"لا مكان آمنا".. تهجير "دانا" وجيرانها من غزة إلى غزة

بدت الصدمة واضحة على وجوه الكثيرين الذين قرروا المغادرة من شمال القطاع، رغم صعوبة إيجاد وسائل للنقل، بحسب مراسلي فرانس برس.

تبكي دانا صالح التي غادرت بيتها برفقة زوجها وأطفالها وعائلة زوجها من شمال القطاع متجهة إلى خانيونس عند أقارب لهم في الطريق.

تقول لفرانس برس "لا أعرف لماذا سنذهب. أخشى أن يقوموا بجمعنا في الجنوب ويقصفوننا لإجبارنا على اقتحام الحدود مع مصر" مشيرة "خائفة من فقدان أطفالي".

تضيف الأم لثلاثة أطفال "لا يوجد امان في أي مكان هنا. حتى جنوب القطاع يتعرض للقصف".

فضّل الكثير من السكان البقاء في بيوتهم في شمال القطاع، بحسب مراسلي فرانس برس.

ويقول أبو عزام "هذا عدو غاشم وما يريده هو تخويف الناس وتهجيرهم. ولكن بإذن الله سنبقى صامدين في حال أي تهجير".

يقول محمد خالد إنه باق، مضيفا "ماذا يريد العالم منا؟ أنا لاجئ في غزة ويريدون تهجيري مرة أخرى؟ ماذا سنفعل في رفح؟ سننام في الشوارع مع أطفالنا، لن نفعل. لا أريد هذه الحياة المهينة".

في مخيم الشاطئ في غرب مدينة غزة، وقف محمد أبو علي أمام مقر تابع لوكالة الأونروا. يقول "اليوم، لا نعرف أين نذهب؟ لا يوجد مكان آمن. لجأنا إلى الأونروا، إلى الأمم المتحدة. اليوم إسرائيل ترتكب مجازر بحق المدنيين وأولادنا الآن تحت الركام".

وأضاف "لا نعرف أين أولادنا، لا يوجد لدينا طعام ولا مياه. أناشد الأمم المتحدة من أمام مقر الأمم المتحدة: أين نذهب؟".

رفضت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الجمعة إخلاء شمال القطاع، مؤكدة "ثابتون على أرضنا وفي بيوتنا ومدننا، ولا نزوح ولا ترحيل".

كما رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشكل "كامل" تهجير السكان من غزة، محذرا من "نكبة ثانية".

أكد عباس لبلينكن "الرفض الكامل لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة، لأن ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية لشعبنا".

وتسيطر حركة حماس على القطاع منذ العام 2007 بعد اشتباكات انتهت بطرد السلطة الفلسطينية منه بالقوة.

قالت الأمم المتحدة أن أمر إسرائيل بإخلاء غزة والنزوح جنوبا يطال 1,1 مليون شخص، محذرة من تبعاته "المدمّرة".

وفي 1948، شُرّد وطرد أكثر من 760 ألف فلسطيني خلال الحرب التي اندلعت إبان قيام دولة إسرائيل.

وتكررت الدعوات لفتح ممرات إنسانية قبل غزو بري محتمل من جانب إسرائيل، خصوصا في اتجاه مصر عبر معبر رفح.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس ضرورة أن يبقى سكان غزة "صامدين ومتواجدين على أرضهم"، محذرا من أن نزوح سكان غزة قد يعني "تصفية القضية الفلسطينية".