أمن
في قاعة أفراح في بلدة قراقوش العراقية، وبينما كان أكثر من ألف شخص يتفاعلون مع "رقصة السلو" التي يؤديها العروسان، نشب حريق أودى لمقتل وإصابة أكثر من ٤٥٠ شخصا، مساء الثلاثاء، وفتحت الشرطة تحقيقا في الحادثة صباح الأربعاء وبدأت بجمع شهادات الناجين والمحيطين بقاعة الأفراح الموجودة في منطقة الحمدانية.
الراهبة فردوس، والتي لا يبعد الدير الذي تسكنه كثيرا عن القاعة رأت النيران وهي تتصاعد ألسنتها من القاع وسمعت أصوات الصراخ، وقالت: "في قاعة الهيثم، اندلع حريق قبل الساعة 11 مساء، وبدأ المبنى في الانهيار بسرعة كبيرة".
وأضافت الراهبة التي أخافتها أصوات سيارات الإسعاف التي أعطتها فكرة عن حجم الإصابات الكثيرة، حسبما تقول: "سمعنا سيارات الإسعاف لأن ديرنا قريب من القاعة. خرجنا لنتفقد ما حدث، كان يتم انتشال الجثث، وكان الشباب يتدفقون على القاعة لإخراج أكبر عدد ممكن من الناس".
مدير مركز الحروق التخصصي في الموصل إبراهيم خليل يقول: "يستقبل مستشفانا جرحى الحريق في الحمدانية منذ الليلة الماضية، حيث تم إدخال الحالات الحرجة إلى مستشفانا".
ودخل مستشفى الحروق حوالي 20 حالة حروق شديدة. وأجرى الأطباء العمليات الجراحية والإسعافات الأولية اللازمة على الفور، حسبما أوضح الدكتور إبراهيم.
فيما قابلت إحدى القنوات المحلية رجلا فقد عائلته التي كانت تحضر العرس. ونقلت فرانس برس عن القناة مقابلة الرجل التي قال فيها: "بحثت عن ابنتي وابني وزوجتي وأبي وأمي ولم أجدهم. لقد اختفوا". وكان الرجل الناجي يحمل في يده عباءة يقول إنها تعود لأمه.
ونقلت رويترز عن إحدى الناجيات، أنها كانت حاضرة في القاعة التي شب فيها الحريق. وقالت المصابة: "القاعة احترقت في ٣ ثواني، النيران كانت في كل مكان". ولم تعرف المرأة كيف وصلت للمشفى ولا إذا كان أقاربها ومن كانت معهم قد نجوا ووصلوا لإحدى المسشفيات أم لا.
روى شاهد عيان يسكن بالقرب من القاعة أنه رأى الحريق من بدايته، وأضاف: "أصابت إحدى الألعاب النارية السقف، فاشتعلت النيران في السقف بالكامل فجأة. كانت القاعة كلها من مادة الفلين والقماش، فكان السقف يسقط على الناس، ولم يتمكن أحد من المغادرة".
وبحسب ما قاله الشاهد فإن عدد الحضور أكثر من ألف وقد يصل إلى ١١٠٠ ضيف.
وما زالت التحقيقات في ملابسات الحادثة مستمرة، بالإضافة إلى تجمع العديد من الأقارب المكلومين أمام مشرحة في مدينة الموصل القريبة من القاعة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة