من غواتيمالا إلى دول عربية.. شح المياه يخيف الجميع

تقع غواتيمالا على شريط ضيق من الأرض بين محيطين، وهي جزء من "الممر الجاف" في أميركا الوسطى، وتعتمد بشدة على الزراعة، لكن بعض مواقعها تتعرض بشكل متزايد للجفاف والأمطار الشديدة الغزارة وأحيانا الاثنين معا في الوقت نفسه.

تصنف منظمات دولية غواتيمالا كإحدى الدول العشر الأولى الأكثر عرضة لتداعيات للتغير المناخي.

وظواهر الطقس القاسية هذه تتسبب بموجات كبيرة من الهجرة وخصوصا إلى الولايات المتحدة.

في ظل ندرة مياه الأمطار في شمال غواتيمالا، تتعلم المجتمعات المحلية تقنيات حفر أقنية ري موقتة وتنقية المياه للحفاظ على كل قطرة ثمينة منها.

وفي منطقة كيشيه الشمالية، التي تسكن معظمها مجتمعات السكان الأصليين مثل شعب المايا، يتعلم السكان شق أقنية فوق منحدرات الذرة أو الفاصوليا، كي تتدفق المياه عبر النباتات وتحافظ على رطوبة التربة لفترة أطول، كما تقوم العائلات التي لا تصلها مياه الشرب بجمع مياه الأمطار من جداول أو من آبار حفروها في الأرض.

لكن مع شح المطر، باتت مصادر المياه هذه ملوثة، ما يؤدي لإصابة الأطفال بالأمراض عند استهلاكها.

وعلّمت منظمة "أنقذوا الأطفال" الخيرية، القرويين كيفية استخدام بضع نقاط من الكلورين لتنقية المياه قبل غليها.

وإزاء تقلب الطقس بشكل متزايد تنفذ الحكومة ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة برنامجا بقيمة 66 مليون دولار لتحسين أنظمة جمع المياه في الشمال.

تعتبر الأمم المتحدة المياه سببا محتملا لعدم الاستقرار والصراع في بعض المناطق العربية، إذ أن ندرة المياه في المنطقة متصلة أيضا بقضايا كالأمن الغذائي والحياة الكريمة وفقا لتصريحات رولا عبد الله دشتي، الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) مارس الماضي.

وأكدت المسؤولة الأممية كذلك أن المنطقة ليست على المسار الصحيح فيما يتعلق بتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة والمتعلق بتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030.

50 مليون شخص في المنطقة العربية يفتقرون لمياه الشرب الأساسية

390 مليون شخص عربي يعيشون في بلدان تعاني من ندرة المياه

19 من بين 22 دولة عربية تقع في نطاق شح المياه

تحصل 21 من 22 دولة عربية على مواردها المائية الأساسية من مياه عابرة للحدود

يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم شح المياه والأخطار المتعلقة بالمياه مثل الفيضانات والجفاف، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تعطيل أنماط هطول الأمطار ودورة المياه بأكملها، وذكرت صفحة الأمم المتحدة بعض الحقائق المخيفة عن ندرة المياه حول العالم وهذا أبرزها:

1. يعجز حوالي 2 مليار شخص في جميع أنحاء العالم على الحصول على مياه الشرب المأمونة اليوم، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم ويتفاقم بسبب تغير المناخ والنمو السكاني
2. تمثل المياه العذبة الصالحة للاستخدام والمتاحة 0.5 في المائة فقط من المياه الموجودة على الأرض
3. تستخدم معظم المياه العذبة، حوالي 70 في المائة، في الزراعة (يتم استهلاك ما بين 2000 و 5000 لتر من المياه، في المتوسط​، لإنتاج الغذاء اليومي للفرد)
4. منذ عام 2000، ارتفعت الكوارث المرتبطة بالفيضانات بنسبة 134 في المائة مقارنة بالعقدين السابقين