ميركافا إسرائيلية ضائعة.. من الميدان إلى ساحة خردة

الصحيفة الإسرائيلية تقول إن ممثلاً عن وزارة الدفاع قام بالإبلاغ عن اختفاء الدبابة من موقع الجيش لجهاز الشرطة، ليقوم بعدها بإطلاق عملية البحث عن الجناة.

وبعد العثور على المركبة القتالية، قالت الشرطة الإسرائيلية إنه تم اعتقال رجلين في الأربعين من العمر من مدينتي طبرية وحيفا بعد الاشتباه بضلوعهما في سرقة الدبابة من القاعدة العسكرية.

بالتأكيد ستكون هذه تهمة جديدة إذا سجلت ضد المتهمين "سرقة دبابة".

الجيش الإسرائيلي سارع للتهوين من خطورة حادثة سرقة الدبابة بالقول إن تلك المركبة القتالية من طراز ميركافا 2 لم تكن قيد الاستخدام منذ سنوات ولا تحتوي على ذخيرة. وأنها كانت متمركزة في ميدان إطلاق نار بالقرب من مفرق إلياكيم كهدف ثابت للتدريبات. وأضاف الجيش لهآرتس بأن نطاق الرماية ذلك نادراً ما يستخدم وأنه مفتوح بشكل عام للمتنزهين والمشاة.

ولكن مدير الأمن في وزارة الدفاع قال إنه تم إطلاق تحقيق في ملابسات كيف تمكن الجناة من سرقة مركبة بهذا الحجم من موقع تدريب.

في بدايات الانتفاضة الثانية عام 2000، قدرت إسرائيل أن في يد التنظيم المسلح التابع لحركة فتح نحو 70 ألف قطعة سلاح رشاش وآلي وأسلحة ثقيلة. العديد من تلك الأسلحة لم تأتِ من الخارج، بل جاءت من القواعد العسكرية الإسرائيلية نفسها ووصلت لأيدي الفلسطينيين عبر مهربين إسرائيليين مقابل أموال طائلة بحسب صحيفة الغارديان.

لذلك قالت الصحيفة إن المستوطنين والجنود الإسرائيليين يقتلون بأسلحتهم التي صنعوها بأيديهم بعد وصولها للفلسطينيين.

كانت أحد التكهنات في ذلك الحين أن إسرائيل تغض الطرف عن تهريب السلاح بهدف إحداث حرب أهلية داخلية بين الفلسطينيين بعد أن يحصل كل فصيل على قدر كبير من الأسلحة بين يديه ويسعى للسيطرة والهيمنة على الفصائل الأخرى.

تسرب الأسلحة الإسرائيلية لأيدي الفلسطينيين مستمر حتى اليوم، وبكميات كبيرة على الرغم من محاولات إسرائيل السيطرة على تلك التجارة السوداء.

في شهر إبريل الماضي، حكمت محكمة إسرائيلية بالحبس لمدة سبع سنوات ونصف على جندي من الجيش الإسرائيلي بتهمة بيعه السلاح المسروق لفلسطينيين من الخليل وتنكره في زي ضابط قبل عامين. وفي عام 2018، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية مواطنين بتهمة تهريب السلاح للفلسطينيين. مثل هذه الاعتقالات تهدف لإخافة المهربين وردعهم، لكنها على ما يبدو غير فعالة.

الجيش الإسرائيلي يواظب على شن اقتحامات الليلة للمدن الفلسطينية بشكل يومي بهدف فرض سيطرته على الأراضي المحتلة وإخافة الفلسطينيين والعثور على أسلحة فصائل المقاومة المسلحة.

لكن خبراء إسرائيليين يقدرون بأن ما يعثر عليه الجيش عادة لا يعدو مجرد قطرة في محيط مقابل الأسلحة والذخيرة التي يتم سرقتها وتهريبها من قواعد الجيش. وبحسب تقديرات جهاز الشاباك الإسرائيلي، يوجد سلاح في واحد من كل ستة بيوت فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة أي نحو 17%.