الدعاية الإسرائيلية وصلت للألعاب.. طفل مصدوم من المشاهد الدموية

بدأت الحكومة الإسرائيلية حملة واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي في الدول الغربية الرئيسية لحشد الدعم لردها العسكري على هجوم حماس بالـ٧ من أكتوبر.

وجزء من استراتيجيتها: دفع عشرات الإعلانات التي تحتوي على صور وحشية تثير العاطفة، من إسرائيل عبر منصات مثل أكس، تويتر سابقا، ويوتيوب، وفقا للبيانات التي استعرضتها بوليتيكو.

لم تتمكن رويترز من تحديد كيفية وصول الإعلان إلى لعبة الفيديو الخاصة بالطفل، ابن أسيس. لكن الوكالة أكدت أنها ليست العائلة الوحيدة التي شاهد قاصر فيها مشاهد عنف ضمن دعاية إسرائيلية على تطبيقات خاصة بالأطفال.

ووثقت رويترز ما لا يقلّ عن ٥ حالات أخرى في جميع أنحاء أوروبا، حيث عُرض نفس الفيديو المؤيد لإسرائيل، والذي حمل لقطات لهجمات صاروخية، وانفجار ناري، ومسلحين ملثمين، على اللاعبين، بما في ذلك العديد من الأطفال.

شُغّل الإعلان، في حالة واحدة على الأقل رصدتها رويترز، بلعبة أنغري بيرد الشهيرة.

وأكدت الشركة المصممة للعبة Rovio لرويترز أن "هذه الإعلانات ذات المحتوى المزعج قد وصلت عن طريق الخطأ إلى لعبتنا" ويتم الآن حظرها يدويا.

ولم تقدم المتحدثة الرسمية للشركة، لوتا باكلوند، تفاصيل حول أي من "شركات الإعلانات قد زودها بالإعلان".

أكد رئيس القسم الرقمي بوزارة الخارجية الإسرائيلية، ديفيد سارانغا، لرويترز، أن الفيديو كان إعلانا روجت له الحكومة، لكنه قال إنه "ليس لديه أي فكرة" كيف انتهى به الأمر داخل ألعاب مختلفة.

وقال إن اللقطات كانت جزءا من حملة أكبر من قبل وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي أنفقت 1.5 مليون دولار على إعلانات الإنترنت منذ بدء الحرب.

وأكّد أن المسؤولين أصدروا تعليمات محددة للمعلنين "بحظر (الإعلان) للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما".

وبرر سارانغا الحملة الإعلانية، بأنه "نريد أن يفهم العالم ما حدث هنا في إسرائيل". "إنها مذبحة".

اتصلت رويترز بـ43 شركة إعلانية أدرجتها شركة Rovio على موقعها على الإنترنت باعتبارها "شركاء بيانات خارجيين" لمحاولة التأكد من هوية من وضع الإعلان في الألعاب.

ومن بين هؤلاء الشركاء، استجاب 12 شريكا، بما في ذلك أمازون، وIndex Exchange، وPinterest، وقالوا إنهم ليسوا مسؤولين عن ظهور الإعلان على أنغري بيردز.

وقال سارانغا إن الوزارة أنفقت أموالا مع شركات إعلانية من بينها شركة ألفابت، وأكس، المعروفة سابقا باسم تويتر.

عرضت غوغل أكثر من 90 إعلانا لوزارة الخارجية لكنها رفضت التعليق على مكان عرض تلك الإعلانات. ولم يستجب موقع إكس، لطلبات رويترز للتعليق.

ولم تجد رويترز أي دليل على جهد إعلاني رقمي فلسطيني مماثل، باستثناء عدد قليل من مقاطع الفيديو باللغة العربية التي روّج لها تلفزيون فلسطين ومقرّه الضفة الغربية.

ونشر ممثل عن وزارة الخارجية التابعة للسلطة الفلسطينية بيانا قال فيه إن الوزارة تعمل على التأثير على الرأي العام من خلال تبادل الأدلة على المعاناة في غزة تحت القصف الإسرائيلي الذي أعقب هجوم 7 أكتوبر، لكنه لم يذكر ما إذا كانت تستخدم الإعلانات وسيلة للدعاية.

ولم يستجب ممثلون عن حماس التي تحكم غزة لطلبات رويترز للتعليق على حملاتها الإعلامية.

وثّقت رويترز ست حالات، في بريطانيا وفرنسا والنمسا وألمانيا وهولندا، حيث شاهد الناس نفس الإعلانات أو ما شابه ذلك الذي شاهده ابن أسيس أو قالوا إن أطفالهم شاهدوها. وفي حالة عائلة أسيس، ظهرت الإعلانات في لعبة تسمى "Alice's Mergeland" من إنتاج مطور يدعى LazyDog Game.

وظهرت إعلانات أخرى عن وسائل تسلية رقمية مناسبة للعائلة مثل لعبة بناء المكعبات "Stack"، ولعبة الألغاز "Balls'n Ropes"، و"Solitaire: Card Game 2023"، ومغامرة الجري والقفز "Subway Surfers".

وقالت ألكسندرا مارغينيان، 24 عاما، وتعيش في ميونيخ، إنها فوجئت برؤية الفيديو المؤيد لإسرائيل يظهر في لعبتها "السوليتير".

لم تستجب لعبة LazyDog لطلبات التعليق، وكذلك مطور Stack المملوك لشركة Ubisoft (UBIP.PA) Ketchapp، ومطور Solitaire النمساوي nerByte، والمطور التركي لشركة Balls'n Ropes، Rollic، والمطور الدنماركي Subway Surfers SYBO Games.

قامت شركتا ألفابيت وأبل، اللتان تراقبان التطبيقات على منصات البرامج الداخلية الخاصة بهما لهواتف iPhone وAndroid، على التوالي، بإحالة الأسئلة إلى مطوري الألعاب.

تختلف قواعد الإعلانات من بلد إلى آخر، لكن في بريطانيا، حيث تعيش أسيس وابنها، فإن هيئة معايير الإعلان هي التي تراقب الحملات الدعائية.

وقالت الهيئة لرويترز إنه رغم أنها لا تحقق حاليا في أيّ إعلانات من الحكومة الإسرائيلية، إلا أن أي دعاية تحتوي على صور من هذا النوع يجب أن "تستهدف بعناية بعيدا عن الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاما".

في ما يزيد قليلا عن أسبوع منذ بدء الحرب، عرضت وزارة الخارجية الإسرائيلية 30 إعلانا شوهدوا أكثر من 4 ملايين مرة على إكس، وفقا لبيانات المنصة، حسب بوليتيكو.

وكانت مقاطع الفيديو والصور المدفوعة التي بدأت بالظهور في 12 أكتوبر، تستهدف البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 25 عاما في بروكسل وباريس وميونيخ ولاهاي، وفقًا لنفس البيانات، وفق بوليتيكو.

لقد استهدفت إسرائيل أوروبا إلى حد كبير من خلال خطابها لكسب الدعم. تم توجيه ما يقرب من 50 إعلان فيديو باللغة الإنكليزية إلى دول الاتحاد الأوروبي، بينما تم دفع 10 و13 إعلانا للمشاهدين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، على التوالي، بحسب ما ورد في تقرير للموقع الأميركي.