٣٠٠ كيلومتر في العمق الروسي.. ما نعرفه عن صواريخ أتاكمز الأميركية لأوكرانيا

تلك كانت زيارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي الثانية للولايات المتحدة منذ بدأ الغزو الروسي على الأراضي الأوكرانية في العام الماضي، لم يعد زيلينسكي إلى بلاده خالي الوفاض، بل محملا بشريحة جديدة من المساعدات العسكرية لبلاده، قدرتها وزارة الدفاع الأميركية بحوالي ٣٢٥ مليون دولار أميركي، حسب وكالة فرانس برس.

وتتضمن حزمة المساعدات صواريخ للدفاع الجوي وذخيرة لمنظومات هايمارس الصاروخية وأسلحة مضادة للدبابات وطلقات مدفعية، بيد أنها خلت من صواريخ أتاكمز، التي لطالما رغبت فيها أوكرانيا.

أعلنت شبكة إن بي سي نيوز الأميركية الجمعة، نقلا عن ثلاثة مسؤولين أميركيين أن واشنطن باتت مستعدة بالفعل لتوفير تلك الصواريخ التي أثارت الجدل سابقا، وذلك على الرغم من أن البيت الأبيض لم يُصرح حتى الآن عن مدى حقيقة تلك التكهنات، وفقا لوكالة رويترز.

أتاكمز، أو بالإنجليزية ATACMS هي صواريخ موجهة بعيدة المدى، تُعرف بالاسم الكامل "نظام الصواريخ التكتيكية للجيش"، وتعتبر نظام أسلحة مدفعي أرض- أرض.

بحسب موقع شركة لوكهيد مارتن المُصنعة للنظام فإنه يمنح القادة قدرة على تنفيذ عمليات عميقة ميدانيا، إذ أن مدى السلاح يصل إلى حوالي 300 كيلومتر.

ويمكن إطلاق تلك الصواريخ من قبل "نظام الصواريخ متعدد الانطلاق" والذي يعرف بالاسم MLRS.

واليوم تمتلك الولايات المتحدة، نمطين من تلك الصواريخ، إحداها عنقودية، والأخرى تحمل شحنة متفجرة واحدة، وفيما تُقدر أعداد الصواريخ التي أنتجتها لوكهيد مارتن بالفعل بحوالي 4 آلاف صاروخ حسب صحيفة نيويورك تايمز، تمتلك الولايات المتحدة الأميركية وحدها 1486 صاروخ، بينها 364 صاروخا محملا بذخائر عنقودية، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.

بالنسبة للجانب الأوكراني، قد تشكل صواريخ أتاكمز وسيلة فعالة لتجاوز الخطوط الدفاعية المبدئية التي وضعتها روسيا في جنوب أوكرانيا، إلى مراكز القيادة وخطوط الإمداد، ومجرد أن تُصبح تلك المواقع مهددة سوف يتعين على روسيا إبعادها أكثر عن خطوط المواجهة ومن ثم تتعقد عملية إمداد الخطوط الأمامية بالأسلحة والقوات على حد سواء، بحسب أحد تقارير هيئة الإذاعة البريطانية.

تأمل أوكرانيا أيضا أن توفر لها تلك الصواريخ سبيلا إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا منذ العام ٢٠١٤.

ولكن حتى بتحقق هذا الهدف، يظل الهجوم الأوكراني المضاد مهددا كلما تقدم للأمام إذ أن روسيا قد زرعت الألغام وفخاخ الدبابات على طول الجبهة التي تبلغ حوالي ٦٠٠ ميل.

فيما يبدو أن الولايات المتحدة صارت أكثر ترحيبا بإمداد أوكرانيا بصواريخ أتاكمز ذات الرؤوس العنقودية، لطالما كانت هناك مخاوف بهذا الصدد، بعضها قادمة من وزارة الدفاع ذاتها، التي لا تفضل إمداد أوكرانيا بأنظمة الصواريخ التي تملك منها مخزون محدود بالفعل.

ففيما قد تحقق تلك الصواريخ أثر على الجبهة الأوكرانية، إلا أنها تُضعف من استعداد الولايات المتحدة في أي صراعات محتملة أخرى.

الرئيس الأميركي وإدارته، لديهم مخاوفهم أيضا، فدائما ما يظهر للسطح هاجس استخدام أوكرانيا لتلك الصواريخ في استهداف مواقع في العمق الروسي، الأمر الذي قد يزيد من تعقد الوضع ويؤجج القتال، وربما يؤدي إلى غزو دولة أخرى مجاورة من دول حلف الناتو، وهو الأمر الذي تحاول الإدارة الأميركية تجنبه لعدم التورط في حرب عالمية جديدة.