قُتل وأصيب نحو 450 شخصا في حريق اندلع بقاعة للأعراس في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى في شمال العراق خلال حفل زفاف، ما نقل موقع روداو المحلي عن الهلال الاحمر العراقي.
فما الذي حدث خلال الزفاف وما الذي يذكره الناجون من الواقعة؟
في مستشفى الحمدانية، تتلقى رانيا وعد (١٧ عاما) العلاج برفقة شقيقها المصاب أيضا، وتذكر اللحظات الأخيرة قبل اندلاع الحريق فتقول عن العريس والعروس: "كانا يرقصان.. حين طارت الألعاب النارية إلى السقف واشتعلت كل القاعة".
وأضافت "بعد ذلك لم نعد نرى شيئا، فقط اختنقنا ولم نعد نعرف كيف نخرج".
بحسب وعد، كان عدد حضور حفل الزفاف كبير جدا، مئة من هؤلاء على الأقل فقدوا حياتهم خلال دقائق قليلة.
أما عماد يوحنا، هو شاب ثلاثيني شهد الحريق بنفسه أيضا فيقول عن لحظات الفزع التي تلت اشتعال الحريق: "شفنا النار .. تعبر حتى القاعة. اللي طلعوا طلعوا.. واللي ضلوا ضلوا.. حتى اللي طلعوا ادمروا".
وقال أحد أقارب العروسين لوسائل إعلام محلية أن العروسين بخير، إذ تمكنا النجاة من الحادث، ولم تتمكن بلينكس من التأكد من صحة كلامه.
في موقع الحادث ما يزال عناصر الدفاع المدني والشرطة وهم يفتشون بمساعدة أضواء هواتفهم المحمولة ومصابيح يدوية أنقاض القاعة المحترقة وسط ركام الكراسي المعدنية، في حين لم يبق من سقف القاعة إلا هيكلها الحديدي.
إثر المأساة، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في بيان إنه طلب من وزيري الداخلية والصحة استنفار كل الجهود لإغاثة المتضررين جراء الحادث الذي وصفه بالمؤسف.
وأعلنت وزارة الصحة بدورها عن استنفار دوائر الوزارة في محافظة نينوى والدوائر المجاورة لها لإسعاف وعلاج المصابين، مع إرسال شحنات تعزيزات طبية من بغداد والمحافظات الأخرى.
الحمدانية التي تُعرف أيضاً باسمي قرقوش وبغديدا، وهي بلدة مسيحية ضاربة في القدم يتحدث سكانها لهجة حديثة من الآرامية، وقد زارها البابا فرنسيس في مارس 2021 خلال جولته التاريخية في العراق.
ولحق دمار كبير بهذه البلدة على أيدي تنظيم داعش الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراق بين عامي 2014 و2017.
غادر هذه البلدة غالبية أبنائها عندما وقعت في قبضة تنظيم داعش، لكنهم عادوا إليها تدريجيا منذ أعلن العراق انتصاره على المتطرفين وأعيد إعمارها.