من وجهة نظر الرئيس الأوكراني، فأن هجوم بلاده المضاد الذي تشنه القوات منذ أشهر، مهدّد بالتفوق الجوي الروسي، مما يتطلب المزيد من الأسلحة التي تحتاجها بلاده في أسرع وقت، بل وبكميات أكبر.

غير أن عملية تزويد أوكرانيا بالسلاح أو حتى فرض العقوبات على الجانب الروسي، باتت من وجهة نظر زيلينسكي، أكثر تعقيداً.

شكوى الرئيس الأوكراني العلنية ليست بالجديدة، فعلى سبيل المثال تشكو بلاده منذ أشهر من بطء المفاوضات حول تسليمها مقاتلات إف-16، في حين أنها لا تملك سوى أسطول جوي صغير يعود إلى الحقبة السوفياتية.

وبعد أشهر من التردد، قررت دول أوروبية تزويد كييف بعشرات من هذه المقاتلات الأميركية الصنع، لكن وصول هذه الطائرات إلى ساحة المعركة سيستغرق أشهراً إضافية في انتظار تدريب طواقم الطيارين الأوكرانيين عليها.

أما بقية الذخائر المطلوبة، فلم تُسلم لأوكرانيا إلا في شكل محدود، خشية أن تستخدمها في قصف الأراضي الروسية، علماً أن كييف أكدت مراراً أنها لا تنوي استهداف الأراضي الروسية.

يصطدم الهجوم الأوكراني المضاد منذ انطلاقه في يونيو، بخطوط دفاع قوية بناها الروس، بما في ذلك حقول ألغام وأفخاخ مضادة للدبابات.

وبالرغم من ذلك فقد حقق الجيش الأوكراني في الأسابيع الأخيرة، اختراقاً في الجنوب قد يسمح له بالتقدم لتحقيق أحد أهدافه الرئيسية، والمتمثّل بقطع خطوط الإمداد الروسية بين شبه جزيرة القرم والمواقع الأمامية الواقعة شمالاً.

وقال قائد الجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني، لقائد قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال الأميركي كريستوفر كافولي، خلال مكالمة هاتفية، إنه على الرغم من مقاومة العدو الشرسة، إلا أن جنوده يواصلون التقدم.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن خلال زيارة إلى كييف الخميس، عن مساعدات جديدة من واشنطن بقيمة مليار دولار.

كما وعدت واشنطن هذا الأسبوع بتزويد كييف ذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب، في خطوة وصفها الكرملين بـ"أخبار سيئة للغاية".

لا شك أن الفاتورة التي دفعتها الولايات المتحدة في الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا إلى اليوم، ليست بالمتواضعة.

فقد زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بأكثر من 40 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ بدء الحرب الروسية في فبراير 2022.

لكن زيلينسكي حذّر من أن الكرملين يعوّل على التغيير في الولايات المتحدة، بالتحديد في أعقاب الانتخابات المقبلة، المقررة في نوفمبر 2024، على أمل أن يتراجع هذا الدعم في حال فوز الجمهوريين.

ولفت زيلينسكي إلى أن هناك أصواتاً داخل الحزب الجمهوري تقول إن الدعم لأوكرانيا ينبغي أن يخفّض.

في أوكرانيا أيضاً، تتصاعد الأحاديث حول موسم انتخابي جديد، يعقد في خضم القتال. وقال زيلينسكي إنه مستعد لإجراء الانتخابات في زمن الحرب، "إذا كان الشعب بحاجة إليها".

لكنه حذّر في الوقت نفسه، من أن الاقتراع المفترض أن يجري في 2024، لا يمكن تنظيمه في المناطق المحتلّة، ولا في المناطق الواقعة على خطوط الجبهة.

غير أن روسيا على الجهة الأخرى، ترعى موسماً انتخابياً محلياً في جميع أنحاء البلاد، وفي المناطق الأوكرانية الأربعة المحتلة جزئياً (دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون)، وكذلك في شبه جزيرة القرم التي ضُمت في العام 2014.

لكن كييف وصفت ذلك السباق الانتخابي على أراضيها المحتلة بأنه "انتخابات زائفة .. لا قيمة لها"، داعية شركائها إلى التنديد بما وصفته بـ"ممارسات روسيا التعسفية التي لا طائل منها".