدبلوماسية على مدى سنوات مقبلة. وبالرغم من كل ذلك يظل الانقسام بين الشرق والغرب قائما.
وقعت الهيئتان البرلمانيتان المتنافستان "الاتفاق السياسي الليبي" لتأسيس عملية انتقالية جديدة في ظل حكومة وفاق وطني. مصدر الصورة: أ ف ب
رغم الاتفاق السياسي الليبي، يرفض مجلس النواب الحكومة الجديدة مع توليها السلطة في طرابلس، ما يرسخ الانقسام بين الشرق والغرب في ليبيا. في نهاية المطاف، تستولي فصائل مسلحة في الغرب على مدينة سرت من تنظيم داعش بينما يقاتل حفتر المتطرفين في درنة وبنغازي، ويسيطر على منطقة "الهلال النفطي" المنتجة للطاقة وسط ليبيا.
تحتدم المعارك مع حرب الجماعات المسلحة في الغرب للسيطرة على طرابلس بينما يقاتل الجيش الوطني الليبي في الشرق وفصائل رئيسية أخرى الجماعات الإسلامية المتشددة في جميع أنحاء البلاد. وسرعان ما تنهار الجهود الجديدة لصنع السلام.
بعد سحق الجماعات الإسلامية في الشرق، قاد حفتر قواته عبر جنوب ليبيا، ووضع معظم حقول النفط المتبقية تحت سيطرته. وفي أبريل، في اليوم الذي وصل فيه الأمين العام للأمم المتحدة إلى طرابلس لإجراء محادثات سلام، شنّ حفتر هجوما مباغتا للسيطرة على العاصمة.
وتتحد الجماعات المسلحة الليبية في الغرب لدعم حكومة طرابلس بمساعدة من تركيا. وتعزز التحالف بين الجناح الغربي في ليبيا وأنقرة باتفاق حول الحدود البحرية أثار غضب مصر واليونان.
تركيا ترسل قواتها بشكل معلن لدعم لطرابلس، وانهيار هجوم الجيش على طرابلس. قبل اتفاق الطرفين على وقف رسمي لإطلاق النار ودعت الأمم المتحدة السياسيين الليبيين والمجتمع المدني للاجتماع في تونس في مساع جديدة تهدف إلى إجراء انتخابات وطنية في العام التالي.
تقبل جمع الفصائل في الشرق والغرب تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تهدف إلى الإشراف على انتخابات تجرى في ديسمبر. لكن مجلس النواب في الشرق والمجلس الأعلى للدولة في الغرب يعجزان عن الاتفاق على دستور جديد أو قواعد للتصويت وتنهار الانتخابات في اللحظة الأخيرة، وفق رويترز.
تقول الهيئتان البرلمانيتان إن حكومة الوحدة فقدت شرعيتها لكن رئيس الوزراء يرفض الاستقالة. يعين مجلس النواب في شرق ليبيا إدارة منافسة، لكنها تفشل في دخول طرابلس، الأمر الذي يترتب عليه استمرار سيطرة حكومة الوحدة واستمرار المواجهة السياسية من دون حل.
يسود سلام هش غير مستقر في ليبيا. لكن، وراء الكواليس، تتواصل المناورات بين الفصائل السياسية وتستمر المواجهة. تركز الدبلوماسية على جهود الأمم المتحدة لتقديم موعد الانتخابات، لكن الكثيرين في ليبيا تساورهم الشكوك في أن قادتهم يشعرون بالارتياح لعدم إجراء انتخابات قد تبعدهم عن السلطة.
في أغسطس، خاضت فصائل مسلحة متنافسة في طرابلس معركة بعد أنباء عن القبض على قائد عسكري. واتسعت اشتباكات طرابلس بين عشية وضحاها في أسوأ قتال هذا العام، حسب رويترز.
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة