سؤال الاستخبارات.. لماذا فشلت إسرائيل في توقع ما حدث؟

يقول متحدث باسم الجيش إن "مناقشات ستجري في وقت لاحق" بشأن حصول تحقيق حول استعداد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لكن التركيز في الوقت الحالي ينصبّ على القتال. ويشرح "سنتحدث عن ذلك عندما نحتاج إلى الحديث عنه".

لطالما اعتبرت إسرائيل حماس عدوا لدودا، لكن منذ أن ألحقت إسرائيل أضرارا جسيمة بقطاع غزة في حرب استمرت 10 أيام في عام 2021، اعتمدت إسرائيل مزيجا من سياسات العصا والجزرة للحفاظ على الاستقرار في القطاع المحاصر، بحسب وكالة رويترز.

تشرح وكالة الأنباء هذه السياسة بالقول "قدمت إسرائيل حوافز اقتصادية بما في ذلك آلاف تصاريح العمل التي تسمح لسكان من القطاع بالعمل في إسرائيل أو الضفة الغربية المحتلة، مع الحفاظ على حصار محكم وتهديد مستمر بشنّ غارات جوية".

على مدى الـ18 شهرا الماضية وفي ظلّ احتدام العنف في أنحاء الضفة الغربية، ساد الهدوء النسبي قطاع غزة باستثناء اشتباكات متفرقة عبر الحدود شاركت فيها بشكل رئيسي حركة الجهاد الإسلامي الأصغر حجما، وظلّت حماس على الحياد إلى حدّ كبير.

وانصبّ تركيز حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على أهمية وقوة قدراتها الأمنية واتخذت موقفا متشددا تجاه الفصائل الفلسطينية المسلحة بما في ذلك حماس التي تدير قطاع غزة منذ 2007.

لكن عندما جاء المحك الحقيقي، بدا أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تنهار عندما اخترقت قوة من مسلحي حماس، يقدر الجيش الإسرائيلي عددهم بالمئات، السياج الأمني ​​وانتشرت في المدن والبلدات والمستوطنات، بحسب رويترز.

"هذا إخفاق للمخابرات ولا يمكن أن يكون سوى ذلك" هذا ما يراه النائب السابق لمسؤول المخابرات الوطنية لشؤون الشرق الأوسط في الحكومة الأميركية، جوناثان بانيكوف.

يضيف بانيكوف: "كان فشلا أمنيا، ما قوض ما كان يُعتقد أنّه نهج عدواني وناجح على كل المستويات من إسرائيل تجاه غزة".

بالنسبة للإسرائيليين، شكّلت صور الجثث الملقاة في الشوارع أو مجموعات من المدنيين يجري اقتيادهم إلى الأسر في غزة صدمة عميقة.

وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، فيما تقول الفصائل الفلسطينية المسلحة إنّها أسرت عشرات الجنود.

وسيطر المسلحون أيضا على مواقع أمنية من بينها مركز للشرطة في بلدة سديروت في جنوب إسرائيل، واقتحموا معبر بيت حانون (إيريز)، وهو منشأة محاطة بإجراءات أمنية مشددة يمرّ عبرها الأفراد من وإلى القطاع عبر سلسلة من الضوابط الصارمة.

ونشرت وسائل إعلام تابعة لحماس السبت لقطات تظهر مسلحين يتجولون في مكاتب مهجورة ويمرون عبر الجدران الخرسانية العالية للموقع.

"يخططون لهذا منذ فترة طويلة"، بحسب إيال جولاتا مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الذي يضيف: "من الواضح أن هذا هجوم منسق للغاية، وللأسف تمكنوا من مفاجأتنا تكتيكيا والتسبب في أضرار مروعة".