بايدن يستفز الصين بجزيرتي الـ20 ألف شخص

خلال أعمال القمة، قال بايدن إن نييوي "تلعب دورًا حاسمًا وبناءً في منطقة المحيط الهادئ، بما في ذلك دعم التنمية المستدامة في المنطقة والأمن والحماية البحرية والحفاظ على المحيطات".

وأضاف: "إن إعلان اليوم سيمكننا من تعميق تعاوننا مع نيوي انطلاقا من معالجة أزمة المناخ إلى حماية الحدود البحرية والموارد البحرية ومن بناء النمو الاقتصادي المستدام إلى الحفاظ على انفتاح منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

أما بالنسبة لجزر كوك، قال بايدن إن الاعتراف باستقلاليتها وسيادتها "سيمكننا من توسيع نطاق هذه الشراكة الدائمة لمواجهة التحديات الأكثر أهمية لحياة شعوبنا" والتي تتمثل في مكافحة الصيد غير القانوني ومكافحة تغير المناخ وبناء النمو الاقتصادي الشامل.

إلى جانب الاعتراف باستقلالية وسيادة جزر كوك ونييوي، كشف بايدن عن تمويل الدول الشريكة للبنية التحتية في جزر المحيط الهادئ بقيمة تصل إلى 10 ملايين دولار. وتشمل الدول الشريكة كلا من أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة.

ولا يقتصر التعاون على الدولتين الجديدتين، بل يشمل دولا أخرى بالمحيط الهادي حيث ستفتح سفارات جديدة للولايات المتحدة في تونغا وجزر سليمان، كما ستستأنف فرق هيئة السلام، Peace Corps، عملها في بعض البلدان، فضلا عن مضاعفة التبادل الأكاديمي لطلاب جزر المحيط الهادئ.

وقال مسؤول حكومي إن القمة ستشهد إعلان الولايات المتحدة عن خطوات "لتوفير اتصال آمن عبر الكابلات البحرية لدول جزر المحيط الهادئ، وهو أمر تحتاجه العديد من هذه الدول حيث لا يمكن الاعتماد على سرعة الإنترنت والاتصال كما هي الآن".

كان من المتوقع أن تركز قمة منتدى الولايات المتحدة وجزر المحيط الهادئ بشكل كبير على آثار أزمة المناخ والنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة والصحة العامة، لكنها تناولت كذلك تعاونا عسكريا في منطقة المحيط الهادي.

وفي هذا الصدد، أعلن بايدن عن شراكة عسكرية جديدة التي سيتم من خلالها إرسال أول سفينة لخفر السواحل الأمريكية المخصصة للتعاون والتدريب مع دول جزر المحيط الهادئ.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عام 2022 عن مارك براون، رئيس وزراء جزر كوك، أن الدول الغربية أهملت منطقة المحيط الهادئ مما دفع العديد من الدول في المنطقة إلى العمل مع بكين. وأضاف أن الصين لها برنامج لتوسيع نفوذها في جميع أنحاء العالم من خلال برامج التنمية التي تقدمها.

ويزعج التوسع الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ البيت الأبيض وهو ما نتج عنه توتر في العلاقات بين البلدين. كما أن ملف تايوان يحتل دورا مركزيا في المعادلة وتحاول الولايات المتحدة إبقاء الدول القليلة التي تعترف باستقلالية تايبي في صفوفها.

وعقب الإعلان عن استقلالية جزر كوك و نييوي وعن المساعي الأميركية في المنطقة، حذّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي الثلاثاء، من أنّ بكين "ستعارض التوسّع المتهوّر للتحالفات العسكرية" في الوقت الذي تعزّز فيه واشنطن شراكاتها الأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفقا لوكالة فرانس برس.

وأضاف أنّ بلاده تسعى إلى "حلّ الاختلافات والخلافات بين الدول عبر الحوار والتشاور"، من دون أن يحدّد الدول التي يشير إليها.

ولطالما حذّرت بكين من أنّ الجهود الرامية إلى إنشاء تحالف عسكري على غرار حلف شمال الأطلسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يمكن أن تؤدّي إلى صراع شبيه بتوسع حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية والذي كان مسؤولاً جزئياً عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

قبل انطلاق أشغال القمة، أعلن رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوفاغاري عن غيابه بالرغم من تواجده بنيويورك لحضور لقاء الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويأتي هذا الغياب عقب اتفاق أمني وقعته بكين في أبريل الفائت مع جزر سليمان التي تعتبر حليفا وثيقا لها.

واستغل سوفاغار حضوره في الاجتماع بنيويورك للإشادة من خلال كلمته بالتعاون التنموي الصيني الذي وصفه بأنه "أقل تقييدا وأكثر استجابة وأكثر توافقا مع احتياجاتنا الوطنية"، وقال إن بكين هي شريك جزر سليمان الرئيسي في البنية التحتية، وهو ما يمنح الصين نفودا أوسع بالمنطقة.

يثير تقارب هاذين البلدين قلق الولايات المتحدة وحلفائها، حسب ما أوردته وكالة رويترز. وفي غضون ذلك، عبر مسؤول أميركي كبير عن خيبة أمله لاختيار سوفاغاري "عدم الحضور في هذه القمة الخاصة للغاية".

إلى جانب جزر سليمان، تغيب عن القمة أيضا رئيس وزراء فانواتو، ساتو كيلمان، لأنه يتعين عليه وجميع المشرعين في حكومة فانواتو التواجد في البرلمان يوم الاثنين لإجراء تصويت بحجب الثقة، وفقا لصحيفة الغارديان.

قبل الاعتراف باستقلالهما، كانت جرز كوك ونييوي تحضى بحكم ذاتي مع "ارتباط حر" بنيوزيلندا، مما يعني أن سياساتهما الخارجية والدفاعية مرتبطة بدرجات متفاوتة بويلينغتون.

وكانت بريطانيا قد ضمت عام 1901 جزر كوك الواقعة بين هاواي ونيوزيلندا وبعد ذلك بفترة وجيزة أصبحت الجزر مستعمرة نيوزيلندية. في عام 1965، منحت نيوزيلندا الحكم الذاتي لجزر كوك في إطار الارتباط الحر، أي أنها دولة بدون كيان سياسي. وفي هذه الحالة، لا ترقى جزر كوك إلى مستوى الاستقلال الكامل.

تتكون جزر كوك من مجموعة مكونة من 15 جزيرة تبلغ مساحتها الإجمالية 240 كيلومترًا مربعًا، وتنتشر على مساحة حوالي 2 مليون كيلومتر مربع في المحيط الهادئ. لا يوجد لدى البلاد موارد معدنية أو طاقة قابلة للاستغلال باستثناء بعض الأراضي الخصبة والصالحة للزراعة، وفقا لموقع منظمة الأغذية والزراعة.

وبالنسبة لجزيرة نييوي، يفيد موقع راديو نيوزيلندا أنه تم انتخاب أول ملك لها، ماتايو تويتوغا، في عام 1875 وحكم حتى عام 1887. وطلب خليفته الملك فاتاييكي وضع الحماية تحت إشراف بريطانيا وبعد عدة محاولات.

وافقت لندن على إعلان نييوي محمية بريطانية في عام 1900. وبعد عام تم ضم نييوي إلى نيوزيلندا كجزء من جزر كوك.

أصبحت نيوي تتمتع بالحكم الذاتي في عام 1974، على الرغم من أن وضع الارتباط الحر للجزيرة كان لا يزال في طور التطور. تم انتخاب روبرت ريكس كأول رئيس للوزراء في عام 1975 واستمر في منصبه حتى وفاته في عام 1992.