فرنسا والنيجر.. طلاق بعد ٦٠ عاما من "زواج مصلحة"

كانت النيجر تمثل إلى جانب جيبوتي أكبر وجود عسكري لفرنسا التي كان لديها ٥٦٥٠ جنديا في أنحاء القارة، وسمحت النيجر لفرنسا لأول مرة باستخدام مجالها الجوي وأراضيها لنشر القوات، بعد اختطاف القاعدة لخمسة مواطنين فرنسيين يعملون في منجم أريفا لليورانيوم في أرليت في شمال البلاد بحسب لوموند.

ويتمركز جنود فرنسا البالغين ١٥٠٠ في النيجر بشكل رئيسي في قاعدة نيامي الجوية، إضافة إلى ١٠٠٠ آخرين في تشاد المجاورة يحاربون في منطقة الساحل ضد الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة وداعش بالتعاون مع الجيوش المحلية لكلتا الدولتين بحسب لوموند، لكن هذه العمليات علقت من جانب قادة الانقلاب في النيجر.

وفي أغسطس الماضي خرج المتحدث باسم المجلس العسكري الحاكم أمادو عبد الرحمن للجماهير عبر التلفزيون المحلي معلنا إلغاء 5 صفقات عسكرية مع فرنسا يعود تاريخها بين 1977 و2020 بحسب رويترز.

لدى شركة أورانو الفرنسية "أريفا سابقا" ٣ مناجم لاستخراج اليورانيوم منذ خمسين عاما في النيجر ولا يزال واحدا منهم يعمل حتى الآن ويلبي ١٠٪ من احتياجات فرنسا لمفاعلاتها النووية، لكن الشركة تواجه اتهامات تتعلق بتلويث البيئة في المنطقة المحيطة بالمنجم بحسب نيويورك تايمز.

وبحسب الموقع الرسمي لسفارة النيجر لدى الدنمارك فإن النيجر لديها أكثر من ٣٠٠ ألف طن من اليورانيوم حيث تحتل المرتبة الرابعة في قائمة منتجي اليورانيوم عالميا و٩مليارات طن من الحديد وأكثر من مليار طن من النحاس وأكثر من ٣٠ طنا من الذهب إضافة إلى الحجر الجيري والجبس.

بحسب وزارة الخارجية الفرنسية فإن النيجر تحتل المرتبة رقم ١٩ في الدول ذات الأولوية للحصول على المساعدات القادمة من باريس، وقد تلقت نيامي حوالي ٥٩٠ مليون يورو (٦٢٧ مليون دولار تقريبا) من المساعدات القادمة من الوكالة الفرنسية للتنمية في الفترة بين ٢٠١٠ و ٢٠١٩.

وقد وصل إجمالي هذه المساعدات في عام ٢٠٢٢ نحو 120 مليون يورو (130 مليون دولار) وكان يتوقع أن ترتفع قليلا هذا العام لكنها علقت في أعقاب الانقلاب العسكري بحسب رويترز.

أما الاتحاد الأوروبي بوجه عام فقد خصص ٥٠٣ ملايين يورو (٥٥٤ مليون دولار) من ميزانيته لتحسين الحوكمة والتعليم والنمو المستدام في النيجر خلال الفترة ٢٠٢١-٢٠٢٤.