بعد أن حلت الكارثة لم يتبق سوى العشرات من الكراسي المتفحمة والمتناثرة.

يشير أحد التحديثات إلى أن أعداد الضحايا بلغت حوالي ٤٥٠ شخصا ما بين قتيل ومصاب وفقا لما نقله موقع روداو المحلي عن الهلال الأحمر العراقي.

يقارب ذلك نصف عدد المدعوين للزفاف بالأصل، فبحسب تصريحات محافظ نينوى، حسن العلاف للموقع ذاته، يعتقد أن القاعة الصغيرة ضمت حوالي ١٠٠٠ شخص لحظة وقوع الحادث، في حين أن قدرتها الاستيعابية أقل من ذلك بكثير.

احتفالا بالعروسين، ربما يعتقد البعض أن القليل من المرح واستخدام الألعاب النارية لن يضر، إلا أن الألعاب النارية هذه المرة تسببت في كارثة، حيث تشير المعلومات الأولية أن الحريق وقع بسبب استخدام تلك "الأدوات الترفيهية" داخل القاعة، ومن ثم اشتعلت النيران وانتشرت في المحيط بسرعة كبيرة.

يقول الدفاع المدني العراقي إنّ "معلومات أولية" تشير إلى أنّ سبب الحريق هو "استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف" ممّا أدّى إلى "إشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر" ثمّ انتشر "الحريق بسرعة كبيرة".

من بين الجرحى رانيا وعد، 17 عاماً، التي أصيبت بحروق في يدها ونقلت إلى مستشفى الحمدانية مع شقيقتها المصابة أيضاً لتلقّي العلاج.

تقول الشابة لوكالة فرانس برس إنّ العروسين "كانا يرقصان.. حين طارت الألعاب النارية إلى السقف واشتعلت كلّ القاعة".

القاعة كانت مغلفة بألواح من مادة "الإيكوبوند" المكونة بالأساس من الألومنيوم والبلاستيك.

استخدام تلك المادة بالتحديد مخالف لتعليمات السلامة المنصوص عليها في القانون العراقي إذ أنها سريعة الاشتعال، لكنها في الوقت ذاته قليلة الكُلفة.

بمجرد اشتعال الحريق، أدى استخدام تلك المادة إلى انهيار أجزاء من القاعة خلال دقائق معدودة، على الضحايا.

يقول الدفاع المدني أن القاعة "مغلّفة بألواح الإيكوبوند" وهي مادّة للبناء مكوّنة من الألمنيوم والبلاستيك و"سريعة الاشتعال"، موضحاً أنّ استخدام هذه الألواح في البناء "مخالف لتعليمات السلامة" المنصوص عليها قانوناً.

وبحسب الدفاع المدني فإنّ "الحريق أدّى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال واطئة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران".

بحسب الدفاع المدني في العراق أيضا، لم تتوقف أضرار استخدام الإيكوبوند على المساهمة في زيادة سرعة انتشار الحريق، وإنما زيادة معدلات الإصابات أيضا، إذ يمكن لتلك المادة أن تطلق انبعاثات غازية سامة، لدى اشتعالها.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر، لوكالة فرانس برس أن معظم الإصابات وقعت نتيجة للحروق والاختناق.