طالبان تستعين بخطة عدوها لـ"مراقبة داعش"؟

يشكك بعض المحللين في قدرة نظام طالبان الذي يعاني من ضائقة مالية، على تمويل برنامج الكاميرات.

ولم يتم الإبلاغ سابقا عن تفاصيل حول كيفية اعتزام طالبان توسيع وإدارة مراقبة حركة المدن، بما في ذلك الحصول على الخطة الأميركية.

المتحدث باسم وزارة الداخلية عبد المتين قاني يقول لرويترز إن نشر الكاميرات على نطاق واسع، سيتضمن التركيز على "نقاط مهمة" في كابول وأماكن أخرى، هو جزء من استراتيجية أمنية جديدة سيستغرق تنفيذها بالكامل ٤ سنوات.

"نعمل حاليا على وضع خريطة أمنية لكابول، يجري استكمالها، من قبل خبراء أمنيين وتستغرق الكثير من الوقت"، حسب قاني الذي أضاف: "لدينا بالفعل خريطتان، إحداهما أعدتها الولايات المتحدة الأميركية للحكومة السابقة، والثانية أعدتها تركيا"، لكنه لم يوضح متى وضعت الخطة التركية.

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن "لا تتعاون"مع طالبان"، وأنها "أوضحت للحركة أن من مسؤوليتها ضمان عدم توفير ملاذ آمن للإرهابيين". ولم يردّ متحدث باسم الحكومة التركية على طلب رويترز للتعليق.

قاني يقول إن طالبان أجرت "محادثة بسيطة" مع شركة هواوي الصينية في أغسطس الماضي، ولكن لم يتم التوصل إلى أي عقود أو خطط ثابتة.

وذكرت وكالة بلومبرغ نيوز في أغسطس أن شركة هواوي توصلت إلى "اتفاق شفهي" مع طالبان بشأن عقد لتركيب نظام كاميرات، نقلا عن شخص مطلع على المناقشات.

لكن هواوي قالت لرويترز في سبتمبر إنه "لم تتم مناقشة أي خطة" خلال الاجتماع.

يوجد أكثر من 62 ألف كاميرا في كابول ومدن أخرى تُراقب من غرفة تحكم مركزية، بحسب حركة طالبان.

آخر تحديث رئيسي لنظام الكاميرات في كابول حصل خلال العام 2008، وفقا للحكومة السابقة، التي اعتمدت بشكل كبير على القوات الدولية التي يقودها الغرب لتوفير الأمن للسكان.

وعندما كانت القوات الدولية بقيادة الناتو تنسحب تدريجيا في يناير 2021، قال رئيس أفغانستان بالإنابة آنذاك، أمر الله صالح، إن حكومته ستطرح تحديثا ضخما لنظام مراقبة الكاميرات في كابول.

وقال للصحفيين إن الخطة البالغة قيمتها 100 مليون دولار يدعمها تحالف الناتو.

صالح قال لرويترز في سبتمبر "الترتيب الذي خططنا له في أوائل 2021 كان مختلفا"، مضيفا أن "البنية التحتية" لخطة 2021 دُمرت.

ولم يكن من الواضح ما إذا كانت الخطة التي أشار إليها صالح مماثلة لتلك التي تقول طالبان إنها حصلت عليها، أو ما إذا كانت الإدارة ستعدلها، حسب رويترز.

الخبير في شؤون أفغانستان، جوناثان شرودن، قال إن نظام المراقبة سيكون "مفيدا لطالبان في سعيها لمنع داعش من مهاجمة أعضاء طالبان أو المواقع الحكومية في كابول".

وتراقب طالبان بالفعل المراكز الحضرية عن كثب باستخدام مركبات قوات الأمن ونقاط التفتيش الثابتة.

رغم أن الخطة الأميركية السابقة، والحالية لطالبان تقول إنها تنشر الكاميرات بشكل واسع لمراقبة أنشطة تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن مدافعين عن حقوق الإنسان ومعارضين للحركة يشعرون بالقلق من أن نشر الكاميرات بشكل واسع قد يستهدف أعضاء المجتمع المدني ومعارضي الحركة في البلاد.

ورغم أن طالبان نادرا ما تؤكد الاعتقالات، إلا أن لجنة حماية الصحافيين تقول إن 64 صحافيا على الأقلّ اعتقلوا منذ الاستيلاء على السلطة.

طالبان من جهتها تنفي بشدّة أن يكون نظام المراقبة المتطور ينتهك حقوق الأفغان. وقال قاني إن النظام مماثل لما تستخدمه المدن الكبرى الأخرى، وأنه سيتم تشغيله بما يتماشى مع أحكام الشريعة الإسلامية، التي تمنع التسجيل في الأماكن الخاصة.

من غير المرجح أن يوفر نظام الكاميرات المتصل بالشبكة المركزية تغذية متسقة بسبب أزمة انقطاع التيار الكهربائي اليومي في أفغانستان. ويحصل 40% فقط من الأفغان على الكهرباء، وفقا لشركة الطاقة المملوكة للدولة.

يتعين على الحركة أيضا العثور على التمويل اللازم، بعد الانكماش الاقتصادي الهائل ووقف الكثير من المساعدات بعد سيطرتها على البلاد.

وقالت الحركة في عام 2022 إن لديها ميزانية سنوية تزيد عن ملياري دولار، يمثل الإنفاق الدفاعي أكبر عنصر منها، وفقا لقائد جيش طالبان، حسب تقرير رويترز.

هدد داعش الأجانب في أفغانستان. وهاجم مقاتلوه فندقا يرتاده رجال الأعمال الصينيون العام الماضي، ما أدى إلى إصابة عدد من الصينيين. كما قُتل دبلوماسي روسي في إحدى هجماته.

تنفي طالبان أن التطرف يهدد حكمها وتقول إن الأراضي الأفغانية لن تستخدم لشن هجمات في أماكن أخرى. وأعلنت عن مداهمات لخلايا تنظيم داعش في كابول.

قال الممثل الخاص للولايات المتحدة لأفغانستان توماس ويست في ندوة عامة عُقدت في 12 سبتمبر: "منذ أوائل عام 2023، أدت غارات طالبان في أفغانستان إلى قتل ما لا يقل عن ٨ قادة رئيسيين لتنظيم داعش في أفغانستان.

وذكر تقرير للمراقبة أصدرته الأمم المتحدة في يوليو أن هناك ما يصل إلى 6 آلاف من مقاتلي تنظيم داعش وأفراد أسرهم في أفغانستان. ويقول المحللون إن المراقبة بالمدن لن تعالج وجودهم بشكل كامل.