أمن‎

الكشف عن أكبر قضية اعتداء جنسي في الجيش الأميركي

نشر

.

Alaa Osman

في العام ٢٠١٣، انضم مايكل ستوكين إلى الجيش الأميركي، وعمل في عدد من المواقع العسكرية، بداية من خدمته في العراق، مرورا بالعمل في هواي وحتى أحد المراكز الطبية بالقرب من واشنطن العاصمة، إذ أن الضابط الشاب، طبيب تخدير في الوقت ذاته، يساعد عشرات من الضباط والجنود المصابين في رحلتهم للتحكم في الألم الناتج عن إصاباتهم في المعارك.

إلا أن الميجور الأميركي يواجه قائمة من الاتهامات لهذا العام، وفقا لما أعلنته المتحدثة باسم الجيش الأميركي أمس الخميس، إلا أن الاتهامات لا تتعلق بعصيان الأوامر أو خطأ طبي، وإنما الاعتداء الجنسي على أكثر من ٢٠ جندي أميركي، وتضمنت قائمة الاتهامات "الاتصال الجنسي بدون رضا" و وتوجيه "نظرات غير لائقة"، وفقا لوكالة فرانس برس.

وقالت اللفتنانت كولونيل جنيفر بوكانيغرا، المتحدثة باسم الجيش الأميركي، أن تلك التهم سوف تخضع للفحص في جلسة استماع يجريها ضابط مستقل، ليحدد ما إذا كانت كافية من الناحية القانونية.

خلال العام ٢٠٢٢، سجل الجيش الأميركي ما لا يقل عن ٨ آلاف و٩٤٢ حالة إعتداء جنسي، ما يمثل عتبة قياسية جديدة في حوادث الاعتداء الجنسي، التي وصلت لمستويات قياسية بالفعل.

خصوصية المتهم

وفقا لعدد الضحايا المزعوم، الذين تعرضوا للاعتداء من قبل ستوكين، من الممكن أن تتحول أزمة الطبيب إلى أكبر قضية اعتداء جنسي يشهدها الجيش الأميركي من أعوام.

ووفقا لشهادة أحد هؤلاء المدعين، حدثت وقائع الاعتداء داخل المركز الطبي في قاعدة لويس-ماكورد العسكرية المشتركة، بالتحديد في عيادة إدارة الألم حيث يعمل ستوكين بعد أن انضم للقاعدة في العام ٢٠١٩، وفقا لصحيفة واشنطن بوست، التي نشرت تفاصيل حول التحقيق مع الضابط بشكل مبكر الأسبوع الماضي.

يزعم بعض المدعين أن وقائع الاعتداء حدثت داخل مركز طبي. (المصدر: وكالة أسوشيتد برس)

يبلغ الضابط المتهم ٣٧ عاما من العمر، ويسعى محاميه روبرت كابوفيلا، إلى محاولة منحه قدر من الخصوصية أثناء تطور مجريات القضية، معتبرا أن "الجيش الأميركي أصبح أكثر عدوانية فيما يتعلق بالتعامل مع الادعاءات المتعلقة بالاعتداء الجنسي، ما إذا قورن بأية سلطة قضائية أخرى"، وذلك وفقا لتصريحاته لموقع إندبندنت البريطاني.

وأضاف المحامي كذلك: "يجب على الجيش ألا ينسى أن الميجور ستوكين محمي بمبدأ افتراض البراءة، وآمل بصدق أن يبذل الجيش كل ما في وسعه لضمان إجراءات عادلة للميجور ستوكين وليس فقط للضحايا المزعومين".

ماذا عن المدعين؟

على الجهة الأخرى، لا يبدي محامي بعض من المدعين راحة ذلك تجاه إجراءات التقاضي، جاء ذلك في بيان رسمي أصدره المحامي رايان جيلدز ممثل بعض من المدعين الأربعاء، إذ قال أنه يشعر بالقلق العميق تجاه ضعف التواصل بالإضافة إلى ما وصفه بأنه "إخفاق كبير" من جانب قيادات المستشفى في منع تلك الوقائع من الحدوث في الأساس.

يزعم دفاع الضحايا أن المستشفى أخفق في إيقاف الحوادث. (المصدر: وكالة أسوشيتد برس)

وأوضح المحامي أيضا أنه طلب تحديثات حول مجريات القضية منذ أسابيع، إلا أنه لم يحصل على شيء، لكنه يرى في توجيه الاتهامات لستوكين خطوة أولى مهمة على كل الأحوال، مؤكدا أن مدى عمق الانتهاكات المنسوبة للمتهم غير واضحة حتى الآن.

أزمة أميركية

أزمة الاعتداءات الجنسية في الجيش الأميركي حاضرة على طاولة النقاشات منذ بضعة أعوام، خاصة بالنسبة لإدارة الرئيس بايدن التي أقرت مرسوما الشهر الماضي لتعديل الطريقة التي يحقق الجيش بها في قضايا الاعتداء الجنسي، وبموجب المرسوم الجديد، مُنحت المزيد من الصلاحيات للمدعين العامين المستقلين، الذين أصبحوا يمثلون فعليا الجهة الوحيدة القادرة على إصدار قرارت الملاحقة القضائية على الجرائم الخطيرة.

وفقا لرؤية البيت الأبيض، يعد ذلك أهم إصلاح للقضاء العسكري منذ العام ١٩٥٠، إذ يمنح تلك القضايا ميزة الاستقلال التام بعيدا عن التراتبية العسكرية.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة