أمن
.
رفعت السلطات العراقية الأحد حظر التجول الذي فرضته قبل يوم في مدينة كركوك بعد مقتل أربعة أشخاص خلال تظاهرات شهدتها المدينة متعددة العرقيات والواقعة في شمال العراق.
وقال قائد شرطة كركوك اللواء كاوة غريب لوكالة فرانس برس إن حظر التجول الذي فرضه رئيس الوزراء محمد شياع السوادني مساء السبت "تم رفعه"، وأكد أن "الوضع الآن مستقر في عموم مدينة كركوك".
وشهدت السبت مدينة كركوك التي يقطنها عرب وأكراد وتركمان تظاهرات تخللتها اشتباكات بين متظاهرين أكراد من جهة والمشاركين في اعتصام من العرب والتركمان من جهة أخرى.
وقضى ثلاثة على الأقل من القتلى اثر إصابتهم برصاص لم يعرف مصدره، حسبما أكدت مصادر طبية في كركوك.
ودعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى "تشكيل لجنة تحقيق"، متعهّدا في بيان "محاسبة المقصّرين... لينالوا جزاءهم العادل".
وتقع كركوك في منطقة غنية بالنفط، وهي محور نزاع تاريخي بين إقليم كردستان الشمالي والحكومة المركزية، وتصاعد التوتر منذ نحو أسبوع فيها علما أنها موضع نزاع تاريخي بين الحكومة المركزية في بغداد وسلطات إقليم كردستان في الشمال.
اشتعل فتيل الأزمة عندما نظم محتجون من المجموعتين العربية والتركمانية اعتصاما، الإثنين الماضي، قرب المقر العام لقوات الأمن العراقية في محافظة كركوك، إثر معلومات مفادها أنّ السوداني أمر قوّات الأمن بتسليم هذا المقرّ إلى الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي سبق أن شغله، وما لبث المتظاهرين الأكراد أن احتشدوا في المنطقة بدورهم وحاولوا الوصول للمقر العام.
ويحتج السكان العرب والأقليات مثل التركمان، الذين قالوا إنهم عانوا في ظل الحكم الكردي، على عودة الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وأمر رئيس الوزراء العراقي في بيان مساء السبت بفرض حظر تجوّل في كركوك بالإضافة إلى بدء عمليات أمنية واسعة في المنطق التي شهدت "أعمال شغب"، بغرض تفتيشها بشكل دقيق، كما ذكر بيان لمحافظة كركوك أنه بعد اتصال هاتفي مع السوداني، تقرر التريث في إخلاء مقر العمليات في كوكوك، بالتزامن مع انهاء الاعتصام وفتح الطريق.
وكان مساء السبت قد شهد استمرار الاعتصام الذي نظّمه العرب والتركمان أمام المقرّ العامّ، فيما احتشد المتظاهرون الأكراد في منطقة أخرى من المدينة، وحاول قائد الشرطة المحلّية اللواء كاوا غريب تهدئتهم.
أمر رئيس الوزراء العراقي في بيان مساء السبت بفرض حظر تجوّل في كركوك. (المصدر: وكالة فرانس برس)
ونجحت حكومة السوداني خلال الأشهر الأخيرة نسبيا في احتواء العلاقات المتوترة بين بغداد وأربيل، وأكد السوداني خلال اتصال هاتفي مساء السبت مع رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني على تكثيف العمل المتكامل من أجل "تفويت الفرصة على كل من يعبث بأمن مدينة كركوك واستقرارها".
خلفت الاشتباكات ثلاث قتلى وعشرات الجرحى بينهم أفراد أمن. (المصدر: وكالة فرانس برس)
كما بحث السوداني في اتصال آخر مع رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، الأوضاع في محافظة كركوك، وجرى "التشديد على أهمية عدم إتاحة المجال أمام أي عناصر غير مسؤولة، تستهدف النسيج الاجتماعي للمحافظة"، بحسب المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء.
بعضا من جذور الاضطراب القائم في المنطقة اليوم، يعود للعالم ٢٠١٤ عندما سيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني والبشمركة - قوات الأمن في اقليم كردستان - على المنطقة النفطية في كركوك قبل أن يطردا منها في خريف ٢٠١٧ إثر عملية عسكرية للقوات العراقية ردا على استفتاء لم ينجح على انفصال اقليم كردستان عن العراق.
وتقع كركوك، وهي محافظة غنية بالنفط في شمال العراق بين إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بالحكم الذاتي والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة المركزية. وكانت بؤرة لبعض أسوأ أعمال العنف في البلاد في فترة ما بعد سقوط تنظيم الدولة الإسلامية.
واتهم الرئيس السابق للإقليم مسعود بارزاني في رسالة السبت المتظاهرين العرب والتركمان قائلاً "قامت مجموعة من قطاع الطرق ومثيري الشغب بقطع الطرق بين أربيل وكركوك بحجة منع افتتاح مقر الحزب الديموقراطي الكردستاني في كركوك".
وجه الرئيس السابق للإقليم مسعود بارزاني، اتهامات للمتظاهرين العرب والتركمان. (المصدر: وكالة فرانس برس)
وأضاف "لا يسمحون للمواطنين بممارسة حياتهم اليومية وخلقوا وضعا متوترا وخطرا لسكان كركوك".
يرى الرئيس السابق أنه من المثير للدهشة أن القوات الأمنية والشرطة في كركوك لم تتمكن خلال الأيام القلائل الماضية من منع الفوضى والسلوك غير القانوني للذين قطعوا الطريق، فيما استُخدم العنف ضد الشباب الأكراد والمتظاهرين في كركوك، حسب وصفه.
من جهته دعا رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني رئيس الوزراء الاتحادي إلى التدخل الفوري للسيطرة على هذا الوضع غير المقبول وأضاف :"نهيب بالمواطنين الأكراد المضطهدين في كركوك ممارسة ضبط النفس والابتعاد عن العنف".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة