أمن
.
على طاولة خشبية تعتليها زجاجة مياه غازية، يجلس بلال ذياب ويسرح في ذاكرته، مسترجعاً أيامه الصعبة في السجون الإسرائيلية بالقول: "كنا ننام على الباطون وهذه كانت أقصى مراحل الرفاهية" بهذه الجملة بدأ بلال الذي أضرب عن الطعام ٧٩ يوماً حديثه مع "بلينكس".
فإذا كان النوم على أرضية من باطون رفاهية، فما هي أقصى درجات العقوبة هناك تحت سياسة وزير الأمن الإسرائيلي المتطرّف إيتمار بن غفير؟
تقليص مدة الاستحمام لأربع دقائق في اليوم ومدة الاستراحة في ساحات السجون، منع الخبز الطازج، منع الزيارات العائلية وإطلاق السراح المبكر، والحرمان من علاج الأسنان وشامبو الشعر، ورفع حملات التفتيش وعدد السجناء في كل غرفة. هذه بعض من القرارات الغريبة الجديدة التي تدخل في صلب سياسة وزير الأمن الإسرائيلي العقابية ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وعلى الرغم من أن هذه القرارات لا تعني لبلال الكثير لأنه واجه الأصعب منها، إلا أن مراقبين يعتبرونها ضحلة من جهة لأنها لم تتخذ لتحقيق أي هدف أمني صريح، واستفزازية من جهة أخرى لأنه تثير غضب الأسرى الفلسطينيين والشارع العام.
الوزير صمّم على تصعيد قرارته المتسلطة تلك في الفترة الأخيرة، بينما يحذر خبراء من أن المضي في مثل هذا الطريق قد يؤدي لتصعيد كبير في المنطقة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة