7 تكتيكات استخدمتها حماس لتضليل إسرائيل

يشرح مصدر مقرب من حماس: "أعطت حماس إسرائيل الانطباع أنها ليست مستعدة للقتال" واصفا الخطط المتعلقة بتنفيذ أكثر الهجمات ترويعا منذ حرب أكتوبر قبل 50 عاما، عندما فاجأت مصر وسوريا إسرائيل ودفعتاها للقتال للحفاظ على بقائها.

ما الذي اعتمدت عليه حماس في خطتها، يقول المصدر "أعطت حماس انطباعا أنها غير معنية بالدخول في معركة أو مواجهة مع إسرائيل وفي نفس الوقت كانت تحضر لهذه العملية الضخمة".

وتعترف إسرائيل بأن الهجوم أخذها على حين غرة فعلا خاصة أنه وقع يوم سبت وتزامن مع عطلة دينية.

يؤكد على ذلك ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت في مقابلة مع الـ سي إن إن "يجب أن أعترف أننا تفاجئنا"، فيما اعترف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نير دينار، "هذا هو الحادي عشر من سبتمبر بالنسبة لنا. لقد تمكنوا منا".

يضيف "لقد فاجأونا وجاءوا بسرعة من عدة مواقع، من الجو والبر والبحر".

تقول رويترز: "في أحد أكثر الجوانب المذهلة في الاستعدادات، قال المصدر المقرب من حماس إن الحركة أنشأت ما يشبه مستوطنة إسرائيلية في قطاع غزة للتدريب فيها على الإنزال العسكري والتدريب على الاقتحام حتى أنهم صوروا مقاطع فيديو لتلك التدريبات.

يشرح المصدر "التدريب ليس سريا وإسرائيل كانت ترى التدريبات لكن هم اقتنعوا بذهنهم إن هايدي الحركة (حماس) لا ترغب أن تدخل في مواجهة".

وفي الوقت نفسه، سعت حماس إلى إقناع إسرائيل بأن كل ما يهمها هو حصول العمال في قطاع غزة على فرص عمل عبر الحدود. ويعيش أكثر من مليوني نسمة في قطاع غزة.

يعترف مصدر أمني إسرائيلي، تحدث إلى رويترز، بأن حماس خدعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عبر الاعتقاد بأنها تهتم بالمال والاقتصاد، يضيف: "وطوال الوقت شاركوا في التدريبات حتى حان الوقت وانطلقوا وعاثوا فسادا".

وفي إطار خداعها خلال العامين الماضيين، لم تنفذ حماس أي عمليات عسكرية ضد إسرائيل، حتى عندما شنت حركة الجهاد الإسلامي المتمركزة في القطاع أيضا سلسلة هجمات وضربات صاروخية.

يقول المصدر إن إحجام حماس عن المشاركة أثار انتقادات علنية من بعض داعميها، وكان هذا يهدف أيضا إلى خلق انطباع بأن حماس لديها مشاغل اقتصادية ولا تضع في ذهنها شن حرب جديدة.

وقال مصدر أمني إسرائيلي ثان إن إسرائيل اعتقدت لفترة أن زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار منشغل تماما بإدارة شؤون القطاع "بدلا من قتل اليهود".

يقول المصدر المقرب من حماس إن جزءا مهما من الخطة كان يتمثل في تجنب التسريبات.

يضيف أن عددا من قادة حماس لم يكونوا على علم بخطط الهجوم، وحتى في أثناء التدريب لم يكن لدى المقاتلين الذين شاركوا في الهجوم والبالغ عددهم نحو ألف مقاتل أي فكرة عن الغرض المحدد لتلك التدريبات.

يشرح المصدر أن العملية انقسمت إلى عدة أجزاء عندما حان وقت الهجوم.

تمثلت الخطوة الأولى في إطلاق 3 آلاف صاروخ من قطاع غزة بالتزامن مع توغل مقاتلين بطائرات شراعية آلية وهي مركبات صغيرة محمولة بمظلات عبر الحدود.

وقالت إسرائيل من قبل إن عدد الصواريخ التي انطلقت من القطاع في البداية كان 2500.

هاجمت وحدة كوماندوز من حركة حماس مقر القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، بحسب المصدر، وشوشت على اتصالاته ومنعت الأفراد من الاتصال بالقادة أو التواصل مع بعضهم.

أضاف المصدر أن الجزء الأخير من الخطة شمل نقل الأسرى إلى غزة، وهو ما تحقق في الغالب في وقت مبكر من الهجوم.

وفي إحدى عمليات احتجاز الأسرى التي تناقلتها كثير من وسائل الإعلام، أسر المسلحون بعض من حضروا حفلا أثناء فرارهم بالقرب من كيبوتس رعيم قرب غزة.

كشفت صحيفة واشنطن بوست عن اختراق حماس لهواتف عدد من عناصر الجيش الإسرائيلي حيث تم استدراجهم من خلال خاصية دردشة على الفيسبوك إلى تحميل تطبيق آخر وصفه جنود بأنه يجمع معلومات عن حياتهم وأنشطتهم في الجيش حتى عندما كانت الهواتف مغلقة.

وفي ذات الوقت، تجنب مسلحو حماس مناقشة الخطط عبر الهواتف المحمولة أو وسائل الاتصال الأخرى التي يمكن اعتراضها ومن المرجح أن حماس كانت تتواصل مباشرة مع أعضائها وبدون استخدام أي من وسائل التواصل

وتتوفر لدى إسرائيل أجهز مراقبة متقدمة تمكنها من التجسس وجمع معلومات استخباراتية دقيقة. ويرجح خبراء فشل هذه الأجهزة في التحذير من الهجوم المفاجئ إلى تطوير طرق تحد من فعاليتها.

يقول جيك ويليامز، الموظف سابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية، أنه يصعب تحليل وتنظيم المعلومات الاستخبارية عندما تتدفق من مجموعة من المصادر، ويرجح أن عددها الكبير أدى إلى فشل الأجهزة الأمنية في قراءتها، حسب موقع وايرد.

ونقل موقع تايمز أوف إنديا عن الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أمير أفيفي، أن النشطاء في غزة وجدوا طرقا للتهرب من جمع المعلومات الاستخبارية التكنولوجية، مما أعطى إسرائيل صورة غير كاملة عن نواياهم

يقول المصدر الأمني الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية لم تكن بكامل قوتها في الجنوب قرب غزة بسبب إعادة نشر بعضها في الضفة الغربية لحماية المستوطنين الإسرائيليين في أعقاب تصاعد أعمال العنف بينهم وبين مسلحين فلسطينيين. وقال المصدر إن حماس "استغلت ذلك".

يتفق مع المصدر الذي تحدث لرويترز، دينس روس، المفاوض السابق في الشرق الأوسط والذي يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قائلا إن إسرائيل انشغلت بالعنف في الضفة الغربية، مما أدى إلى "وجود محدود مفتقر للجاهزية الكافية في الجنوب".

وأضاف "ربما نجحت حماس بما يتجاوز توقعاتها. والآن سيتعين عليها التعامل مع إسرائيل المصممة على القضاء عليها".

وشنّت الحركة صباح السبت هجوما مباغتا على إسرائيل، تخلله إطلاق صواريخ وعمليات توغل وأسر. وردت إسرائيل بشنّ غارات مكثفة على القطاع. وأودى التصعيد بأعداد كبيرة من الأشخاص الجانبين.