راحت منظمة الصحة العالمية في منشورها أبعد من التذكير بأمر الإخلاء الذي تلقته المستشفى، بل قالت أيضا إنه "كان من المستحيل تنفيذ أمر الإخلاء".

ولفتت إلى أن ذلك يعود "لحالة انعدام الأمن، والحالة الحرجة للعديد من المرضى وافتقار النظام الصحي ما يلزم من سيارات إسعاف وموظفين وعدم وجود مأوى بديل للنازحين الذين يحتمون به".

وأدانت منظمة الصحة العالمية بشدّة "الهجوم على المستشفى في شمال قطاع غزة. فالمستشفى كان يعمل، وبه مرضى ومقدمو رعاية صحية والمسؤولون عن رعاية المرضى، ونازحون داخليا يحتمون به". وتابعت "وتشير التقارير الأولية إلى وقوع مئات القتلى والمصابين".

تواصل موقع بلينكس مع منظمة الصحة العالمية، إقليم شرق المتوسط، عبر البريد الإلكتروني ومنصة أكس، للاستفسار حول ما إذا كانت المنظمة العالمية تلمح من خلال هذا المنشور إلى مسؤولية إسرائيل في قصف المستشفى بغزة، إلا أن موقعنا لم يتلق أي ردّ من المنظمة إلى حين نشر هذا التقرير.

خلف انفجار "مستشفى الأهلي المعمداني" في غزة مشاهد مروعة. وصفت حماس استهداف المستشفى بـ"المذبحة المروعة"، قائلة إنه نجم عن غارة إسرائيلية.

واتهم الجيش الإسرائيلي حركة الجهاد الإسلامي بالوقوف وراء الانفجار.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن مقاتلي حركة الجهاد أطلقوا وابلا من الصواريخ بالقرب من المستشفى، وأن "معلومات استخباراتية من مصادر متعددة تشير إلى مسؤولية الحركة عن الحادث"، حسب أسوشيتد برس.

وقال كبير المتحدّثين العسكريين في الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، خلال مؤتمر صحافي، إن الجيش لم يشن هجمات جوية أو برية أو بحرية في المنطقة وقت الانفجار، مضيفا أن رادارا رصد إطلاق صواريخ في نفس اللحظة، وتشير اتصالات، تم اعتراضها بين أفراد جماعات مسلحة، إلى أن حركة الجهاد الإسلامي أطلقت الصواريخ.

وبث هاغاري لقطات جوية، جمعتها طائرة عسكرية مسيرة، تظهر انفجارا قال إنه لا يتوافق مع الأسلحة الإسرائيلية، وأن الانفجار وقع في ساحة انتظار السيارات بالمبنى، وأنه لا يمكن التأكد من عدد القتلى.

رفضت حركة الجهاد الإسلامي هذه الادعاءات، واتهمت إسرائيل بـ"محاولة التهرب من المسؤولية عن المذبحة الوحشية التي ارتكبتها". وأشارت الحركة إلى أمر إسرائيل بإخلاء المستشفى ثم قصفه في وقت سابق دليل على أن المستشفى كان هدفا إسرائيليا.

وأضافت أن حجم الانفجار وزاوية سقوط الصاروخ وحجم الدمار أمور تشير إلى أن الغارة إسرائيلية.

نشر صباح الأربعاء، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، فيديو جديد، بعد الفيديو المحذوف الثلاثاء، وقال في منشور على إكس: "فيديو من داخل أنظمة سلاح الجو: هكذا أصاب صاروخ فاشل أطلقه الجهاد (..) منطقة المستشفى المعمداني في مدينة غزة".

أما أمس فتداولت الصفحات الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا على موقع "إكس" راوية الحكومة الإسرائيلية مصطحبة إياها بمقطع فيديو يظهر تسجيلا لعملية إطلاق صواريخ بالفعل من قطاع غزة لكن "الساعة" أعلى الشاشة تُظهر توقيتا مختلفا عن توقيت تدمير المستشفى.

لم يمض وقت طويل، حتى حذف الحساب الرسمي لإسرائيل الفيديو، الذي ربما يدحض الرواية الإسرائيلية في وسائل الإعلام، واكتفى بالتعليق المصاحب.

فالمستشفى قصف بصاروخ وقع في الساعة الـ7 إلا دقيقة واحدة مساء الثلاثاء، وبعد نحو 5 ساعات ظهر الفيديو الذي زعمت فيه الحكومة الإسرائيلية أنه يمنحها البراءة.

والبداية جاءت من الصفحة الرسمية لإسرائيل بعد نحو 5 ساعات من الاستهداف، تقول إن الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة على إسرائيل تسبب سقوطها على المستشفى فيما حدث، وأن مصادرها الاستخباراتية أكدت أن المسؤول عن الإطلاق الفاشل هو تنظيم الجهاد.