أمن
.
الصفحات الأولى في كبرى الصحف الإسرائيلية يوم ١٤ أغسطس حملت خبراً يبدو خفيفا، لكنه أحدث ضجة كبرى في إسرائيل واعتبره البعض دليلاً على حدوث تصدع في نسيج المجتمع. ست فتيات مراهقات في سن الخامسة عشرة، أردن ركوب حافلة عمومية من أشدود إلى كفار تابور، وهن يرتدين لباساً صيفياً قصيراً رفقة ثلاثة من الأصدقاء في نفس السن.
لكن السائق صاح بهم "هناك رجل من اليهود المتدينين (الحريديم) على متن الحافلة وأن عليهن تغطية أجسادهن بـ"قطعة قماش" وأن يجلسن في الخلف، وأن يبقى الأصدقاء الذكور في الأمام إن أرادوا الاستمرار في الرحلة. سرعان ما تحول الطلب إلى نقاش حاد مع السائق الذي صاح بهم "أنتم هنا في دولة يهودية ويجب أن تحترموا الناس الذين يعيشون هنا". واستجابت الفتيات.
هذه الحادثة الصغيرة، أثارت الشارع الإسرائيلي، واستدعت تصريحاً عاجلاً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نفس اليوم، الذي دان ما حدث، قائلا إن "إسرائيل دولة حرة. لا أحد يفرض على أي شخص أين يجلس في الحافلة".
السبب في تلك الضجة هو تنامي الشقاق الداخلي في إسرائيل وحالة الاستقطاب السياسي الحاد بين العلمانيين من اليسار واليمين غير الديني، والمتدينين الحريديم الذين تزداد قوتهم وأعدادهم، لدرجة أرعبت وزيرا إسرائيليا فوّجه حديثه لباقي الإسرائيليين محذرا: "عليكم الخوف منهم".
هذه التوترات المتصاعدة، تنذر بـ"حرب أهلية أو انقسامات طائفية شبيهة بما حدث في لبنان والعراق" بحسب مقال للكاتب الشهير توماس فريدمان في نيويورك تايمز، وهو ما حضر في تصريحات مسؤولين وسياسيين إسرائيليين.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة