وفاة الدون كورليوني "الأصلي".. ما الذي نعرفه عن زعيم المافيا الإيطالي؟

ولد ماتيو ميسينا دينارو أوائل ستينيات القرن الماضي لأسرة ضالعة بالفعل في عالم الإجرام، الأب والأخوة والأخوات، جميعهم منخرط في الجريمة بشكل أو بآخر، إلا أن الدماء الجديدة التي منحها دينارو أدت لازدهار الأعمال العائلية وتعاظم ثروتها إلى ملايين الدولارات.

عمل دينارو في قطاعات النفايات والطاقة المتجددة وحتى التجارة، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية، ولطالما عُرف بين أفراد العائلة باسم "النحيل".

الثروة التي منحها دينارو للأسرة لم تكن السر الوحيد وراء شهرته المدوية، خاصة بين العامة والسلطات الرسمية، لكن البطش والقدرة على النيل من الأعداء كانا السمتان التي اشتهر بهما رجل العصابات الإيطالي، فارتبط اسمه بعشرات من جرائم القتل المروعة، كما قيل أنه عادة ما كان يتفاخر بقدرته على ملئ مقبرة كاملة بضحاياه.

بعض الجرائم البشعة، ما تزال مرتبطة بـ "النحيل" إلى اليوم على الرغم من مضي عقود على وقوعها، ففي العام ١٩٩٢ اتهم بقتل اثنين من القضاة المناهضين لأنشطة المافيا في إيطاليا، كما ارتبط بسلسلة من التفجيرات وقعت في روما وفلورنسا وميلانو في العام ١٩٩٣، حسب وكالة فرانس برس.

الضحية، لم تكن ذات أهمية كبيرة من وجهة نظر رجل المافيا الإيطالي، إذ أنه اشتهر بقتل فتى لم يتخطى الـ١٢ من العمر في التسعينات، كان والده بصدد الشهادة ضد دينارو، حسب مجلة تايم الأميركية.

مقتل الطفل لم يأتي على سبيل الخطأ، إذ احتجز رجل المافيا ابن الشاهد كرهينة لمدة عامين، ثم قتله خنقا، وفي إحدى الروايات، تعمد إذابة جسده في الأحماض لمنع أسرته من وداعه ودفنه.

صدرت ضد دينارو عدة أحكام قضائية بالسجن مدى الحياة، بالإضافة إلى حكم قضائي بالسجن المؤبد في قضية التفجيرات، ويعتبر ذاك أحدث الأحكام القضائية ضد رجل المافيا بحسب شبكة سي إن إن، إذ صدر في العام ٢٠٢٠، أي قبل ثلاث سنوات فقط من إلقاء القبض عليه.

فبالرغم من تاريخ الإجرامي المشهود، لم تتمكن السلطات من إلقاء القبض عليه، واعتُبر مجرم هارب خلال الفترة من العام ١٩٩٣ وحتى العام ٢٠٢٣.

عندما تمكنت منه السلطات أخيرا في يناير من العام الجاري، لم يكن دينارو في سلطانه وبأسه السابق، وإنما كان ينتظر الحصول على العلاج خارج إحدى العيادات الخاصة في منطقة باليرمو، إذ كان مصابا بالسرطان.

وساهم في عملية القبض على العجوز الستيني ١٠٠ من أفراد القوات المسلحة بحسب هيئة الإذاعة البريطانية، واهتدت السلطات إلى سبيله بعد التعثر في محادثات عائلية ورسائل مشفرة تشير إلى إصابة الزعيم بالسرطان.

توفي دينارو في مستشفى بوسط إيطاليا بعد أن أفادت تقارير السبت الماضي، أنه دخل في غيبوبة وتوقف إمداده بالتغذية.

وامتدت إقامة المجرم المدان في المستشفى منذ أغسطس الماضي، بعد تدهور صحته، فيما كان يمضي عقوبته في الأصل في سجن لاكويلا، حيث يتلقى العلاج هناك.