Breaking Bad الأفغاني.. تجارة تزدهر تحت عيون طالبان

يقدّر موقع فورين بوليسي مداخيل تجارة الكريستال ميث بما يصل إلى ١٤٪ من الناتج المحلي الإجمالي لأفغانستان في العام الماضي.

زادت مضبوطات هذا المخدر المهرّبة من أفغانستان إلى أستراليا والهند، وآسيا الوسطى، وفي الموانئ الأوروبية مثل روتردام في هولندا وأنتويرب في بلجيكا، وفق الموقع الأميركي.

ويقول الخبراء إن الفترة الزمنية التي بلغت سنة واحدة بين إعلان المرسوم وبدء التنفيذ أتاحت للمنتجين والمهربين الفرصة لزيادة الإنتاج.

وكشف تقرير UNODC أن "مستحضرات علاج نزلات البرد الشائعة هي الأكثر استخداما من حيث التكلفة لإنتاج الكريستال ميث، وبالتالي تشكل تهديداً أكبر بكثير عما كان عليه الوضع من قبل".

ينمو نبات الإفيدرا بشكل مكثّف دون زراعة في مناطق عدة بأفغانستان. يتم استخلاص مادة الإيفيدرين من هذه النبتة بتكلفة منخفضة باستخدام مواد كيميائية بسيطة يمكن الحصول عليها بسهولة، ويمكن "طهيها" في معامل يصعب اكتشافها ‏تقريباً على صور الأقمار الصناعية.

وذكر مسؤولون حكوميون سابقون تحدثوا إلى واشنطن بوست العام الماضي أنه يجري تشييد المزيد من المصانع السرية كل شهر.

ويصعب التعرف على مراكز الإنتاج، حيث أن المعامل غالباً ما تبدو مثل أي مبنى آخر.

رئيسة فرع البحوث وتحليل الاتجاهات في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أنجيلا مي أوضحت لأسوشيتد برس أن إنتاج الكريستال ميث في أفغانستان، له عدة مزايا على إنتاج الهيروين أو الكوكايين.

وتضيف "لا تحتاج إلى أراضٍ زراعية، بل فقط إلى معامل قابلة للتنقل، ومخفية. نبات الإفيدرا لا يوجد في أكبر الدول المنتجة للكريستال ميث مثل ميانمار والمكسيك".

يقدر الباحث الأفغاني في الشؤون السياسية أحمد خان زادة في حديث مع بلينكس أن مداخيل تجارة الكريستال ميث في أفغانستان وصلت إلى ١٠٣ مليار دولار في العام الماضي، وفرت بالمقابل ٤٥٠ ألف وظيفة غير شرعية. ويرى أن معظم الكريستال ميث في أفغانستان يتم إنتاجه في مقاطعاتها الغربية والشمالية.

يضيف خان زادة أن "معظم الأسر مشغولة بإنتاج هذا المخدر بعد انهيار الاقتصاد. وهذا يعكس حاجة الكثير من الأسر إلى سبل لكسب لقمة العيش في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة".

وكشف تحقيق إذاعة أوروبا الحرة، أن طالبان تتجاهل تجارة المخدرات الرابحة، مشيرة إلى أن نقص السيولة المالية، دفع الحكومة للتساهل في فرض حظرها لأن المخدرات غير المشروعة ما زالت مصدراً رئيسياً للإيرادات.

المانحون الدوليون قدموا حوالي ٣ مليار دولار في مساعدات إنسانية لأفغانستان في عام ٢٠٢٢، وهو رقم يصعب أن يتم مطابقته هذا العام، وفقاً للإذاعة.

وأوضحت تقديرات للأمم المتحدة أن تجارة الأفيون الأفغانية أنتجت حوالي ٢٠٧ مليار دولار من الإيرادات في عام ٢٠٢١. وأضافت أن حركة طالبان حصلت على أكثر من ٤٠٠ مليون دولار من صناعة المخدرات.

أبحاث ميدانية أجرتها المنظمة الأوروبية لدراسات جنوب آسيا أبرزت أن معامل سرية أفغانية تنتج ما يناهز ٧٨٦ طن سنوياً من الكريستال ميث، ويبلغ سعره ٢٨٠ دولارا للكيلوغرام.

وأضافت المنظمة أن هذه الصناعة غير الشرعية توفر وظائف غير مباشرة لحوالي ٢٠ ألف شخص، وتقدر مساهمتها في الأجور المحلية بحوالي ٥٥ مليون دولار.

وكشفت أن تجار الأفيون يستخدمون نفس الطرق والبنية التحتية لتهريب هذا المخدر إلى إيران.

"الطرق والقوانين لم تتغير أبداً بالنسبة للمهربين الإيرانيين الذين يمتلكون علاقات قوية مع شرطة الحدود الإيرانية وحركة طالبان"، يكشف خان زادة.

إدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية اليمنية قالت العام الماضي إن الكريستال ميث يحتل المرتبة الثالثة من حيث ترتيب أنواع المخدرات الأوسع انتشاراً في البلاد. ويتم ضبط كميات كبيرة منه خاصة في محافظة المهرة (شرق صنعاء)، يتم رصدها قادمة من إيران.

وأعلنت البحرية الأميركية في مايو من العام الماضي أنها صادرت ٦٤٠ كيلوغراماً من هذه المادة بقيمة ٣٩ مليون دولار من سفينة صيد لمواطنين إيرانيين في خليج عمان.

هو مسلسل جريمة يحكي قصة معلم مدرس كيمياء في مدرسة ثانوية على وشك الوفاة بسبب السرطان، فيشترك مع طالب سابق في صناعة وبيع عقار "الميث" لتأمين مستقبل أسرته.